اعتقل سليمان الريسوني، رئيس تحرير صحيفة "أخبار اليوم" بتهمة اغتصاب شاب مثلي. الكاتب العام لمنظمة "مراسلون بلا حدود" يتحدث عن مؤامرة دون أي اعتبار للضحية المفترضة في هذا الملف.
اعترف الضحية المفترضة بأنه ينتمي إلى مجتمع الميم (مصطلح يطلق على المثليين ومزدوجي التوجه الجنسي والمتحولين جنسيا). وحكى تفاصيل الاعتداء الجنسي الذي تعرض له على يد رئيس تحرير "أخبار اليوم" في تدوينات نشرتها على صحفته على الفايسبوك التي يديرها تحت اسم "أدم محمد".
موقف الكاتب العام لمنظمة "مراسلون بلا حدود" هو نموذج للمواقف المتحيزة لبعض الغربيين المتعصبين الذين يرون في كل ما يقع في المغرب من الزاوية التي تسمح لهم برؤية ما يرغبون في رؤيته ويساير هواهم.
في التدوينة الأولى، كتب كريستوف دولوار ما يلي:
"نعبر عن تضامننا المطلق مع الصحفي المغربي سليمان الريسوني، رئيس تحرير الصحيفة الناطقة بالعربية "أخبار اليوم"، ضحية حملة تشهير تقودها وسائل إعلام مقربة من أجهزة الاستخبارات".
THREAD #Maroc Nous exprimons notre entière solidarité avec le journaliste marocain Suleiman Raissouni, rédacteur en chef du journal arabophone Akhbar el Yaoum, victime d'une campagne de diffamation relayée par les médias en ligne proches des services de renseignement. pic.twitter.com/3YSocBURN8
— Christophe Deloire (@cdeloire) May 22, 2020
ولكنه لم ينبس بكلمة واحدة ولم يظهر أي احترام أو اعتبار لضحية سليمان الريسوني، الذي، ويجب التذكير بذلك، يؤكد بأنه اغتصب في منزل المغتصب حيث كان يتواجد من أجل الإعداد لفيلم وثائقي تخصصه زوجة الريسوني للمثليين في المغرب. هذا الشاب المعتدى عليه، المغتصب والمهان فيما بعد من قبل الريسوني –الذي أهان بالمناسبة كل المثليين الذين وصفهم بأقذع الأوصاف- تعرض للتعنيف مرة أخرى على يد كريستوف دولوار.
ولم يتورع الكاتب العام لمنظمة "مراسلون بلا حدود"، في دفاعه ودعمه للصحفي، عن اتهام وسائل الإعلام الني نقلت وقائع هذا الملف بأنها "مقربة من أجهزة الاستخبارات". وهو اتهام غير مبني على أساس ويظهر بأن المرء، عندما لا يمتلك الأدلة، يكتفي بترديد كلام المقاهي.
كريستوفر دولوار الذي يؤكد بأن الريسوني هو "ضحية حملة تشهير"، يقوم هو الآخر بقذف جزء من الصحافة المغربية. وعلم Le360 أن بعض وسائل الإعلام التي تعرضت للإهانة تعتزم متابعة الكاتب العام لمنظمة "مراسلون بلا حدود" أمام القضاء.
التدوينة الأولى للكاتب العام لـ"مراسلون بلا حدود" أعقبتها تدوينة ثانية.
Nous appelons les autorités marocaines à prendre toutes les mesures nécessaires afin d'assurer la protection du journaliste Suleiman Raissouni. Il est l'oncle de la journaliste qui avait été détenue pour avortement illégal. https://t.co/WHVOEhARPR pic.twitter.com/6khOdQPKGG
— Christophe Deloire (@cdeloire) May 22, 2020
ماذا يريد أن يقول كريستوف دولوار عندما يشير إلى أن المغتصب المفترض هو عم هاجر الريسوني؟ هل هذه الصفة تعفيه من المساءلة عن الاعتداء الجنسي المتهم به؟ هل يريد الكاتب العام لهذه المنظمة أن يحشد شبكة الدعم التي استفادت منها، وعن حق، هاجر الريسوني؟ لا يوجد أي رابط مشترك بين القضيتين. قضية هاجر الريسوني تدخل في باب الحريات الفردية، أما ما اقترفه عمها، إذا تم إثباته، فهو يدخل في باب المحظور المقيت.
وهذا ما جعل أن الرد على تدوينات الكاتب العام لمنظمة "مراسلون بلا حدود" لم تتأخر كثيرا، وخاصة من طرف أشخاص لا يمكن اتهامهم بأن لهم علاقة مع النظام. وهذا هو حال بيتي لشكر، أحد الأعضاء المؤسسين لـ"حركة مالي".
#Maroc Le journaliste Soulaiman Raissouni, accusé de harcèlement et d'attentat à la pudeur par un jeune homme, a été arrêté. Le même Soulaiman qui tient des propos ouvertement homophobes. Et le secrétaire de @RSF_inter @RSF_NordAfrique
— I. Betty Lachgar 🎗️ (@IbtissameBetty) May 22, 2020
pond un tweet. ⤵️ #cultureduviol pic.twitter.com/Mnh2Z6n6e9
يمكن أن نتفهم أن يدافع كرستوف دولوار عن صحفي، ولكن هناك حدود لهذا الدعم عندما يكون هذا الصحفي قد تفوه في حق مثليي الجنس بعبارات قدحية وعندما يكون متهما بالاغتصاب. الضحية المفترضة في هذا الملف يستحق على الأقل بعض الاعتبار من قبل منظمة "مراسلون بلا حدود".