لماذا صام بيجيدي عن انتقاد فيلم "الشذوذ الجنسي" بطنجة؟

DR

في 17/02/2014 على الساعة 20:33

أقوال الصحفصام حزب العدالة والتنمية عن انتقاد فيلم "الشذوذ الجنسي" بطنجة، فاختفت الزوابع التي طالما أججتها انتقادات الإسلاميين للسينما بصفة عامة. فهل للأمر علاقة بوصول الحزب إلى الحكم؟ أم أن الحزب استفاد من أخطاء سابقة؟ ولماذا خرج مستشار الوزير الخلفي لينتقد المهرجان الوطني للفيلم؟

تساءلت يومية أخبار اليوم، في عدد يوم غد (الثلاثاء)، لماذا سكت الإسلاميون عن فيلم حول الشذوذ بمهرجان طنجة؟ وردت قائلة:” يبدو أن الإسلاميين فطنوا إلى أنهم كانوا يستخدمون من أجل ترويج الأعمال الرديئة".

المهرجان الوطني للفيلم بطنجة عرض فيلم "جيش الإنقاذ"، لصاحبه عبد الله الطايع، الذي يعتبر من الكتاب القلائل الذين أشهروا شذوذهم الجنسي، دون أن يحرك مضمون الفيلم "وعاظ" الحزب الذين اعتادوا شن هجمات وحروب على أفلام من هذا النوع.

وفي الوقت الذي ربط فيه مجموعة من المراقبين صمت إسلاميي العدالة والتنمية، حسب اليومية ذاتها، بصعودهم إلى الحكم، نفى محمد الهلالي، نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح، الجناح الدعوي لحزب العدالة والتنمية، الأمر وقال لأخبار اليوم:”اتخذنا موقفا منذ سنتين بعدم التعليق على مثل هذه الأفلام". وعلل ذلك بالقول "لقد اكتشفنا من خلال دراسة ميدانية أن الأفلام الأقل جودة تحاول أن تعوض هذا النقص باستجداء موقف معارض للإسلاميين، وبدلا من اعتماد الجودة الفنية والفكرية إلى دائرة الضوء".

وأضاف المتحدث نفسه للجريدة لقد "قررنا أن نزيل هذه الورقة، ومن يراهن على معارضة الإسلاميين نقول له إن هذا الزمن انتهى فلا تراهنوا علينا".

جريدة الأحداث المغربية، في ركنها من صميم الأحداث، في عدد يوم غد (الثلااثاء)، التقطت مقالا لمستشار مصطفى خلفي ، وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة، نشر بجريدة التجديد.

وقالت الأحداث المغربية إن مستشار مصطفى الخلفي كتب مقالا وصف فيه المهرجان الوطني للفيلم بطنجة بأنه المهرجان "الفرنسي" للفيلم.

وأوضحت الأحداث المغربية أن الجريرة تكبر حينما يحمل المقال توقيع مستشار الوزير المشرف على القطاع، ما يعني أن الأمر لا علاقة له بنقد فني عابر يكتبه أي مهتم بالمجال مما يجب تقبله والسلام، لكي يتحول إلى موقف سياسي واضح للوزير صرفه مستشاره عبر الجريدة التي كان الخلفي مديرا للنشر لها قبل أن يصبح وزيرا مشرفا ضمن ما يشرف عليه على السينما.

وقالت الأحداث المغربية إن الخلفي قرر نقل سلاحه وكتف السلاح إلى مجال السينما لاقتناعه واقتناع من معه أن الهجوم الأخلاقي من الممكن أن يجلب أنصارا لهاته المعركة القديمة الجديدة ضد السينما بمررات شتى.

الفن النظيف

اعتاد حزب العدالة والتنمية أن لا يترك فرصة سياسية أو فنية أو ثقافية أو قانونية إلا وجعل منها حدثا وخاض بسببها معركة، بل كثيرا ما افتعل معارك من قضايا جزئية بسيطة، وفي مقدمتها القضايا الفنية.

أولى معارك الحزب اعتبر فيها أن المهرجانات والفن عموما ضياعا للمال العام، وحين فشل في دعواه وتبين له أن المهرجانات لا تمول من المال العام عاد من جديد للتركيز على الفن النظيف والأدعاء أن الفن يجب أن لا يتعارض مع الأخلاق، بل إن وزيرا من حزبه طرح ملف موازين داخل مجلس حكومي، قبل أن يطوي الجميع القضية.

وهما يكن فإن تبرير سكوت الحزب لا يعود لاقتناعه بلا جدوى الانتقادات أو منح "شعبية" لبعض الأفلام، بل لإيمانه أن التدبير السياسي يفرض "لجم" بعض أحلامه، ولو أدى ذلك إلى تغيير الخطاب مرحليا.

في 17/02/2014 على الساعة 20:33