طنجة تيك توقظ حماس الهند للسير على خطى الصين

DR

في 01/04/2017 على الساعة 16:45

كشفت صحيفة "ذي تايم أوف انديا" الهندية، في افتتاحية لها أمس الجمعة، أن الهند والمغرب سيحتفلان بالذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية هذا العام 2017، وهي العلاقات التي توطدت في الآونة الاخيرة ولم تستغلها الهند كثيرا على الرغم من الاشارات التي بعث بها المغرب للهند في العديد من المناسبات.

 الصحيفة الهندية الاكثر انتشارا رأت ان الدولتان شهدتا ارتفاعا مطردا فى العلاقات الثنائية فى الاونة الأخيرة، وكتبت أن من المعالم الرئيسية التي تحققت بعد زيارة ملك المغرب محمد السادس إلى الهند في عام 2015 للمشاركة في قمة منتدى الهند وأفريقيا في نيودلهي، قد مكنت القمة من وضع أسس جديدة للعلاقات بين البلدين على منصة أعلى وفتحت الباب أمام إمكانيات جديدة.

وقد تعززت، تقول الصحيفة الهندية، كل أسس التعاون البناء عندما استعاد المغرب مكانته ضمن الاتحاد الافريقي في وقت سابق من هذا العام، وهو تطور رحبت به نيودلهي بالفعل، ومع عودة المغرب إلى اسرة المؤسسة الإفريقية، اضحت الهند تتمتع بشريك قوي جديد لتعزيز مصالحها في أفريقيا، وهو ما قد يساعدها بالتأكيد، حيث أن المغرب يمكن أن يكون جسر الهند إلى إفريقيا الغربية الفرنكوفونية، حيث كان تأثير نيودلهي ضعيفا نسبيا، أضف إلى ذلك حقيقة لا مفر منها وهي أن المغرب قد برز كبلد ضامن للاستقرار في شمال إفريقيا، باعتباره مستثمرا رئيسيا في منطقتي الصحراء والساحل، وباعتباره ايضا يعرف اقتصاده نموا كبيرا، يمكن أن تستفيد منه نيودلهي بشكل كبير إذا ما توطدت العلاقات مع الرباط إلى المستوى الاكبر.

الصحيفة الهندية أثارت في الوقت نفسه عددا من الاشكاليات التي تعيق كثيرا العلاقات بين الهند والمغرب، والتي من ضمنها كسل الهند على الرغم من الفرص المتاحة.

وقالت إن الهند كانت بطيئة جدا للاستفادة من الفرص التي اتاحها المغرب ،ونتيجة لذلك تقول الصحيفة " تزايدت التعاقدات الثنائية بوتيرة الحلزون".

كاتب المقال اشار الى انه على النقيض من ذلك، عززت الصين العلاقات مع المغرب بطريقة كبيرة، كانت نتائجها انه وفي الآونة الأخيرة، ترأس الملك محمد السادس مراسم التوقيع على مدينة محمد السادس طنجة التقنية - وهو مشروع سيتم انجازه بمنطقة طنجة - تطوان - الحسيمة، مع مجموعة هايت الصينية ومؤسسة البنك المغربي للتجارة الخارجية، وهو يتضمن بناء قطب اقتصادي من شأنه أن يولد 000 100 فرصة عمل وخلاله سيتم إنشاء 200 شركة صينية تعمل في مجال صناعة السيارات، وصناعة الطيران، وقطع غيار الطيران، والمعلومات الإلكترونية، والمنسوجات، وتصنيع الآلات. ومن المتوقع أن يصل إجمالي استثمارات الشركات في المنطقة بعد 10 سنوات إلى 10 مليارات دولار.

وتؤكد الصحيفة الهندية ان اختيار مدينة طنجة بصفتها مدينة محمد السادس تانجيرس التقنية، لتموقعها الجغرافي الاستراتيجي للمغرب، فهي على مفترق الطرق بين القارات وبينها وبين اوربا اقل من 15 كم فقط، إضافة إلى ذلك وجود بنية تحتية متطورة في شكل ميناء "طنجة ميد"، وتعتبر مدينة محمد السادس التقنية مدينة استثمارية صينية في المغرب، ولسوء الحظ، ليس لدى الهند أي شيء قريب من هذا النوع في المغرب، تقول الصحيفة.

وختمت الصحيفة مقالها بالقول "صحيح، نيودلهي وبكين لديها فرق كبير من حيث الموارد والمهارات، غير انه في ضوء ذلك، كانت الهند بطيئة جدا في الاستفادة من الروابط مع المغرب، وهذا هو بالتحديد السبب الذي جعل نيودلهي، تتحرك مؤخرا وتحاول استغلال مناسبة الذكرى الستين لإقامة علاقات دبلوماسية مع المغرب، كمناسبة من أجل إقامة علاقات ثنائية تصل إلى المستوى المثالي.. لقد حان الوقت لجعل المغرب محورا حقيقيا من التواصل الهندي الدبلوماسي والاقتصادي مع إفريقيا، وتحويل الكلمات إلى عمل".

تحرير من طرف سعيد قدري
في 01/04/2017 على الساعة 16:45