استخبارات انجلترا تتخلى عن جاسوس مغربي أُعجب به توني بلير

DR

في 12/02/2014 على الساعة 12:47

مازالت قضية عميل مغربي للاستخبرات البريطانية تستهوي الصحف الإنجليزية، بعد أن نشرت صحيفة "اون صندا" الإنجليزية تفاصيل مثيرة عن حياة الجاسوس المغربي السابق، وكيفية ارتباطه بجهاز الاستخبارات من أن بلغ من العمر 15 سنة.

وقالت الصحيفة أنه في أحد أيام سنة 1996 حل شاب مغربي ببلجيكا وعمره لا يتجاوز خمسة عشر سنة، بحثا عن مستقبل أفضل، لكنه سرعان ما ولج متاهة التنظيمات الجهادية والتجسس الاستخباراتي قبل أن يدخل السجن بتهمة التزوير ثم ينال بعد ذلك رضا أعلى السلطات في بريطانيا بما في ذلك رئيس الوزراء الأسبق توني بلير ووزيره في الداخلية حينها ديفيد بلانكيت لدوره الكبير في تعقب منفذي تفجيرات مدريد ولندن، لكن كل هذا الصعود سيعقب سقوط مدو وقرار بالطرد من بريطانيا... فقط لأنه لم يعد "نافعا”.

الشاب المغربي، الذي يبلغ حاليا 33 سنة من العمر، يقاضي حاليا الحكومة البريطانية للحصول على حق البقاء على أراضي البلد، وستنعقد جلسة الاستماع والمواجهة في إحدى المحاكم البريطانية، حيث سيقدم الشاب المغربي دفوعاته لتبرير طلبه في حين سيكون جهاز الاستخبارات البريطاني (MI5) مضطرا بدوره لتقديم مبررات قرار الطرد والترحيل إلى المغرب.

مقام الشاب المغربي في بلجيكا لم يدم سوى ثلاث سنوات، حيث حل سنة 1999 ببريطانيا، واستقر بمسجد "فينزبوري بارك"الذي التقى فيه الداعية المتشدد أبو حمزة، الذي قام بتعبئته للمشاركة في صفوف المقاتلين الإسلاميين، فتم إرساله إلى جورجيا ثم إلى الشيشان.

وحسب وثائق كشفتها صحيفة "ذي ميل أو صاندي" البريطانية، فإن الشاب المغربي، الذي لم تم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، صرح بأنه فور عودته من جورجيا إلى بريطانيا سنة 2000، وعمره لم يتجاوز 19 عاما، تقربت منه عناصر من جهاز الاستخبارات وأقنعته بالاشتغال في صفوفها كجاسوس. وفي دجنبر 2001، تم تكليفه بمهمة استخباراتية لاختراق إحدى الخلايا المتشددة في بلجيكا، غير أن المصالح الأمنية ببروكسيل ستوقفه، حيث تم إيداعه سجنا انفراديا لمدة عامين دون أن توجه إليه أية تهمة، قبل أن تتم إدانته بالتعاون مع إرهابيين وحيازة وثائق مزورة. وكان من المنتظر أن يقضي سنتين أخريين في السجن، غير أن ضابطا استخباراتيا بريطانيا سيزوره في يناير 2004، حسب أقوال الشاب المغربي، وسيخبره بأنه وزير الداخلية البريطاني قرر نقله إلى بريطانيا، بعد أن عرض عليه ثلاثة اختيارات: البقاء في سجون بلجيكا، العودة إلى المغرب ومواجهة مصيره هناك أو استئناف العمل كجاسوس للاستخبارات البريطانية.

لم يكن أمام الشاب المغربي بد من اختيار العودة إلى بريطانيا، وذلك ما حدث في أبريل2004، حيث تم نقله عبر طائرة خاصة. وأشرف جهاز الاستخبارات البريطاني (MI5) على تدريب العميل القديم- الجديد خصوصا على كيفية استخدام الوثائق المزورة واختراق الجماعات المتطرفة.

وبالفعل تمكن من تقديم معلومات حاسمة لتحديد نظام التفجير الذي استخدمه منفذو تفجيرات قطارات مدريد سنة 2004، كما ساعد على تعقب عناصر لها علاقة بتفجيرات لندن سنة 2005، وبعد ذلك تم إرساله في مهمة استخباراتية لاختراق عناصر مشتبه في انتمائها لتنظيم القاعدة في إيرلندا.

وفي كل مرة، كان ضباط الاستخبارات البريطانية يخبرونه بأنه وزير الخارجية ديفيد بلانكين ورئيس الوزراء توني بلير كانوا في تمام الرضا على ما يقوم به، حتى أن توني بلير استعان شخصيا بالمعلومات الاستخباراتية التي كشفها بشأن المجموعات المتطرفة.

وخلال لقاء استدعاه إليه مسؤولون استخباراتيون في فبراير 2006 بأحد فنادق بلدة "صوري" في الجنوب البريطاني، تم إخباره بأن علاقته بجهاز الاستخبارات وصلت إلى محطتها الأخيرة لأنه لم يعد "نافعا”. واقترحوا عليه 10 آلاف جنيه إسترليني للمغادرة نحو المغرب، لكنه رفض هذا المقترح بدعوى أنه تلقى وعودا في البداية بالحصول على الحق في الإقامة الدائمة، سيما أنه تزوج من بريطانية وأنجب معها طفلة في الخامسة من العمر.

شعر الشاب المغربي بالخذلان، فجهاز الاستخبارات البريطاني يرفض الرد عليه، ووزارة الداخلية رفضت طلبه بالحصول على حق الإقامة، الأمر الذي تسبب له في إنهاء علاقته الزوجية.

وحسب تقارير إخبارية بريطانية، فإن وزير الداخلية البريطانية السابق ديفيد بلانكيت أنكر أية معرفة له بهذه القضية، في الوقت الذي صرح فيه محامي الشاب المغربي، البلجيكي كريستوف مارشان بأن موكله لم يكن لديه أي خيار سوى الاشتغال لحساب الاستخبارات البريطانية.

في 12/02/2014 على الساعة 12:47