تعددت الإشارات السلبية القادمة من الخارج حول الوضع في الجزائر، حيث أجمعت كبريات الصحف الألمانية على كون الوضع في الجزائر أصبح "مهددا بالانفجار"، بحسب ما كشفت عنه صحف "دي فيلت" و"دير شبيغل" واسعتا الانتشار، حتى إنهما كتبتا عن وشوك تحول عشرات الآلاف من الجزائريين إلى لاجئين.
مؤشرات الكارثة الجزائرية، حسب ما أوردتها الصحف الألمانية، تبدأ بمرض الرئيس بوتفليقة الذي "لو أعلنت وفاته فهذا يعني السكتة القلبية لبلده"، وتضيف جريدة دي فيلت الألمانية "إذا أعلنت وفاة بوتفليقة، فستقع الكارثة، ليس لأنه رجل المرحلة، كما يردده الساسة، بل لأنه خلق الفراغ من حوله، ناهيك عن استشراء الفساد والتجبر وارتفاع أسعار المواد الغذائية، والسخط الشعبي".
إقرأ أيضا : إقرأ أيضا: الجزائر لا تزال تغطي عن الجرائم التي ارتكبتها جبهة البوليساريو
وأعطت اليومية الألمانية، الكلمة لجيريمي كينان، استاذ الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن، والذي يرى أن "الأمر مسألة وقت فقط قبل انفجار الوضع في الجزائر" مضيفا "الفساد والاضطهاد صارا في مستويات قياسية، وظروف العيش في تدهور مستمر، ما ينقص فقط هو الشرارة التي ستعجل بالانفجار".
وعدد الباحث الأوضاع المأساوية للجزائر من بطالة وإجراءات تقشفية وتضخم وغلاء المعيشة، معتبرا أن الوضع بات مشابها لما حدث في تونس وليبيا ومصر سنة 2011ن وهي الملاحظة التي يتقاسمها معه بعض مراكز التفكير الأمريكية.
إقرأ أيضا : إقرأ أيضا: تقرير أمريكي: الجزائر بين 10 بلدان الأكثر فسادا في العالم
كما تطرق الباحث، على أعمدة الصحيفة الألمانية، الصراع الدائر حول من سيخلف بوتفليقة، وفي هذا الصدد ترى الصحيفة الألمانية، أن سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس والمعروف بفساده سيصعب عليه أن يكون الرئيس الجديد.
وفيما يخص الجيش الجزائري، فوضعها "كارثة" حسب الأكاديمي الإنجليزي، الذي يعدد مظاهر عدم الرضا داخل إدارة الجيش، "فالجنود الصغار غير راضين عن المعاملة التي يتلقون معاملة سيئة من رؤسائهم.
كما تحدثت دير شبيغل عن "الإهانة الديبلوماسية" بعدما اضطرت إلى إلغاء زيارة ميركل ساعة فقط قبل إقلاع طائرتها إلى الجزائر، وفي هذا الصدد أوردت المجلة في نسختها الالكترونية، فرانك والتر شتينماير، وهو آخر سياسي ألماني التقى بوتفليقة في يناير 2015، والذي قال عنه "إن حالة بوتفليقة مثيرة للشفقة، وتترك انطباعا أنها آخر زيارة له".
إقرأ أيضا: إجماع دولي على وشوك انهيار الجزائر.. وبوتفليقة يصرخ:"إنها مؤامرة دولية"!
كما وصفت وسائل الإعلام الألمانية أن الأوضاع في الجزائر كارثية نظرا للوضع المتردي في البلاد الذي يدفع الشباب الجزائري إلى المغادرة إلى الخارج، فالعديد منهم يشعرون بخيبة الأمل ولا يرون آفاقا، وبالتالي "فإن أوروبا تبقى حلمهم".
وفي المقابل فإن ألمانيا ليست على استعداد لاستقبال هؤلاء الشباب الجزائريين.
ومن المنتظر أن تعرض المستشارة ميركل خلال زيارتها للجزائر مقترحات للحد من الهجرة غير القانونية، وبذلك ستقف الحكومة الجزائرية أمام مشكلة كبيرة، لأنها تواجه تحديات في محاربة أسباب الهجرة، على كافة المستويات.
وتضيف الوجلة الألمانية أن "شقيق الرئيس الجزائري، ورد اسمه في العديد من تهامات الفساد، والمتابعات القضائية، أما فيما يتعلق بالجنرال قايد صلاح، فلا محالة، سيقتفي أثر السيسي في حالة رغبته أخذ زمام السلطة، أما المعارضة، فنبهت لكون الجنرال قايد صلاح يحظر لانقلاب صامت على غرار ما فعله الجنرال عبد الفتاح السيسي بمصر" تضيف دير شبيغل.