قتلى جدد في فيضانات الجنوب وخسائر جسيمة وتشريد الآلاف

براهيم توكار - Le360

في 30/11/2014 على الساعة 20:32

أقوال الصحفاحتلت الخسائر البشرية لفيضانات نهاية الأسبوع بمناطق الجنوب المغربي حيزا هاما في صفحات اليوميات الوطنية الصادرة يوم غد الاثنين، وأفردت لها حيزا هاما من صفحاتها الأولى وتنوعت الزوايا في معالجة الكارثة، بين "الأحداث المغربية" و"المساء" و"أخبار اليوم" و"الصباح".

وكشفت يومية "المساء" أن الأمطار، التي هطلت نهاية الأسبوع، تسببت في وفاة سبعة أشخاص بكل من بني ملال وفكيك وأكادير وشيشاوة، إذ لقيت فتاتان مصرعيهما غرقا في شعبة وادي الجمعة بدائرة أبزو بأزيلال، حوالي العاشرة من صباح الجمعة الأخير.

وأضافت "المساء"، في خبر على صفحتها الأولى، أن الأمطار الغزيرة المصحوبة برياح قوية تسببت في مصرع سيدة ورضيعتها التي لا تتجاوز السنة في منطقة بوعنان الواقعة تحت النفوذ الترابي لأقليم فكيك. وقالت الجريدة إن القتيل الخامس وهو شاب قضى نحبه غرقا في مدينة أگادير.

الجريدة توصلت إلى نتيجة عدد القتلى بناء على مراسليها في مدن الجنوب، وأضافت اليومية أن الأمطار أسفرت عن مصرع شخصين في مدينة مراكش، بعد أن انتشلت أمس السبت جثة قاصر يدعى "ياسين أ." بعدما جرفته مياه واد إمنتانوت، الذي يخترق مركز الجماعة القروية انفيفة، وأن الجثة اكتشفت بعد أن طفت على سطح المياه، كما أدى غرق سيارة نقل سري عصر الجمعة الماضي بأحد الوديان القريبة من دوار "كورارت" بالجماعة القروية اولاد المومنة، بعد أن كان سائقها بصدد قطع الواد المذكور، إلى مصرع مدير مدرسة وإصابة سبعة من الركاب.

أما يومية "الأحداث المغربية" فخصصت صفحتين للحديث عن خسائر الفيضانات، ونقلت أن منطقة شيشاوة شهدت مصرع أربعة أشخاص في حصيلة مرشحة للارتفاع، وأوضحت الجريدة أن رجل تعليم في 25 من عمره، يتحدر من مدينة طاطا لقي حتفه الجمعة بعد غرق سيارة نقل سري كانت تقله رفقة ستة أشخاص آخرين، من مقر عملهم بمجموعة مدارس ترخات في اتجاه سيدي المختار.

وفي مدينة أزيلال أفادت الجريدة أن ساكنة فم الجمعة بدائرة بزو انتشلوا جثة تلميذة يوم الجمعة الماضي، قبل أن يعثروا على جثة تلميذة ثانية يوم أمس السبت، بعد أن علقت بإحدى الشعب التي جفت.

واستطردت "الأحداث" أن السكان في مدينة كلميم اعتلوا الأسطح ورددوا الشهادة واللطيف، وأضافت الجريدة أن يوم الجمعة الأخير سيبقى مرسوما في ذاكرة أبناء واد نون، لبشاعة ما عاشوه، أدى إلى عزل مدينتهم عن العالم الخارجي وشرد أبناءها.

"الأحداث المغربية" نقلت تبعات الفيضانات، وتحدثت عن الخسائر البشرية والمادية، وقالت إن السيول جرفت مقبرة في تيزنيت وان السكان جمعوا جماجم الموتى في منطقة أكلو، وأن مسنة تعرضت لكسر في ظهرها في مدينة طاطا التي تعرضت عشرات المنازل بها للانهيار.

وأضافت الجريدة أن 600 رأس من الماشية نفقت بطاطا، وأن الأمطار تسببت في إتلاف المحاصيل الزراعية الممتدة على طول الاودية، مما عزل هذه المناطق لتظل دون ماء شروب ولا كهرباء.

وواصلت "الأحداث المغربية" سرد الخسائر وقالت إن انهيار سقف على أربعة أشخاص من أسرة واحدة أدى إلى إصابتهم بجرزح خطيرة في مدينة أزمور.

يومية "أخبار اليوم"، من جهتها، نقلت من جانبها أن عدد القتلى بلغ خمسة، وأن السيول جرفت رفات الموتى من المقابر، وقالت الجريدة التي فردت للموضوع صدر صفحتها الأولى، قبل أن تحيل التفاصيل على الصفحة الخامسة، إن الفيضانات حصدت مزيدا من الأرواح وشردت مئات العائلات، وخلفت قطع 90 طريقا.

وأوضحت الجريدة أن من نجا من الموت تعرض للتشرد، وأن أكثر من 700 بناية تهدمت في جماعة "إغرم نوكدام" التي تبعد بحوالي 80 كلم عن مدينة ورزازات، وأن خمس مبان انهارت في مدينة قلعة السراغنة، وان السكان لجؤوا إلى دار لعجزة للاحتماء من الأمطار.

أما يومية "الصباح" فاختارت الحديث عن تفريغ السدود الذي ضاعف خسائر الفيضانات، واستقت الجريدة رأي شرفات أفيلال الوزيرة المنتدبة المكلفة بالماء، اعترفت فيه بارتفاع منسوب المياه في عدد من الوديان، التي تمر من تحت بعض القناطر، وبجانب تجمعات سكانية في عدد من مدن الجنوب، ساهم فيه قيام المصالح المكلفة بفتح حواجز بعض السدود، بعدما تجاوزت نسبة الملء فيها حجم طاقتها الاستعابية.

وقالت أفيلال إن فتح مفرغات قعرية توجد في سافلة مجموعة من السدود من الطبيعي أن يؤثر على ارتفاع منسوب الوادي.

وأضافت "الصباح" التي أفردت للموضوع، في صدر صفحتها الأولى، بأن قرار التخفيف من منسوب المياة في تلك السدود فرض نفسه على المصالح المكلفة، بعد أن أصبح خطر الانفجار يتهددها.

انقلاب مناخي مباغت

ضربت الفيضانات السيول مدن الجنوب الشرقي للمرة الثانية في أقل من شهر، رغم تحذيرات السلطات والنشرات الإنذارية المتكررة للأرصاد الجوية، وهذا ليس عتابا للضحايا والأسر، بقدر ما هو رصد لما وقع.

تساؤل يظهر مخاوف حقيقة من تكبد خسائر جديدة في القادم من الأيام، خاصة وأن التساقطات غير المسبوقة في الجنوب، تظهر أن قضية التغير المناخي ليست ترفا فكريا أو تحاذقا علميا لأنصار البيئة ضد النشاط الصناعي البشري.

الجنوب القاحل حيث هجرت المياه مجاري الوديان لأكثر من ثلاثة عقود من الزمن، عادت اليوم في انقلاب مناخي لتحذر الجميع، أولهم القائمون على تدبير الشأن المحلي بهذه المناطق وبعدهم المسؤولون المركزيون.

في 30/11/2014 على الساعة 20:32