بعد اقتناء الطائرة المسيرة (الدرون) بيرقدار TB2 عام 2021، ينتقل المغرب إلى مستوى أعلى بدمج « أقنجي » ضمن ترسانته الجوية، وفق ما أفاد به منتدى « فار-ماروك » على فيسبوك.
صُممت هذه الطائرة لتنفيذ عمليات دقيقة، وتتميز بأنظمة طيران تعتمد على ذكاء اصطناعي مزدوج يتيح معالجة متقدمة للإشارات، ودمجا فعالا للمستشعرات، فضلا عن وعي ظرفي آن بالمحيط العملياتي.
و« أقنجي » كلمة عثمانية كانت تطلق على قوات سلاح الفرسان الحدودية في الإمبراطورية العثمانية، المكلفة بشن الغارات على الدول المعادية. أما « بيرقدار » فترمز إلى اسم عائلة « سلجوق بيرقدار » مخترع الطائرة المسيرة التركية.
قدرات متقدمة في الاستطلاع والدفاع
تم تصميم «أقنجي» لتلبية متطلبات الاستقلالية والمدى الطويل الضرورية لمهام المراقبة والدفاع عن المناطق الشاسعة. حيث تستطيع التحليق لمدة تصل إلى 24 ساعة متواصلة، بمدى يصل إلى 6000 كيلومتر.
كما أنها مجهزة برادار AESA (المصفوفة الممسوحة إلكترونيا النشطة)، الذي يسمح برصد وتتبع عدة أهداف في وقت واحد، ما يمكنها من التعامل مع التهديدات بسرعة وكفاءة. يوفر هذا النظام المتقدم دقة واستجابة عالية للطائرة حتى في البيئات العدائية، حيث يمكنها الإفلات من أنظمة الدفاع المعادية.
قدرات هجومية تضاهي المقاتلات
إلى جانب مهام الاستطلاع والمراقبة، تمتلك «أقنجي» قدرة على حمل أنواع متعددة من الأسلحة، بما في ذلك الصواريخ والقنابل الموجهة بعيدة المدى، ما يمنحها إمكانيات هجومية مشابهة للطائرات المقاتلة F5.
كما أن بصمتها الرادارية المنخفضة تجعلها صعبة الرصد من قبل أنظمة الدفاع الجوي للخصوم، مما يمنحها ميزة كبيرة في عمليات الاستطلاع في المناطق المعادية، ورصد الأهداف الاستراتيجية، وتنفيذ مهام تحييد البنى التحتية المعادية. هذه المرونة تجعلها قادرة على أداء مجموعة واسعة من المهام، بدءًا من المراقبة والدعم التكتيكي وصولًا إلى الضربات الدقيقة.
تعزيز التعاون الدفاعي المغربي - التركي
ووفقا لمنتدى « فار-ماروك »، فإن هذه الصفقة تأتي في إطار تعزيز التعاون المتزايد بين القوات الجوية الملكية المغربية وشركة « بايكار »، التي أعلنت قبل أشهر عن إنشاء وحدة صناعية عسكرية في بنسليمان، مخصصة لتجميع وتصنيع طراز جديد من الطائرات المسيرة لم يدخل الخدمة بعد، وسيعزز بشكل كبير القدرات الدفاعية للمغرب.
ولا تقتصر هذه الخطوة على اقتناء معدات متطورة، بل تندرج ضمن رؤية استراتيجية أوسع، تتضمن نقل التكنولوجيا، ليس فقط لتصنيع الطائرات المسيرة داخل المغرب، بل أيضًا لتطوير نماذج تتماشى مع الاحتياجات العملياتية الخاصة بالقوات المسلحة الملكية.