عندما انتقد رئيس المخابرات الفرنسية السابق حصول الحموشي على وسام الشرف

DR

في 25/09/2018 على الساعة 20:57

قال مدير المخابرات الخارجية الفرنسية السابق بيرنارد باجولي، إن عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للمديرية العامة للأمن الوطني، لم يكن يستحق وسام الشرف الذي منحته له فرنسا اعترافا منها لجهوده المعترف بها على الصعيد الدولي.

في خرجة إعلامية غريبة، أكد مدير المخابرات الخارجية الفرنسية السابق، بيرنارد باجولي بين سنتي 2013 و2017، أن مدير المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف الحموشي لا يستحق وسام جوقة الشرف الذي منحته إياه فرنسا سنة 2015.

في الـ20 فبراير 2014، شهدت العلاقات الفرنسية المغربية تشنجا بعد حضور عناصر شرطة فرنسية بإقامة السفير الفرنسي بباريس لتقديم استدعاء قضائي فرنسي لمثول عبد اللطيف الحموشي أمام القضاء الفرنسي، آنداك اعتبر وصف برنارد باجولي الواقعة بـ«العبث» ليأتي اليوم وينتقد توشيح الحموشي بوسام الشرف الفرنسي.

«ستتخفف حدة الأزمة بين فرنسا والمغرب، بعد زيارة وزير الداخلية الفرنسي برنارد كازانوف للرباط في فبراير 2015، والذي أعلن تقديم وسام شرف للحموشي رغم أنه لم يقم بشيء حتى يستحقه ولم يوافق أحد على منحه هذا الوسام. خلال هذه الفترة أقدم المغرب على أنهاء اتفاق التعاون في محاربة الإرهاب بين البلدين»، يقول صاحب كتاب «الشمس لن تشرق من الشرق».

عبارة «وسام شرف لصاحبه لم يستحقه»، التي صرح بها باجولي تستوجب توضيحا، أوله أن الحموشي لم يطلب من فرنسا توشيحه بوسام الشرف، فالرجل لديه من القضايا والمواضيع الحساسة ما يجعله غير آبه بالالتفاف لجمع الميداليات. ثانيا عبد اللطيف الحموشي مهمته ضمان الأمن الداخلي للمغرب. نظيره الفرنسي ليس مسؤولا عن المخابرات الفرنسية الخارجية، ولكن عن الأمن الداخلي الفرنسي، وهذا لا يمنع أن التعاون بين المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني ومخابرات الأمن الداخلي الفرنسي كان حاسما في العديد من المرات.

نتذكر الأحداث الدموية التي ضربت فرنسا ليلة الـ13 من نونبر 2015. رأس الحربة في الأحداث التي خلفت 129 قتيلا لم يكن سوى عبد الحميد أباعوض المطلوب رقم واحد بفرنسا لكنه كان بعيدا عن أعين الأمن ويهدد بارتكاب أحداث دموية أخرى.

معلومات استخباراتية مكنتها مصالح عبد اللطيف الحموشي، من بينها رقم هاتف ومعلومات إلكترونية وصورة لحسناء أباعوض قريبة عبد الحميد أباعوض مكنت من السلطات الفرنسية من وضع يدها على أباعوض باسان دونيس حيث كان يختبأ مع معاونيه. ما تبقى من الواقعة نعرفه غارة أمنية، في الـ18نونبر أفضت إلى مقتل أباعوض وإرهابيين.

بعد انتهاء الغارة، أجرى رئيس الاستخبارات الداخلية الفرنسية، باتريك كالفار، اتصالا عند الفجر مع نظيره المغربي، عبد اللطيف الحموشي، حيث قاله له بالحرف «ألف شكر، لقد انقذت فرنسا»، بحسب ما نقلت مصادر مطلعة لـ le360.

أيظن برنارد باجولي أن رجلا ومسؤولا أمنيا جنب فرنسا حمام دم لا يستحق وسام شرف؟.

ومن الغريب ألا يشير مدير المخابرات الخارجية الفرنسية السابق، في كتابه إلى دور السلطات المغربية في تحديد مكان الإرهابيين بسان دونيس. هذا الدور الذي حياه الرئيس الفرنسي السابق آنداك فرانسوا هولاند خلال محادثة مع الملك محمد السادس في الـ20 نونبر 2015 بالإليزي، حيث أشاد في بلاغ صحفي «بالتعاون الفعال الذي قدمه المغرب» على خلفية أحداث باريس.

هذيان مدير المخابرات الخارجية الفرنسية

تصريحات مدير «DGSE» ليست مبنية على أي أساس موضوعي، هل يحاول باجولي تصفية حسابات شخصية مع الحموشي؟ بأي حق يسمح لنفسه تقييم مسؤول أمني مغربي؟ مصادر مطلعة قالت لـLe360، أنه بعد واقعة حضور شرطيين إلى إقامة السفير المغربي بباريس، حاول برنارد باجولي لقاء عبد اللطيف الحموشي الذي رفض لقاءه.

ويبدو أن برنارد باجولي لم يتقبل الرد السيادي الحاسم الذي قام به المغرب ردا على استدعاء قضاة فرنسيين للحموشي في تجاهل تام للأعراف الدبلوماسية في التعامل مع مسؤولين أمنيين ساميين.

أما بخصوص دور السلطات المغربية في التعاون في محاربة الإرهاب، فإن ذلك مشهود للمملكة من طرف عدد كبير من الدول الأوربية، إفريقية وأمريكية وأسيوية وصفة باجولي كمدير المخابرات الخارجية الفرنسية تجعله أكثر المتأكدين من دور المغرب الفعال في محاربة الإرهاب.

تحرير من طرف محمد حمروش
في 25/09/2018 على الساعة 20:57