من يكون المهدي منيار، الذي يلقب نفسه بـ"الأستاذ المعجزة"؟

Le360

في 26/01/2019 على الساعة 13:22

يتساءل عدد كبير من المتابعين عن من يكون المهدي منيار؟ الذي أثار جدلا كبيرا بطريقة تدريسه، قبل أن يتحول إلى "مارق" حقيقي يتلاعب بمصير تلاميذه. هذا مو منيار حقا!

عبر العالم الافتراضي، يتفاخر المهدي منيار بنجاحاته، والمتمثلة في عدم فشل أي فرد من ضمن تلاميذه على حد قوله. أما على أرض الواقع، فقد أبان منيار أنه أقل حماسا بكثير. فمهنة التدريس الخصوصي، التي منحها لنفسه بدون أي تعيين، خالف من خلالها القانون كما خالف أيضا القواعد الواجب الالتزام بها من لدن أي أستاذ يحترم نفسه.

الآن، بات المهدي منيار ممنوعا من تلقين الدروس الخصوصية للتلاميذ، كما تم إغلاق معهده الخاص وكل الفروع التابعة له، وذلك تطبيقا لقرار وزارة التربية والتعليم، ليتبين أن المهدي مانيار، الذي يلقب نفسه بـ"الأستاذ المعجزة"، ليس سوى "محتال" عمد إلى استغلال ضعف تلاميذه من أجل التلاعب بمصيرهم.

وعلى طريقة مغنيي الراب في الساحل الغربي، فقد ظهر منيار، عبر أشرطة فيديو، وهو يحمل مبالغ مالية كبيرة ويمنحها لتلاميذه المتفوقين، وذلك بغاية الشهرة. فأسلوب حياته المسرف، أبان حقا عن الخطة "القذرة" للمعني بالأمر، الرامية إلى صناعة اسم كبير لشخصه.

و كمثال على ذلك، شاهدنا جميعا الفيديو الذي ظهر فيه منيار وهو يمنح 4 مليون سنتيم لأحد تلاميذه. وبعد التحقيق، تبين أن المهدي منيار استعاد كل تلك الأموال، وهي خدعة تهدف إلى تعزيز نشاطه. ولإسكات طلابه، عرض المعني بالأمر هواتف ذكية و بعض البقشيش على تلاميذه.

هناك القليل من العبقرية، لكنها لم توصل صاحب الدروس الخصوصية للمكانة التي كان يود أن يراه الناس فيها. فقد ولد المهدي منيار بمراكش في غشت 1996، ولا زال عازبا، وقد نال شهادة الباكلوريا في شعبة الآداب، ثم بدأ بفتح مدرسة في بن مسيك بالدار البيضاء عام 2014، أعطاها اسم مجموعة مدارس أحرار 3. وفي العام نفسه، التحق بكلية الحقوق في كل من عين الشق والمحمدية، إلا أنه لم يواصل دراسته.

ورغم أنه لا يتوفر على ترخيص قانوني لفتح مدرسة أو حتى لممارسة مهنة التدريس، إلا أن ذلك لم يمنع منيار من فتح مجموعة مدارس أخرى بالبرنوصي، بالدار البيضاء. وفي سنة 2017، تقدم بطلب للأكاديمية الإقليمية التابعة لوزارة التربية الوطنية لفتح "معهد للغة"، بيد أن طلبه قوبل بالرفض

المعني بالأمر عمل على مواصلة ممارساته غير القانونية، لينشئ في ما بعد شركة ذات مسؤولية محدودة باسم غامض "معهد المهدي منيار الخصوصي"، بالبرنوصي، تحت غطاء الدعم المدرسي والتدريب. ثم قام بعدها بفتح فرعين في حد السوالم والجديدة قبل توسيع أعماله في المحمدية والرباط. ولتعويض هذا كله، فهو يعمل أيضا مدرسا في مدرسة خاصة بالمحمدية. وعبر هذه البوابات، يستفيد منيار من تقديم دروس الدعم الخصوصية بأثمنة تتراوح ما بين 250 إلى 500 درهم شهريًا لكل تلميذ/ة.

الأمر برمته كان يمكن أن يستمر إلى أجل غير مسمى، لولا انكشاف نشاط المهدي منيار المدمر وغير المجدي بأي نفع، سوى الزيادة من غروره وأرباحه المالية الشخصية.

تحرير من طرف طارق قطاب
في 26/01/2019 على الساعة 13:22