وجمعت القمة نخبة من صانعي القرار، المستثمرين، الخبراء ورواد الابتكار في مجال النقل الحضري من أكثر من 75 دولة. وتميزت هذه الدورة باختيار مدينتي الداخلة والدار البيضاء كضيفتي شرف، اعترافا بمكانتهما الريادية في مجالات التنمية الحضرية والتحول المستدام.
وحضر الراغب حرمة الله ضمن وفد دولي رفيع ناقش مستقبل المدن وأنظمة التنقل المستدام، والابتكارات المرتبطة بالنقل الكهربائي والمركبات ذاتية القيادة، والتقنيات التي تعيد تشكيل أساليب العيش داخل المدن الذكية. وشكل هذا الحدث منصة هامة للتعريف بتجربة الداخلة وإبراز فرصها المستقبلية في سياق الدينامية التنموية الشاملة التي تعرفها الأقاليم الجنوبية.
وخلال مداخلاته، أكد رئيس جماعة الداخلة أن خارطة التنمية التي تعرفها المدينة تنسجم مع التوجيهات الملكية السامية للملك محمد السادس، الهادفة إلى جعل الأقاليم الجنوبية قطبا استراتيجيا للتنمية المستدامة، وتطوير البنيات التحتية وفق معايير عصرية تجعل من الداخلة مركز لوجستيكي قادرا على استقطاب الاستثمار وخلق قيمة مضافة في مجالات النقل، الطاقات المتجددة، والسياحة المستدامة.
وأشار الراغب حرمة الله إلى أن ميناء الداخلة الأطلسي الذي يعرف أشغالا متقدمة، يمثل أحد أكبر المشاريع الاستراتيجية في إفريقيا، وسيلعب دورا محوريا في تعزيز الربط البحري، وتنشيط التجارة الدولية، ورفع القدرة التنافسية للمنطقة اقتصاديا ولوجستيكيا، ليصبح منصة عبور كبرى نحو إفريقيا جنوب الصحراء.
وفي السياق ذاته، أبرز أن المبادرة الملكية المتعلقة بإنشاء ممر بحري أطلسي يربط المغرب بعمقه الإفريقي، تضع الداخلة في صلب الرؤية المغربية الجديدة لتطوير سلاسل الإمداد في القارة، وتعزيز التكامل الاقتصادي بين بلدان إفريقيا الغربية، بما يسهم في تطوير الاستثمارات، وتسهيل حركة السلع، وتحقيق أمن غذائي وتجاري متقدم.
كما اعتبر أن المشروع الملكي للطريق السريع تزنيت–الداخلة، يمثل أحد أعمدة التحول اللوجستيكي في الأقاليم الجنوبية، بما يربط الداخلة بباقي الشبكات الوطنية، ويحسن انسيابية النقل، ويرفع من جاذبية المدينة على مستوى الاستثمار والتجارة، في تناغم تام مع ميناء الداخلة الأطلسي والمنصات الصناعية المستقبلية.
وأجرى رئيس جماعة الداخلة سلسلة لقاءات مع مسؤولين دوليين وخبراء في قطاع النقل الذكي بهدف تبادل الخبرات واستشراف فرص الشراكة، مؤكدا أن الداخلة مؤهلة للانخراط في المبادرات الدولية الموجهة لتعزيز التنقل الحضري المستدام والابتكار التكنولوجي، انسجاما مع الرؤية المغربية الرامية إلى تحديث المرافق العمومية وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.
وتعكس مشاركة رئيس جماعة الداخلة الراغب حرمة الله في هذه القمة العالمية مكانة الداخلة كمدينة صاعدة على المستوى القاري، منفتحة على تجارب العالم، وماضية بثقة في تنفيذ مشاريع تنموية تتماشى مع طموحات النموذج التنموي الجديد.
كما تجسد المشاركة الدولية اعترافا متزايدا بأن المشاريع الملكية في الأقاليم الجنوبية – وعلى رأسها الميناء الأطلسي، الطريق السريع، وغيرها من المنصات اللوجستيكية والصناعية – لا تسهم فقط في تعزيز تنمية الأقاليم الجنوبية، بل تعد رافعة استراتيجية لتنمية القارة الإفريقية، من خلال دعم المبادلات التجارية، وتحسين الربط البري والبحري، وتسهيل تدفق الاستثمارات، وترسيخ التعاون جنوب–جنوب.
ويشكل اختيار الداخلة والدار البيضاء كضيفتي شرف لهذه القمة، ترسيخا للاعتراف الدولي بالدينامية التنموية التي تعرفها المدن المغربية، وبالدور الريادي للمملكة في تنمية مجال النقل المستدام، وتعزيز قدرات المدن الذكية، وتطوير مشاريع تعاونية بين المغرب والعالم وفق للتعليمات الملكية السامية للملك محمد السادس.




