منظمة مراسلون بلا حدود تحتقر مثليا مغربيا تعرض للاغتصاب من طرف صحفي

الكاتب العام لمنظمة "مراسلون بلا حدود"، كريستوف دولوار

الكاتب العام لمنظمة "مراسلون بلا حدود"، كريستوف دولوار . DR

في 23/05/2020 على الساعة 16:37

سارع الكاتب العام لمنظمة "مراسلون بلا حدود"، كريستوف دولوار، إلى إصدار موقف بخصوص اعتقال الصحفي سليمان الريسوني، الذي اعتقل أمس الجمعة 22 ماي من قبل عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية، وذلك بعدما تم الاستماع إلى شاب يتهم الريسوني باغتصابه في عام 2018.

اعتقل سليمان الريسوني، رئيس تحرير صحيفة "أخبار اليوم" بتهمة اغتصاب شاب مثلي. الكاتب العام لمنظمة "مراسلون بلا حدود" يتحدث عن مؤامرة دون أي اعتبار للضحية المفترضة في هذا الملف.

اعترف الضحية المفترضة بأنه ينتمي إلى مجتمع الميم (مصطلح يطلق على المثليين ومزدوجي التوجه الجنسي والمتحولين جنسيا). وحكى تفاصيل الاعتداء الجنسي الذي تعرض له على يد رئيس تحرير "أخبار اليوم" في تدوينات نشرتها على صحفته على الفايسبوك التي يديرها تحت اسم "أدم محمد".

موقف الكاتب العام لمنظمة "مراسلون بلا حدود" هو نموذج للمواقف المتحيزة لبعض الغربيين المتعصبين الذين يرون في كل ما يقع في المغرب من الزاوية التي تسمح لهم برؤية ما يرغبون في رؤيته ويساير هواهم.

في التدوينة الأولى، كتب كريستوف دولوار ما يلي:

"نعبر عن تضامننا المطلق مع الصحفي المغربي سليمان الريسوني، رئيس تحرير الصحيفة الناطقة بالعربية "أخبار اليوم"، ضحية حملة تشهير تقودها وسائل إعلام مقربة من أجهزة الاستخبارات".

ولكنه لم ينبس بكلمة واحدة ولم يظهر أي احترام أو اعتبار لضحية سليمان الريسوني، الذي، ويجب التذكير بذلك، يؤكد بأنه اغتصب في منزل المغتصب حيث كان يتواجد من أجل الإعداد لفيلم وثائقي تخصصه زوجة الريسوني للمثليين في المغرب. هذا الشاب المعتدى عليه، المغتصب والمهان فيما بعد من قبل الريسوني –الذي أهان بالمناسبة كل المثليين الذين وصفهم بأقذع الأوصاف- تعرض للتعنيف مرة أخرى على يد كريستوف دولوار.

ولم يتورع الكاتب العام لمنظمة "مراسلون بلا حدود"، في دفاعه ودعمه للصحفي، عن اتهام وسائل الإعلام الني نقلت وقائع هذا الملف بأنها "مقربة من أجهزة الاستخبارات". وهو اتهام غير مبني على أساس ويظهر بأن المرء، عندما لا يمتلك الأدلة، يكتفي بترديد كلام المقاهي.

كريستوفر دولوار الذي يؤكد بأن الريسوني هو "ضحية حملة تشهير"، يقوم هو الآخر بقذف جزء من الصحافة المغربية. وعلم Le360 أن بعض وسائل الإعلام التي تعرضت للإهانة تعتزم متابعة الكاتب العام لمنظمة "مراسلون بلا حدود" أمام القضاء.

التدوينة الأولى للكاتب العام لـ"مراسلون بلا حدود" أعقبتها تدوينة ثانية.

ماذا يريد أن يقول كريستوف دولوار عندما يشير إلى أن المغتصب المفترض هو عم هاجر الريسوني؟ هل هذه الصفة تعفيه من المساءلة عن الاعتداء الجنسي المتهم به؟ هل يريد الكاتب العام لهذه المنظمة أن يحشد شبكة الدعم التي استفادت منها، وعن حق، هاجر الريسوني؟ لا يوجد أي رابط مشترك بين القضيتين. قضية هاجر الريسوني تدخل في باب الحريات الفردية، أما ما اقترفه عمها، إذا تم إثباته، فهو يدخل في باب المحظور المقيت.

وهذا ما جعل أن الرد على تدوينات الكاتب العام لمنظمة "مراسلون بلا حدود" لم تتأخر كثيرا، وخاصة من طرف أشخاص لا يمكن اتهامهم بأن لهم علاقة مع النظام. وهذا هو حال بيتي لشكر، أحد الأعضاء المؤسسين لـ"حركة مالي".

يمكن أن نتفهم أن يدافع كرستوف دولوار عن صحفي، ولكن هناك حدود لهذا الدعم عندما يكون هذا الصحفي قد تفوه في حق مثليي الجنس بعبارات قدحية وعندما يكون متهما بالاغتصاب. الضحية المفترضة في هذا الملف يستحق على الأقل بعض الاعتبار من قبل منظمة "مراسلون بلا حدود".

تحرير من طرف حفيظ
في 23/05/2020 على الساعة 16:37