وجاء تأييد محكمة الاستئناف بطنجة لهذا الحكم الصادر بحق المتهمين في هذه القضية التي هزت الرأي العام المغربي والدولي، بعدما قضت محكمة النقض بمدينة الرباط، شهر نونبر سنة 2023، بإلغاء الحكم الصادر من قبل استئنافية طنجة بحق المتهمين المصري والمغربي.
وبعدما صدر قرار النقض والإحالة من قبل المحكمة بالرباط، قررت استئنافية طنجة، من جديد، فتح الملف وإعادته للواجهة من خلال مناقشته مجددا بغرفة الجنايات الاستئنافية - ما بعد النقض- قبل أن تصدر حكمها النهائي، بعد كشف معطيات جديدة، أثبتت تورط المتهمين المصري والمغربي.
وظل المتهم المصري ينفي كل التهم المنسوبة إليه جملة وتفصيلا سواء أمام قاضي التحقيق بطنجة، أو أمام الهيئة القضائية أثناء الحكم عليه، وهي تتعلق بجناية القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، السرقة الموصوفة، الاختطاف، والتمثيل بجثة وتعذيبها.
وكشفت مصادر خاصة، بينها محامي المتهم المصري، أن قرار المحكمة كان بسبب وجود عيوب في الملف، وهو ما دفعها إلى إصدار حكم النقض، لغاية البث فيه طبقا للقانون، ناهيك عن بعض نتائج الخبرة الجينية المتضمنة في الملف، والتي تكشف معطيات جديدة حول تورط المصري من عدمه، هذا بالإضافة إلى نفي المتهم المصري أي صلة له بجريمة القتل في جميع مراحل التحقيق والتقاضي، رغم أن المتهم المغربي صرح أنه العقل المدبر لتصفية الضحية، وبأنه شريكه في هذه الجريمة.
وتعود فصول القضية الى يوم 28 نونبر 2019، حينما أصدرت غرفة الجنايات الأولى التابعة لمحكمة الاستئناف بطنجة، حكما بالإعدام في حق كل من المتهمين، المغربي «م.ب» والمصري «خ.أ.ز»، حيث تمت إدانتهما على خلفية جريمة قتل بشعة هزت المغرب نهاية العام 2018، حين ترصدا لمواطن مغربي بطنجة وقتلاه بداخل سيارة وعملا على تقطيع جثمانه بمنشار خشبي، وبعدها نقلا أشلاءه إلى ضواحي طنجة وسكبوا عليها مادة «الماء القاطع» وأحرقوه بداخل مجرى مياه لمدة ست ساعات، قبل التخلص من أدوات الجريمة عبر إلقائها من على قنطرة وادي تهضارت في الطريق نحو مدينة أصيلة، محاولين إخفاء معالم الجريمة.
وشهدت أطوار المحاكمة حين إعلان رئيس الجلسة الحكم بالإعدام في حق المتهمين، في ذاك العام، سقوط المتهم المصري «خ.أ.ز» على الأرض مغمى عليه وهو يصيح «لا إله إلا الله» وسط قاعة المحكمة، بعد أن منحه القاضي الكلمة خلال جلسة امتدت لثلاث ساعات ونصف، أنكر فيها، جملة وتفصيلا، جل تفاصيل الجريمة التي ذكرها شريكه المغربي «م.ب»، بل وظل يتمسك ببراءته، مشيرا إلى أن الملف كله مفبرك.