"التريبورتور".. وسيلة نقل تبصم على صيف دامٍ بطنجة

DR

في 17/07/2017 على الساعة 19:37

تواصل الدراجات الثلاثية العجلات أو ما يطلق عليها "التريبورتور" حصد المزيد من الضحايا بعدد من شوارع مدينة طنجة، واخر الضحايا المسجلين كان بالامس بحي الجيراري وسط المدينة حيث قتل طفل واصيب 8 آخرين بجروح وصفت بالخطيرة.

شهادة مؤلمة

بحسب الارقام التي حصل عليها موقع le360 سجلت بمدينة طنجة نحو 324 حادثة سير ما بين شهر أبريل الى غاية منتصف شهر يونيو المنصرم، ازيد من 156 من هذه الحوادث كانت بسبب الدراجات تلاثية العجلات، والتي كانت السبب المباشر في مقتل 12 شخص خلال الستة اشهر الماضية بمدينة طنجة.

أرقام تكشف بالملموس مدى تورط هذه الالة القاتلة في حصد الكثير من الضحايا، بعضهم ما يزال يعيش واقع الصدمة، كما يؤكد مراد السعيلي، الذي يعاني من كسور على مستوى الرقبة واليد نتيجة حادثة سير وقعت بطريق الرباط، العام الماضي.

السعيلي أكد في تصريح لموقع le360 أن الاقدار قادته رفقة بعض الاصدقاء الى التوجه نحو شاطئ سيدي قاسم من اجل الصيد، قبل ان تنقلب الدراجة التي كانوا على متنها واصطدامها بعمود كهربائي ادت الى اصابة شخصين كانا على متن سيارة وسقوطه ضحية نقل على إثرها الى المستشفى، وبعد اجراء عمليتين جراحيتين لم تكللا بالنجاح، ما يزال يعيش حتى اللحظة مأساة كبرى رفقة اسرته بحي بني مكادة بطنجة.

نداءات لوقف النزيف

حادثة امس بطنجة وحوادث أخرى شهدتها المدينة مؤخرا وتسببت فيها الدراجات النارية ثلاثية العجلات، بعضها كان مميتا، شكلت منطلقا للعديد من النداءات التي اطلقها فاعلون جمعويون بالمدينة قصد وقف نزيفها. حوادث شكلت ايضا مسارا لتدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي دعت الى ضرورة وقف كل اشكال الظاهرة التي اضحت تنتشر بشوارع مدينة طنجة.

الفاعل الجمعوي حسن الحداد، اكد في تصريح لموقع le360 ان الظاهرة كانت وما تزال واحدة من بين النقط السلبية المنتشرة بمدينة طنجة، وقال في هذا الصدد: "سبق لنا ان وضعنا النقط على الحروف بخصوص هذه الظاهرة بحيث انها ترتبط بالسير والجولان وما تعرفه طنجة الكبرى من فوضى وخلل ونقص وعدم المراقبة وتحسين الخدمات للمواطنين النقل ضروري واساسي لمدينة مليونية إقتصادية".

وأوضح الحداد أن ما تم التركيز عليه هو "وضع دفتر تحملات واضح ينفذه سائقو "التريبورتورات"، وبما ان القانون أصبح يلزم بإجراء الفحص التقني ووضع الترقيم، فما على المجلس الجماعي والسلطة ان تضع رخصة الثقة لسياقة "تريبورتور" كمدخل الأساسي الى جانب البطاقة الصحية وشهادة حسن السيرة او شهادة الإدماج من الجهات المختصة، مع التركيز على اجراء تحليل طبي لعدم تناول السائق المخدرات، واخيرا منع نقل المواطنين وتحديد أماكن محطات خاصة لهم كوسائل لنقل البضائع فقط".

نفس الخطوة والاتجاه سار عليه عدنان المعز، رئيس مركز ابن بطوطة للدراسات والابحاث، الذي اوضح في تصريح لموقع le360، ان النقل الحضري بطنجة بشكل بصدق أكبر تحد لطنجة الكبرى، وقال في هذا الصدد: "اليوم توجد أصناف من وسائل النقل سلبياتها أكبر بكثير من إيجابياتها، تجوب شوارع المدينة مسببة اختناقات مرورية وحوادث قتل بشعة، لا يمكن قط ان نحمل لمالكي هذه الوسائل اللوم الكبير، ولكن نظن أن الدولة التي رخصت لمثل هذه الوسائل القاتلة لها ايضا واجب في حماية المواطنين".

خطر الشواطئ

لعل اكثر ما يميز مدينة طنجة هي شواطئها الممتدة شمالا وغربا ، وهي الشواطئ التي تعرف توافد الكثير من الزوار والسياح، ناهيك عن ساكنة المدينة، هؤلاء ومع عدم توفر وسائل النقل، غالبا ما تتم الاستعانة بالدراجات النارية تلاثية العجلات، والتي تنقل يوميا واسبوعيا المئات من المواطنين خصوصا الاطفال من احياء هامشية بالمدينة في اتجاه شاطئ اشقار وشواطئ اخرى.

ولعل انتشار الظاهرة، خصوصا في مثل هذه الفترة وراءها العديد من الاسباب والتي يراها عدد من المواطنين انها الوسيلة الوحيدة للوصول الى الشاطئ امام غياب وسائل النقل الحضري، والتي غالبا ما تكون مكتظة خصوصا يومي السبت والاحد.

ويختار العديد من سائقي الدراجات النارية تلاثية العجلات يومي السبت والاحد لنقل المواطنين الى شواطئ قريبة مقابل اثمنة لا تتجاوز احيانا 10 دراهم، غير أن المشاكل التي تسببت فيها هذه الظاهرة كان لها وقع خاص.

الحماية والزجر

مصدر من ولاية امن طنجة أكد في اتصال مع موقع le360 ان المصالح المعنية بالسير والجولات تقوم بين الفينة والاخرى بعمليات ردع وزجر ضد كل المخالفين لقانون السير، خصوصا سائقي الدراجات النارية تلاثية العجلات.

واشار مصدرنا الى ان السلطات الامنية حجزت العديد من الدراجات النارية ثلاثية العجلات بعد تورطها في حوادث سير او ضلوع اصحابها في نقل المواطنين، مبرزا ان حملات امنية جرت في هذا الصدد وستتواصل.

وقال إن المصالح المعنية تعمل على توقيف كل المخالفين وتمنع نقل المواطنين عبر هذه الوسيلة سواء بعدد من الاحياء أو نحو الشواطئ.

تحرير من طرف سعيد قدري
في 17/07/2017 على الساعة 19:37