بعد تصريحاته المثيرة للجدل حول الصحراء.. الريسوني يستقيل من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ‎‎

أحمد الريسوني، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

أحمد الريسوني، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين . DR

في 28/08/2022 على الساعة 11:41

قدَّم أحمد الريسوني، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، استقالته من رئاسة هذه الهيئة، أياما قليلة بعد الجدل الذي أثارته تصريحاته بخصوص الصحراء المغربية، وموقفه من عدة قضايا سياسية إقليمية.

وكان عالم المقاصد أحمد الريسوني قد أكد، في مقابلة صحفية، أن "المغاربة مستعدون للزحف نحو تندوف لتحرير صحرائهم"، مضيفا "أنا شخصيا على فكر علال الفاسي، حتى وجود موريتانيا غلط، فضلا عن الصحراء، المغرب يجب أن يعود كما كان قبل الغزو الأوروبي"، مشددا على أن إثبات مغربية الصحراء جاء ببيعة أهلها للعرش الملكي المغربي، "ولكن علماء ما يسمى الآن موريتانيا، أو بلاد شنقيط أيضا بيعتهم ثابتة".

وبحسبه، فإن قضية الصحراء هي "صناعة استعمارية، وللأسف فإن بلدان شقيقة عربية ومسلمة مثلها مثل المغرب متواطئة في محاولة التقسيم هذه".

إذا كانت هذه التصريحات لا تأتي بأي جديد، والتي كانت تشكل جزءً من أدبيات أحزاب سياسية مثل حزب الاستقلال، فإنها أحدثت ضجة حقيقية في الجزائر. فقد كانت هذه التصريحات، يوم الاثنين 15 غشت، مادة دسمة للصحافة الجزائرية بأكملها، التابعة إلى حد كبير للطغمة العسكرية الحاكمة.

وكان رئيس حركة البناء الوطني، وهو حزب إسلامي تابع للسلطة العسكرية، عبد القادر بن قرينة، أول من أطلق النار على الريسوني من خلال تصريح لموقع "Algeriemaintenant"، واصفا تصريحات العالم الديني بأنها محاولة لزرع الفتنة بين شعوب المنطقة من خلال إطلاق التصريحات الصادمة بشكل عمدي.

وإذا كان الريسوني يتمتع بسلطة داخل الهيئة الإسلامية التي ترأسها، فإن المملكة المغربية لها مجلسها الأعلى للعلماء، وهو الهيئة الوحيدة المخولة بإصدار الفتاوى، والتي، علاوة على ذلك، يترأسها الملك بصفته أميرا للمؤمنين.

بسبب تشدده وأيديولوجيته ذات المرجعية الواحدة، يمكن القول إن أحمد الريسوني يثير تحفظ العديد من دوائر السلطة في المغرب. إن تصريحاته تعبر بالفعل عن مواقف شخصية لا تعني إلا صاحبها.

تحرير من طرف شلاي محمد
في 28/08/2022 على الساعة 11:41