بالصور: عندما اجتاح العالم وباء فتاك قبل 100 عام

DR

في 30/05/2020 على الساعة 23:30

وباء كورونا ليس أول وباء يجتاح العالم ويتسبب في خسائر بشرية واقتصادية فادحة لكافة البلدان. هذه لمحة تاريخية عن وباء أصاب العالم قبل 100 سنة.

تعتبر الانفلوانزا الاسبانية، من بين أكثر الأوبئة فتكا في تاريخ البشرية، فقد ظهرت سنة 1918، وفي بداية هذه السنة كان الجنود الأمريكيون يتكدسون في المخيمات الضيقة ويحالون التعايش في تلك الأجواء، إلا أن أكثر من مائة جندي في المعسكر الأمريكي أبلغ عن شعوره بأعراض غريبة، لم يتمكن حينها الأطباء من معرفة سببها.

ظهر إذا فيروس جديد شديد العدوى، إلا أن الموجة الأولى لم تكن خطيرة بقدر الموجة الثانية التي كانت فتاكة، وتسببت في قتل الآلاف.

وتتمثل أعراض هذا الفيروس بالحمى، وضيق التنفس، والتهابات حادة، وتجمع للسوائل في الرئتين،

وكان الفقراء والمهاجرون والأقليات العرقية أكثر عرضة للعدوى بسبب أنهم كانوا يقطنون في منازل ضيقة ومزدحمة، وأيضا بسبب عدم حصولهم على رعاية صحية مناسبة.

شكلت الإنفلونزا الإسبانية حينها خطورة أكبر على الشباب الأصحاء، عكس فيروس كورونا الذي يهدد حياة كبار السن.

© Copyright : DR

وفي ظل غياب أي لقاحات أو أدوية مضادة للفيروسات أصبح الأطباء في حيرة من أمرهم.

فاستعانوا بالتدابير الوقائية لمنع انتشار العدوى، عبر السعال والعطس، كالتدابير التي تم فرضها خلال تفشي فيروس كورونا، كالبقاء في المنزل وارتداء الكمامات، في الأماكن العامة، وترك مسافة بين الأشخاص والبتعاد عن الأماكن المزدحمة.

© Copyright : DR

لجأ بعض الأطباء إلى الأسبرين ظنا منهم أنها ستخفف الأعراض، وهناك من اعتبر شرب القرفة، وحساء البقر، مفيدا أيضا.

© Copyright : DR

ومن الناحية الاقتصادية، حاولت بعض الشركات استغلال الوضع من خلال تسويق منتجات تعطي وعودا كاذبة بالشفاء.

وتسببت الزيادة السريعة للحالات، في التأثير سلبا على الأنظمة الصحية التي كانت في الأصل منهكة بسبب ظروف الحرب التي أدت إلى نقص عدد الأطباء، وإصابة أعداد منهم بالفيروس.

© Copyright : DR

ولجأت بعض دول إلى تحويل البيوت، والمدارس والمباني العامة، إلى مستشفيات مؤقتة، وتراكمت الجثث لدرجة أن المقابر لم تعد قادرة على استيعاب تلك الأعداد الهائلة من الجثث.

© Copyright : DR

وكل هذا أثر أيضا على الوضع الاقتصادي بسبب توقف الانتاج ووفاة أعداد كبيرة من العمال.

© Copyright : DR

وحتى التغطية الصحفية كانت ضعيفة خلال جائحة الانفلوزنا الاسبانية، بسبب الرقابة الإعلامية الصارمة خلال فترة الحرب، وخوف الحكومات من انهيار معنويات جنودها.

وكانت اسبانيا الدولة المحايدة في الحرب، وبالتالي كانت تنشر تقارير المرض بحرية، وهذا ما جعل اسم الوباء مرتبط بها.

وحسب التقديرات، فإن الإنفلونزا الإسبانية أصابت ثلث سكان العالم وحصدت أرواحا تراوحت ما بين 50 إلى 100 مليون شخص.

شهد عام 1919 الموجة الثالثة والأخف وطأة من وباء الانفلونزا الاسبانية، وبحلول الصيف تمكنت سياسات الرعاية الصحية والتحولات الجينية الطبيعية للفيروس، في اختفاء الوباء جراء وفاة المصابين بالعدوي أو تطويريهم لمناعة ضد الفيروس.

وتحول فيروس الإنفلونزا الإسبانية عبر السنين إلى إنفلونزا موسمية تنتشر سنويا ويطور العالم كل عام لقاحات للوقاية منها.

فهل سيتجاوز العالم أزمة فيروس كورونا كما فعل مع وباء الانفلونزا الاسبانية؟

تحرير من طرف غنية دجبار
في 30/05/2020 على الساعة 23:30