"زيرو أفارقة".. حينما ترتدي العنصرية الجلباب المغربي!

محمد الخو - Le360

في 20/05/2017 على الساعة 10:12

ما إن أُعلن عن مرتكبي جريمة القتل البشعة، التي راح ضحيتها حارس ليلي بفاس، قبل أسبوع، والذي قتل على أيدي عصابة من مهاجرين كاميرونيين غير شرعيين، حتى تصاعدت أصوات عنصرية في المواقع الاجتماعية، حاملة مطالبا وصل سقفها إلى حد المطالبة بترحيل الأفارقة جنوب الصحراء من المغرب، عبر وسم "زيرو أفارقة".

موجة عداء الأجانب هذه، وجدت لها صدى كبيرا بين صفوف رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بعضهم حمل مطالب متطرفة تصل إلى حد المطالبة بترحيل هؤلاء المهاجرين، لكن لحسن الحظ برزت أصوات حكيمة، ردت على الوسم العنصري بوسم مضاد يحمل اسم "زيرو عنصرية"، استطاع، ولو نسبيا، إصلاح ما أفسده "متطرفو المجتمع".

القشة القاصمة

أصل الحكاية، هو حينما عندما اقتحم المتهمون المركب التجاري، السبت الماضي، من سطح مجاور حوالي الثالثة فجرا، حيث باغتوا الحارس الذي كان نائما واعتدوا عليه بالضرب بقضيب حديدي، ثم قاموا بعد ذلك بتكبيله وإغلاق فمه بقماش، ثم كسروا أقفال ثلاثة محلات تجارية وسطوا على ما بداخلها من أموال وهواتف نقالة قبل ان يشعر بوجودهم حارس المركب التجاري المجاور، وهو ما دفعه الى الاستغاثة وطلب النجدة فتجمهر عدد كبير من السكان الذين تمكنوا من توقيف عناصر من أفراد هذه العصابة بعدما تمكن اثنان آخران من الفرار.

جريمة لا يختلف عليها اثنان أنها شنعاء، لكن منطق الأشياء يقضي بألا يتم تحميلها أكثر مما تحتمل، وهنا يعلق هشام الراشيدي الأمين العام للمجموعة المناهضة للعنصرية والمدافعة عن حقوق الأجانب والمهاجرين، الذي اعتبر في تصريح لـLe360 "أن من استغل الجريمة، التي تبقى مدانة في جميع الاجوال، من أجل تمرير رسائل عنصرية وتعميم أحكام ضد المهاجرين جنوب الصحراويين، لا يختلف في الواقع عن من يدعو للتصويت عن اليمين المتطرف بأوربا وأمريكا، فكلاهما حامل لخطاب عنصري وجب التصدي له".

تقصير الحكومة

ويواصل هشام الراشدي بالقول إنه يجب الاعتراف أن الحكومة برمتها ليست حازمة في التعبير عن رغبتها من أجل محاربة العنصرية وسط المجتمع المغربي، ولهذا الطرح مؤشرات تدعمه، فمشروع القانون الذي طرح المجلس الوطني لحقوق الإنسان قدم نصوصا من أجل محاربة الميز العنصري، وضمان حقوق الطفل وذوي الاحتياجات الخاصة، لكن ما وقع هو أنه تم الاحتفاظ بالجزأين الآخيرين، وإسقاط الجزء المتعلق بمحاربة الميز العنصرين وهذه إشارة مقلقة، يقول الراشيدي، الذي يسهب في الحديث عن "تعطيل" مقتضيات القانون الجنائي، في شقه المتعلق بمكافحة الميز العنصري، والدليل على ذلك هو ما حدث بمدينة خريبكة، حينما تعرض لاعب وسط ميدان اتحاد طنجة السنغالي اسيانو تيون أساينو، لاعب فريق اتحاد طنجة لكرة القدم، للاستفزازات و هتافات عنصرية وبعض العبارات المشينة من قبل بعض مشجعي أولمبيك خريبكة في سابقة خطيرة بالدوري المغربي، وذلك بملعب الفوسفاط، مساء الأحد (23 أبريل2017) برسم لقاء أولمبيك خريبكة واتحاد طنجة، لحساب الجولة 25 من البطولة الاحترافية لكرة القدم، والتي كانت قد دفعت اللاعب أوساينو إلى محاولة مغادرة الملعب، قبل أن يمنعه زملاؤه. والنتيجة أن لا تحقيق فتح في الأمر وظلت القضية تراوح مكانها بين مقالات الصحافة.

"زيرو عنصرية" لمواجهة "زيرو أفارقة"

ولعل ما يقلق أكثر، حسب المتحدث، هو ما يحدث بالتعليم "حيث أن هذه القضايا لا تؤخذ بمحمد الجد من أجل تعميم قيم التسامح ومحاربة العنصرية، بل هناك تعاليم ضد قيم الإنسانية وتكرس للتمييز، والأمثلة لا تعوز هنا".

وفي رده عن سؤال المغاربة والعنصرية، رد هشام الراشيدي "أن العنصرية تنتشر في كل أرجاء المعمور، وهو ما يستوجب التحسيس أولا والزجر في آخر المطاف، ولكم أن تسألوا وزارة العدل كم من حكم صدر بتهمة الميز العنصري بالمغرب؟ وكم من شخص أدين على اساس قضايا عنصرية؟ لا تتعبوا أنفسكم بالإجابة، فلا شيء حدث من هذا القبيل".

ووسط هذه الخطابات العنصرية التي تبنت الوسم المشؤوم، وحاولت تحويل المغرب من أرض لقاء إلى أرض جلاء، تبرز فلتات حولت وسم "زيرو أفارقة" إلى وسم "زيرو عنصرية"، وتدعو الحكومة إلى تفعيل مقتضيات محاربة الميز العنصري ضد "الفاشية الجديدة".

في 20/05/2017 على الساعة 10:12