بالفيديو. دوار حسيبو بالدار البيضاء.. قرن من الوجود ومسلسل من الوعود

le360

في 28/09/2018 على الساعة 14:09

على بعد ساعات من اقتراب الجرافات لهدم ما تبقى من أحياء صفيحية بعين السبع، ويتعلق الأمر بدواوير حسيبو والريكي والجديدن وصلت حدة الاحتقان أوجها لدى الساكنة، التي تطالب السلطات بالحوار قبل تفعيل قرار الهدم والترحيل إلى "سيدي حجاج".

حلت كاميرا Le360 بالحي الصفيحي حسيبو، تزامنا مع استنفار الساكنة لإخلاء "البراريك" مما خف من أثاث وأغطية، وترحيل كل ما يمكن ترحيله قبل أن يصير دوارهم ذكرى من الماضي.

على عكس ما يظنه البعض، فدوار حسيبو ليس وليد اليوم، بل ضارب في التاريخ، بعمر يتجاوز القرن من الزمان، إذ بحسب رواية السكان، فقد حلت به أولا عائلات قادمة من تافيلالت، تحمل لقب "حسيبو" الذي سمي الدوار باسمهم فيما بعد، وقرروا الاستقرار فيه مؤقتا، إلا أن حلول الملك الراحل محمد الخامس بالمنطقة، وإشادته ببسالة المقاومين المنحدرين من هذا الدوار في فجر الاستقلال، بحسب رواية السكان، اعتبر كإشارة إجابية التقطتها الساكنة، ليتحول المؤقت إلى دائم، ويصير عدد الأسر المقيمة حاليا بالدواوير الثلاثة أكثر من 1400 أسرة.

بحسب ما استقيناه من الساكنة، فقد فتح معهم الحوار قبل ثلاثة سنوات، وكسبوا الدعاوي القضائية التي تقضي باستغلالهم للأرض، ما جعل القضية تدخل طي النسيان، إلى أن أحيى هدم دوار الواسطي السبت الماضي الملف، بحضور أمني كبير، حينها، وبحسب إفادة السكان، أخبرت السلطات أن دورهم سيحين بعد أسبوع، ما أجج الوضع ووصل إلى حد تهديدهم بمسيرة احتجاجية في اتجاه سبتة المحتلة.

من جهتها، تعتبر عمالة عين السبع الحي المحمدي، أنه "تم التحضير لعملية الترحيل هاته من خلال سلسلة من اللقاءات والاجتماعات، انطلقت منذ بداية يناير 2018، على صعيد اللجنة الإقليمية المكونة من السلطات المحلية والمصالح الخارجية المعنية والمنتخبين وممثلي السكان، في إطار مقاربة قوامها الحوار البنَّاء والإيجابي مع كل الأطراف المعنية".

وقدمت السلطات حلا لترحيل ساكنة الدواوير من خلال ترحيلهم إلى منطقة سيدي حجاج الواقعة ضواحي الدار البيضاء، إذ سيتم استفادة كل اسرتين من بقعة أرضية تتراوح مساحتها ما بين 82 إلى 86 مترا مربعا، إلا أن البعد عن المركز الحضري، بما في ذلك البعد عن مصدر رزقهم في التجارة غير النظامية، جعل هذا الحل غير مرغوب فيها من طرف ساكنة الدواوير.

وفي المقابل، يظهر أن السلطات عازمة في تنفيذ قرار الهدم، "للإسراع في تنفيذ برنامج القضاء على مدن الصفيح وإعادة الإدماج"، في انتظار أن تهدم الجرافات ما تبقى من بؤر للسكن الصفيحي بالعاصمة الاقتصادية.

تحرير من طرف معاذ كنينيس وخليل السالك
في 28/09/2018 على الساعة 14:09