حملة لإبادة الكلاب الضالة تثير سخطا عارما في المغرب

DR

في 16/12/2019 على الساعة 11:58

أثار موضوع إبادة العشرات من الكلاب بمناطق مختلفة بالمغرب، ضجة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما دفع بالجمعيات المدافعة عن حقوق الحيوان إلى التدخل والمطالبة بإيقاف إبادة هذه الحيوانات واعتماد حلول أخرى للحد من المخاطر التي تشكلها بعض الكلاب الضالة على الإنسان.

فلا حديث هذه الأيام عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلا عن واقعة قتل عدد من الكلاب الضالة بالرصاص، حيث أطلق رواد هذه المنصات حملة واسعة للتعبير عن استيائهم من هذا الموضوع، كما تداولوا صور ومقاطع فيديو تظهر فيها جثة مجموعة من الكلاب ملقاة على الأرض، وأخرى تنهش لحمها في مشهد وصفوه بالمروع.

وقالت هند مستغفير، رئيسة جمعية Comme chiens et chats maroc في تصريح لـLe360، إن قتل الكلاب بهذه الطريقة البشعة لا يغير شيئا، وليس بالحل الأمثل للحد من تكاثر الكلاب الضالة، وحماية المواطنين من أخطارها.

وأضافت نفس المتحدثة، منذ سنوات والسلطات تلجأ إلى قتل الكلاب كحل للحد من تكاثرها وانتشار داء السعار، إلا أن هذه الطريقة لم تجدي نفعا سوى أنها تعلم أطفالنا التصرف بعنف، وتثير الرعب والهلع في نفوس المواطنين.

وتابعت: خصوصا وأن جثث الكلاب بعد قتلها تبقى ملقاة على الأرض إلى حين تحللها وانبعاث رائحة كريهة، كما شددت على أن الكلاب كلما قتلت بعدد أكبر تتزايد بكثرة، حيث أنها عاينت مكان قتل فيه ما يقارب 20 كلب، وفي الصباح الموالي تتفاجئ بوجود أضعاف العدد الذي كان متواجد بالمنطقة.

وكحل لهذاالموضوع الذي أثار جدلا كبيرا، تقول هند إنه يجب تفعيل تطبيق برنامج TNVR، أي اللجوء إلى تعقيم وتلقيح هذه الكلاب من أجل حماية المواطنين من داء السعار، وتجنب قتل هذه المخلوقات، إضافة إلى تجنب تكاثرها.

من جهة أخرى، قالت رئيسة الجمعية الناشطة في هذا المجال: نحن كجمعية فمن خلال تطبيق هذا البرنامج الموصى به من طرف منظمة الصحة العالمية للحد من انتشار الأمراض المتنقلة عبر الكلاب والقطط نهدف إلى حماية المواطن والحيوان، إضافة إلى حماية البيئة.إذ أن هذه التجربة نجحت في دول عدة منها أمريكا اللاتينية، تركيا، الإمارات العربية وفلسطين.

وبرنامج TNVR هو أسلوب إدارة إنسانية للحيوانات الضالة في المناطق السكنية، حيث يثم إمساك الكلاب وإجراء الجراحة لها لمنعها من الانجاب، وتقديم الطعومات الخاصة بالأمراض التي تنتقل للبشر مثل داء الكلب وغيرها، ومن ثم تعليمها بوضع إشارة في الاذن، وإعادة اطلاقها في المنطقة التي أحضرت منها.

ويضمن هذا البرنامج على المدى الطويل عدم تكاثر الكلاب والتقليل من أعدادها وخفض نسبة الازعاج الذي تسببه وبطرق إنسانية وأكثر فعالية من استخدام الطرق القاتلة، مثل إطلاق النار أو التسميم.

تحرير من طرف فاطمة الزهراء العوني
في 16/12/2019 على الساعة 11:58