"إكشوان" و"ساري كول" و"نيبا".. أسماء كشفت تناقضات المجتمع المغربي

DR

في 25/02/2019 على الساعة 09:00

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب، خلال الآونة الأخيرة، تداول صور وأشرطة فيديو لعدد من الشباب والشابات المغاربة، الذين استطاعوا تحقيق "شهرة" واسعة في ظرف وجيز، وذلك لمجرد قيامهم بتصرفات يصفها المتابعون بـ"العفوية" أحيانا، و"التافهة" في أحايين أخرى.

ومن بين هؤلاء الشباب الذي باتت أسماؤهم أكثر تداولا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصا "فايسبوك"، نذكر على سبيل المثال الشاب مصطفى ابن منطقة المدينة القديمة بالدار البيضاء، المعروف بلقب "إكشوان إكنوان"، الذي اكتسحت صوره وفيديوهاته هواتف متصفحي "السوشل ميديا"، وذلك لمجرد نطقه لعبارة "H1N1" (إنفلونزا الخنازير) بشكل غير سليم.

علاوة على ذلك، فإن "إكشوان" ليس الوحيد المتواجد في قائمة الشباب ذوي الشهرة الخالية من الإنجازات العلمية أو الأدبية أو الإنسانية، بل تتواجد إلى جانبه أسماء عديدة، نذكر من بينها نيبا وساري كول وأدومة وغيرهم...

إن شهرة هؤلاء الشباب، ورغم أنها لاقت العديد من الانتقادات اللاذعة، إلا أن منتقديهم هو من كانوا السبب وراء تصدرهم لقائمة الفيديوهات الأكثر مشاهدة على موقع "يوتيوب" بالمغرب (Tendance)، كيف لا؟ وشريحة واسعة من المتصفحين والمتتبعين المغاربة هم عينهم من استمروا في تداول فيديوهات الشباب ذوي الشهرة المذكورين، رافعين من نسب مشاهداتها. وهنا ينبثق السؤال: ما هي أسباب التناقض الحاصل لدى فئة من المغاربة؟ أو الأصح، كيف يمكن للفرد أن ينتقد شخصا ما ويستمر في مشاهدة فيديوهاته في آن واحد؟

وإجابة عن هذه التساؤلات، قال خبير التحليل النفسي جواد مبروكي، في تصريح لـLe360، إن "المشكل يكمن في كون المغربي يفتقد لملكات الثقة في النفس وتحمل المسؤولية واتخاذ المواقف الخاصة به حسب تفكيره وقناعاته الشخصية المنقطعة تماما عن أحكام الآخرين، ولهذا نجده يحمل أقنعة مختلفة ويحاول إرضاء الجميع، يعني إرضاء من هم ضد هذا النوع من المشاهير وفي نفس الوقت إرضاء من هم معهم".

وأضاف الدكتور مبروكي: "هناك نقطة أخرى هي أن المغربي رسخ في ذهنه التفكير التناقضي وتعوَّد على هذا الأسلوب حيث يرغب ولا يرغب في الأمر في آن واحد. وهذا خلق عنده المهارة في النفاق والقدرة على حمل قناعين مختلفين. مثلا يرغب في مشاهدة الأفلام الاباحية ويزعم أنها حرام ومضرة".

وتابع المتحدث ذاته، قائلا: "إن التناقض الحاصل لدى المتتبع المغربي يجسد تماما المثل الفرنسي الشهير: «يريد الزبدة ويريد قيمتها المالية» (il veut le beurre et l'argent du beurre)".

واختتم خبير التحليل النفسي نصريحه مشددا: "لو كان المغربي غير متناقض في فكره ومستقل عن أحكام الآخرين لاستطاع أخد موقف معين تجاه أحد من هؤلاء المشاهير، فإما أن يحبه ويشاهد فيديوهاته، أو ينتقده ويبتعد عن مشاهدة ومتابعة أخباره".

من خلال ما سبق، يمكننا القول إن هذه التناقضات قد تظل راسخة لدى فئة كبيرة من المتتبعين المغاربة لسنوات طوال، سيما إذا لم يحظَ الشباب بتكوينات عملية وأكاديمية تؤهلهم لاتخاذ القرارات والمواقف تجاه ما يجري حولهم من أحداث، حتى ولو كانت "تافهة"...

تحرير من طرف عالي طنطاني
في 25/02/2019 على الساعة 09:00