درة بشوشة لـLe360: مهرجان منارات للسينما المتوسطية واجه الفكر الظلامي

DR

في 15/07/2018 على الساعة 16:40

التقى Le360 بدرة بوشوشة٬ المديرة الفنية لمهرجان منارات للسينما المتوسطية٬ وهي منتجة تونسية٬ عضوة بالهيئة العليا للأوسكار وحائزة على المركز الخامس٬ ضمن قائمة الشخصيات الأكثر تأثيرا في إفريقيا سنة 2017 عن فئة الفنون والثقافة.

كلمينا عن فكرة تنظيم أول دورة من مهرجان "منارات للسينما المتوسطية".

تم طرح فكرة تنظيم مهرجان متوسطي منذ سنين بحكم أننا جغرافيا الأنسب لهذا النوع من المهراجانات٬ لكن عزمنا هذه السنة أن نقوم بذلك والقيام خلال الدورة بإخراج الناس للشواطئ بعروض على البحر٬ وأعجبتني الفكرة عموما٬ لنخرج العائلات والشباب لنشاهدة الأفلام والاجتماع حولها٬ ولنكون مركز التقاء حول السينما والثقافة٬ ونحارب الفكر الظلامي والإرهاب.

عرفت تونس هجوما إرهابيا يوما واحدا قبل انطلاق فعاليات المهرجان راح ضحيتها ثمان من عناصر الحرس الوطني التونسي٫ كيف تلقيتم هذا الخبر كلجنة تنظيم؟

الأمن متواجد ببلدنا لكن لا أحد في منأى عن أعمال مماثلة٬ ولم يخطر ببالنا ولو لدقيقة حصول كارثة كهذه٬ وبصراحة لم أكن أريد تأجبل حفل انطلاق المهرجان ودافعت عن الفكرة٬ لأني أحسست بغضب شديد وحنق لما حصل٬ وقلت إن كانت ثقافتهم ثقافة موت٬ فثقافتنا ثقافة حياة٬ فنحن كمثقفين لا نملك غير الصورة لإيصال فكرتنا٬ لكن السيد زين العابدين وزير الثقافة٬ وهو صديق عزيز كان أعقل مني وأصر على فكرة تأجيل الافتتاح للعاشر من يوليوز٬ وتحدينا كل المشاكل ولم نترك ضيوفنا يحسون بالرجة التي أصابتنا كبلد وكمنظمين.

درة بوشوشة٫ أصبحت الآن عضوة بالهيئة العليا للأوسكار٫ كلمينا عن هذه التجربة وعن هذا التعيين.

لم تبدأ التجربة بعد٬ فقد وصلني البريد الالكتروني منذ أيام فقط ولم أصدق في بادئ الأمر٬ وبعد البريد الثاني تأكددت من الخبر ولا أخفي أنها كانت مفاجأة حقيقية٬ وهي فخر لي وللسينما العربية عموما.

رجوعا ل"مهرجان منارات"٫ لم تم اختيار لجنة تحكيم نسائية؟ وحتى المنظمين أغلبهم وجوه نسائية.. أ هو اختيار أم صدفة؟

لجنة التحكيم بوجوه نسائية كان اختيارا٬ لكن لو كانوا رجالا لما طرح أحد أي تساؤل٬ وعموما لم يكن نيتنا الاشتغال مع النساء فقط٬ فهناك محترفون اشتغلوا معنا من قبل وأحببنا الاشتغال معهم كسرور ولينا شبعان التي ما كان للمهرجان أن ينظم من دونها٬ وعائشة زايد وغيرهن٬ ففي مكتبي مثلا أغلب الموظفين نساء٬ فالمرأة عموما تعرف كيف تقوم بعدة مهام باحترافية٫ دون ملل وخصوصا دون شكوى٫ لكن معنا رجال عديدون في الفريق وشباب محترف نحب العمل معه.

اختارت سياسة المهرجان الابتعاد عن استضافة وجوه معروفة تؤثت السجادة الحمراء٫ بعد أربع أيام عن انطلاق المهرجان هل كانت السياسة ناجعة؟

المهرجان موجه للجمهور وليس للشخصيات العامة٫ أردنا له التمتع بالصورة٫ وبأفلام جيراننا لمدة أسبوع٫ أردنا أن يكتشف الجمهور أفلام قريبة له جغرافيا لكن بلهجات أخرى٫ ووجهات نظر مختلفة٬ وبكل صراحة لم نفكر في أننا بحاجة لوجوه معروفة تؤثت السجادة الحمراء٬ ونأسف أن كان تركيز الصحافة يكون على هذه النقطة.

اختار المهرجان عرض أفلام تم أنتاجها منذ سنتين٫ ثلاث سنوات وبعضها أقدم بكثير وعرضت في مهرجانات أخرى٫ لماذا؟

أعجبتني الفكرة واخترنا أفلاما قوية ومتوسطية٫ ولم نرد أن نضيع وسط زحمة الأفلام المعروضة حصريا ولأول مرة٬ فهناك آلاف المهراجانات عبر العالم التي تسير على هذا النهج٬ وتظلم بسببه بعض الأعمال الجميلة بسبب هذا التسابق وراء الحصري٬ فلا يراخا الجمهور٬ لكن رغم ذلك فأنا أعرف أن الجمهور يكتشف الأفلام المعروضة خلال المهرجان لأول مرة.

كلمة عن السينما التونسية بعد الثورة.

السينما التونسية كانت دوما الأكثر جرأة٬ وبعد الثورة لاحظنا توجه لأفلام تعالج مواضيع سياسية٬ وأيضا ازدياد وثيرة إنتاج الأفلام الوثائقية٬ فالفيلم الوثائقي ليس دراما٬ ولا من نسج الخيال بل يعالج وقائع حقيقية٬ والانتاجات السابقة في هذا المجال كانت تاريخية أو عن شخصية ما لكن بعد الثورة٬ أنتجت أفلام وثائقية قوية جدا٬ وأنتجت شخصيا بعضها٬ وشاركت بها في مهراجانات عديدة كمهرجان البندقية وغيرها٬ وحصدوا العديد من الجوائز.

لم تتوجه نجمات تونس لمصر بعد أن يسطع نجمهن هنا؟

تعد مصر سوقا كبيرا٬ وإنتاج الأفلام مختلف عما يتواجد عندنا٬ فهناك العديد من الأفلام التجارية ولا ضرر في ذلك٫ لست ضدها٬ والسينما بمصر عموما تتغذى من إيرادات الأفلام٬ ومبيعاته للتلفزبون وليس من الدعم كما يحصل عندنا وبالمغرب والجزائر٬ لكننا نبني الآن هذه السوق ونتمنى في المستقبل أن تصل سينما المتوسط للشرق ونتجاوز حاجز اللغة.

تحرير من طرف سعيدة سعدون
في 15/07/2018 على الساعة 16:40