تصريحات سعداني حول الصحراء المغربية: النظام الجزائري يرد دون أن يفاجئ

DR

في 21/10/2019 على الساعة 19:00

رد النظام الجزائري ولكنه ظل متمسكا بمواقفه القديمة، بشأن تصريحات الأمين العام السابق لجبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، والتي اعتبر فيها الصحراء مغربية. وفيما يلي التفاصيل.

هؤلاء الذين كانوا يراهنون على حدوث تغيير في الموقف الجزائري فيما يتعلق بالصحراء المغربية يجب عليهم الانتظار. فقد ردت الحكومة الجزائرية يومه الاثنين على تصريحات الأمين العام السابق لجبهة التحرير الوطني، الحزب الوحيد السابق، الذي لا يزال مهيمنا على الحياة السياسية الجزائرية.

ففي مقابلة نشرت يوم الخميس الماضي على موقع (TSA)، اعتبر عمار سعداني أن الصحراء مغربية. إذا كان هذا التصريح قد انشر بسرعة في هيئات تحرير الصحف والدوائر السياسية في الجزائر، فإن الأمر تطلب أربعة أيام قبل صدور رد فعل رسمي جزائري. وكما كان متوقعا، فقد كان رد فعل سلبي يعكس الموقف القديم للنظام الذي جعل العداء للمغرب محور سياسته الخارجية.

فمن خلال الناطق الرسمي باسمه، قال وزير الاتصال، حسان رابحي، في تصريح لمنتدى صحيفة "الشعب" الحكومية إن تلك التصريحات "لا تهم إلا صاحبها"، مؤكدا أن "موقف الجزائر (المؤيد للانفصاليين) بشأن هذه المسألة واضح". وكرر رابحي الأسطوانة القديمة للنظام الجزائري عندما قال: "الصراع لن يجد حلا يتجاوز ضمان الحق في تقرير المصير من خلال استفتاء شفاف وشامل على النحو المنصوص عليه في جميع المواثيق والقرارات التي اعتمدتها الأمم المتحدة".

إن وجهة نظر سعداني وبالتالي خرجته الإعلامية لم يتم التقليل من أهميتها فحسب، بل تم احتقارها. وهذا يتجلى في تصريح وزير الاتصال الجزائري الذي أكد أن "جميع الأفراد، حتى لو كانت آراؤهم قد لا تزن ذرة غبار، يتمتعون بحرية التعبير عن آرائهم الشخصية، لكن هذا لا يمكن أن يكون له أي تأثير على مواقف الدول وعلى درجة المسؤولية العالية التي تتعامل معها الأمم المتحدة".

يشار إلى أن الأمين العام السابق لجبهة التحرير الوطني عمار سعداني، وهو أيضا الرئيس السابق للمجلس الشعبي الوطني (البرلمان الجزائري) كان قد قال يوم الخميس الماضي: "في الحقيقة، أنا اعتبر، من وجهة نظر تاريخية، أن الصحراء مغربية ولا شيء غير ذلك".

وأضاف: "أعتقد أيضا أن الجزائر ضخت خلال خمسين سنة مبالغ ضخمة لما يسمى بالبوليساريو وأن هذه المنظمة لم تفعل شيئا وفشلت في كسر الجمود"، مضيفا أن "الأموال المدفوعة إلى البوليساريو، والتي يتجول بفضلها أعضاء تلك الجبهة لمدة خمسين عاما في الفنادق الفاخرة، يجب أن تصرف على سوق أهراس والبيض وتمنراست والمدن الجزائرية الأخرى".

وأشار عمار سعداني أن "العلاقة بين الجزائر والمغرب أكبر من هذه القضية"، قبل يواصل خرجته الإعلامية بالقول: يجب على البلدين "فتح حدودهما وتطبيع علاقاتهما". بالنسبة لعمار سعداني، "الوضع مناسب لذلك، لأن هناك انتخاب رئيس جديد وتغيير النظام في تونس، بينما الجزائر تتجه نحو الانتخابات وتغيير النظام وليبيا هي أيضا تمر بمرحلة تحول".

وأشار الأمين العام السابق لجبهة التحرير الوطني إلى أن "كل هذا يمكن أن يساعد في إحياء الوحدة المغاربية كما يريدها المحاربون القدامى في جبهة التحرير الوطني وجميع الأحزاب الوطنية في المغرب والجزائر وتونس وكل شمال إفريقيا".

حتى ولو تم تبخيسها من قبل وزير الاتصال الجزائري، فإن الموقف الذي عبر عنه عمار سعداني ينم، وفقا لبعض التحليلات، عن رياح التغيير في الإدارة الجزائرية بخصوص قضية الصحراء. وعلى أية حال، تم إلقاء حجر على الأقل في البركة الراكدة. وهكذا أكدت صحيفة "لبيرتي" الجزائرية المؤثرة في عددها الصادر يوم الأحد أن "دعم قضية البوليساريو الذي يعتبر مبدأ أساسي للدولة الجزائرية بدأ يثير تحفظات".

وكتبت الصحيفة الجزائرية قائلة: "بغض النظر عن المواقف المشكوك فيها في بعض الأحيان الصادر عن بعض السياسيين خارج الدوائر الرسمية، في هذه المرة، فإن الأمين العام السابق لجبهة التحرير الوطني والرئيس السابق للمجلس الشعبي الوطني، أي الرجل الثالث السابق في هرم الدولة، هو الذي يرمي الحجر في البركة فيما يتعلق بمسألة الصحراء الغربية".

وذكرت صحيفة "لبيرتي" بهذا الصدد أنه ""لم يسبق لأي مسؤول في الدولة الجزائرية أن أصدر مثل هذه التصريحات حول نزاع أصبح بمرور الوقت مبدأ مقدسا بالنسبة للدولة الجزائرية".

بالنسبة لصحيفة "لبيرتي"، "فإن خرجة عمار سعداني يثير بالفعل سؤالين: إنها خرجة مثيرة، لأنها لا تجيب على حدث آني ساخن، على عكس ملفات أخرى. هناك أيضا سؤال يطرح بخصوص دوافع مثل هذا التصريح، ولكن أيضا على اختيار التوقيت". إنه في الواقع سؤال في محله.

تحرير من طرف طارق قطاب
في 21/10/2019 على الساعة 19:00