حرب طاحنة بين جماعتيْ تزنيت وأكلو

DR

في 01/12/2020 على الساعة 16:30

يبدو أن الحرب الكلامية والملتمسات، لن تتوقف بين جماعة تزنيت المسيرة من طرف البيجيدي ونظيرتها بأكلو المشكلة أغلبيتها من حزب الحمامة، بعد أن أعربت الأولى عن عزمها رفع ملتمس إلى وزارة الداخلية لتوسيع مجالها الحضري أمام رفض تام للثانية والتي وعدت بالتصعيد أكثر في هذا الموضوع.

وكشفت مصادر Le360 أن المجلس الجماعي لاثنين أكلو كان قد أعلن منذ الخميس 19 نونبر 2020، عن مشروع تصميم التهيئة القطاعي لموانو، لإجراء البحث العلني بخصوصه وتدوين الملاحظات أمام العموم بالسجل المعد لذلك بمقر الجماعة، لمدة شهر، من 19 نونبر 2020 إلى 18 دجنبر 2020، مضيفة أن اجتماعا عقد بعمالة تزنيت، برئاسة، حسن خليل، عامل الإقليم، وبحضور باقي المصالح المختصة، تدارس من خلاله المجتمعون المشروع.

مشروع أثار حفيظة أعضاء المجلس الجماعي لتزنيت، خاصة أحزاب التقدم والإشتراكية والتجمع الوطني للأحرار والاتحاد الإشتراكي والأصالة والمعاصرة، الذين رفعوا عريضة إلى المجلس الجماعي يطالبونه فيها بإدراج هذه النقطة بجدول أعمال الدورة الاستثنائية التي انعقدت يوم 25 نونبر 2020، المقترح الذي تفاعلت معه الجماعة بالإيجاب لكونه استوفى الشروط الشكلية المطلوبة، ليتم إدراجه والمصادقة عليه من طرف 17 عضوا الحاضرين، بما فيهم أحزاب المعارضة، ما أثار استغراب متتبعي الشأن المحلي بالمنطقة، وفق ما أفادت به مصادرنا.

© Copyright : DR

وفي هذا الصدد أكد ابراهيم بوغاضن، رئيس جماعة تزنيت المنتمي لحزب العدالة والتنمية، أثناء انعقاد الدورة الاستثنائية، أن المجلس سيتدارس مشروع تصميم التهيئة القطاعي لموانو التابع لجماعة أكلو، وسيسجل التعرضات الفردية والجماعية، مؤكدا أنه "سيترافع على مقترح ضم نحو 5 كيلومترات من أراضي جماعة أكلو إلى جماعة تزنيت، إلى أبعد مدى وكل ما من شأنه مخالفة مصالح المدينة ستتم معارضته".

تصريح كان كافيا ليستشيط رئيس جماعة أكلو المنتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار، عبد الله وكاك، غضبا، معربا عن رفضه التام لمقترح جماعة تزنيت وعزمه على عقد دورة استثنائية لمناقشة هذا المستجد مع بقية أعضاء المجلس، مضيفا في تدوينة له على الفيسبوك "لا عليكم اطمئنوا أيها السادة ولا يحزنكم فعلهم، أعلم بما يحاك ظاهرا وباطنا ولن يفلحوا إذا أبدا، فالقانون صريح وواضح ولا حق لهم في تقديم أبسط تعرض لأنه سيكون غير ذي موضوع".

وهاجمت عزيزة أمصاو، نائبة رئيس المجلس الجماعي لأكلو، نظيرها بتزنيت، قائلة في تدوينة لها على صفحتها الرسمية على الفيسبوك: "يعقدون دورة استثنائية لاقتطاع أجزاء أخرى من تراب جماعتنا أگلو، كأنها لمن هب ودب ودون ساكنة، ماذا فعلتم لدوترگا، تامدغوست، بوتيني وبوتاقورت، حتى تطالبوا بالمزيد".

أمام عزم جماعة تزنيت بأغلبيتها ومعارضتها ضم كل من منطقتيْ "تدوارت" و"موانو" التابعتين ترابيا لجماعة أكلو، استجابت السلطات المختصة لطلب رئيس المجلس الجماعي لأكلو، حيث من المنتظر أن يتم عقد دورة استثنائية للمجلس يوم الثلاثاء 22 دجنبر 2020، بمقر الجماعة، للتداول في نقطتين، أولها مناقشة مشروع تصميم التهيئة القطاعي لموانو والملاحظات المعبر عنها من خلال إجراء البحث العمومي، وثانيها، التداول بشأن تقديم ملتمس إلى وزارة الداخلية من أجل رفض الملتمس المقدم من طرف الجماعة الترابية لتزنيت الهادف إلى توسيع مجالها الحضري في اتجاه نفوذ جماعة أكلو.

احتقان سياسي قال عنه متتبعون للشأن العام المحلي بإقليم تزنيت، إنه يخدم مصالح فئات معينة، إذ تسعى جماعة تزنيت إلى توسيع مجالها الحضري في اتجاه النفوذ الترابي لأكلو خاصة منطقة موانو التي سيشيد عليها المشروع الجامعي الجديد "قرية المعرفة" الذي يُنتظر منه أن يحرك العجلة الاقتصادية بالمنطقة ويصبح مصدر مداخيل هامة للجماعة، بالمقابل سيكبد جماعة أكلو خسائر مادية فادحة، خصوصا وأنها تعوِّل على هذا المشروع لتنمية مداخيلها هي كذلك، باعتبار أن قرية المعرفة ستجذب مستثمرين من مختلف القطاعات وستكون محورا جامعيا هاما بالنسبة لطلبة الإقليم وباقي الأقاليم المجاورة.

ويرى مراقبون أن توسيع المجال الحضري في الاتجاه المذكور بحد ذاته يخدم مصالح المنعشين العقاريين وسماسرة الشقق وغيرهم، وذهب البعض أبعد مدى حينما قال أن مقترح تمديد المجال الحضري كان بضغط وتنسيق محتمل مع عدد من المستثمرين، وهو ما نفاه مصدر Le360، مؤكدا أن الهدف من الملتمس ضمان مساحة أكبر للجماعة التي تشهد نموا ديموغرافيا متزايدا.

من جانب آخر، سجل متتبعون التناقض الصارخ بين أعضاء المجلس الجماعي لتزنيت المنتمين لحزب التجمع الوطني للأحرار وزملائهم في جماعة أكلو، مشيرين إلى أن غياب الانسجام والتناغم بين أعضاء الحزب على صعيد إقليم تزنيت من شأنه أن يعبد الطريق أمام باقي الأحزاب الأخرى لاستغلال هذا الشرخ الذي لم يتوقعه أحد من منخرطي الحزب والمتعاطفين معه، في وقت أكدت فيه مصادر مقربة من البيجيدي لمراسل Le360، أن الملتمس الذي تقدمت به الأحزاب المذكورة سلفا، ربما يهدف إلى محاصرة البيجيدي ووضعه في مواجهة مباشرة مع ساكنة الجماعتين.

تحرير من طرف امحند أوبركة
في 01/12/2020 على الساعة 16:30