هذه أغرب 5 عادات متعلقة بـ"الزواج" في المجتمع الصحراوي

DR

في 20/12/2021 على الساعة 14:58

لطالما عُرف المغرب بتنوع وغنى ثقافاته، فكلما حللنا بمنطقة ما كلما صادفنا عادات وتقاليد مختلفة عن سابقاتها، وهو ما يتضح جليا إذا ما سلطنا الضوء على أقاليمنا الجنوبية، فأهل الصحراء المغربية لهم طقوس وعادات خاصة، لاسيما في ما يتعلق بالزواج.

حل فصل الصيف، وحلت معه مواعيد العطل، ففي مثل هذا الوقت من كل عام يتجه غالبية الصحراويون لإقامة حفلات الزفاف، بالمدن والبوادي، محاولين استغلال فرص الإجازات لكي لا يتغيب أي مدعو عن أعراسهم بداعي الدراسة أو العمل.

وارتباطا بموضوع الزواج، فإن سكان الجنوب المغربي ينفردون بتقاليد وعادات خاصة، قد يعتبرها البعض غريبة للغاية، بينما يراها أهلها بمثابة أشياء مميزة، تمنحهم الاختلاف عن التقاليد الجاري بها العمل في باقي مناطق المملكة.

ووفقا لما استقاه Le360 من مصادره في الصحراء المغربية، مجموعة من العارفين والباحثين في التراث الحساني، المنحذر أغلبهم من قبائل "الركيبات" و"ازركيين" و"العروسيين" و"أيت لحسن"، فقد أكدوا لنا أن تقاليد أهل الجنوب في ما يخص الزواج وما بعد الزواج مختلفة كثيرا عن باقي التقاليد المعتمدة في باقي مناطق المملكة المغربية الكبرى، وفي هذه القائمة نرصد لقرائنا أبرز 5 عادات يعتمدها الصحرايون في ما يتعلق بهذا الشأن:

1- الشاب الصحراوي يكون غائبا عن حفل خطوبته:

قد يبدو الأمر غريبا شيء ما، إلا أن مسألة غياب الشاب الصحراوي عن حفل خطوبته هي واردة بالفعل، وذلك الغياب يكون من باب الحياء والحشمة فقط، فكل ما يفعله هذا العريس المستقبلي هو بعث أفراد من عائلته وقبيلته، رجالا ونساء، إلى عائلة الفتاة الراغب في الزواج منها، فيطلبون يدها من أبيها او ولي أمرها، ثم تكون الموافقة أو الرفض دون الحاجة إلى جلوس أهل البنت مع الشاب، فبمجرد ما يسمعون أن فلانا ابن فلان المنتمي للقبيلة الفلانية يريد يد ابنتكم على سنة الله ورسوله، سيتمكنون من معرفته، وذلك بالنظر لكون الصحراويين يعتمدون على منطق "الدنيا صغيرة وأي فرد يمكن معرفته فقط عبر الاطلاع على انتمائه القبَلي".

2- العريس لا يجلس مع أب زوجته في نفس مائدة الأكل:

يعتبر أهل الصحراء أنه من العار أن يجلس الرجل في نفس مائدة الأكل مع أب زوجته، فالحياء والوقار يجب أن يبقيا مستمرين مدى الحياة، وكل ما قد يفعله الصحراوي تجاه "نسيبه" هو إلقاء التحية عليه ثم الانصراف والانعزال عنه، وذلك من باب الحشمة فقط، ليس إلا.

3- الرجل الصحراوي لا يُقَبِّلُ ابنه أمام أنظار الجد:

يعتبر تقبيل الرجل لابنه، الصغير أو الكبير، أمام أعين جد الابن، بمثابة أمر محرم تحريما كليا داخل المجتمع الحساني، وذلك بسبب دخول الفعل ضمن منظومة "حشومة" (أو فظاحة باللهجة الحسانية)، لذلك دائما ما نرى الأب الصحراوي لا يلعب ولا يداعب ابنه سوى حينما يكون منفردا به أو أمام زوجته أو والدته أو إخوته أو أصدقائه، المهم أن لا يكون جد الصبي حاضرا في المجلس.

4- العروس لا تكشف عن وجهها في ليلة زفافها:

ليس من المستبعد فقط، بل من المستحيل، أن يصادف المغاربة عروسا منحدرة من الأقاليم الجنوبية وهي تكشف عن وجهها في ليلة زفافها، فالأمر هنا يدخل ضمن التقاليد والأعراف التي تفرض على العروس الصحراوية أن تظهر بنقاب، شفاف قليلا، طيلة احتفالها بعرسها، والأمر أيضا راجع للحياء والحشمة.

5- المرأة الصحراوية تحتفل بطلاقها:

لطالما أثار موضوع احتفال المرأة الصحراوية بطلاقها جدلا واسعا في مختلف الأوساط، وهنا وجب التوضيح، نقلا عن مصادرنا، أن حفل الطلاق لا تقيمه السيدة المطلقة نفسها، بل يقيمه أهلها وأبناء قبيلتها، وذلك بغاية التخفيف عنها ومنحها قيمتها ومكانتها، وكذلك بغاية تذكيرها بأن حياتها لن تنتهي بمجرد طلاقها، كما أن ذلك الحفل يكون بمثابة إشهار وإعلان أن المعنية بالأمر لم تعد متزوجة، بغاية فتح الباب من جديد في وجه الراغبين في طلب يدها.

وتجدر الإشارة إلى أن المرأة تحظى بعناية واهتمام بالغين في المجتمع الحساني، فهي كل شيء لدى الصحراويين، وبدونها لا يصلح أي شيء، وهذا الأمر ليس حديث العهد، بل متوارث منذ عصور، وهو ما أكده الرحالة ابن بطوطة حينما تحدث عن المجتمع الحساني قائلا: "وكانت إقامتي بولاتن نحو خمسين يوما، وأكرمني أهلها وأضافوني، وأكثر السكان بها من مسوفة، ولنسائهم الجمال الفائق وهن أعظم شأنا من الرجال".

تحرير من طرف عبير
في 20/12/2021 على الساعة 14:58