بالفيديو: العداء الهستيري ضد المغرب يحول جنرالات جزائريين إلى ديبلوماسيين

الجنرال الجزائري محمد قايدي.
الجنرال الجزائري محمد قايدي. . DR
في 18/03/2021 على الساعة 21:24

أخرج اللواء محمد قايدي، المعروف بأنه شخص حربائي ومتملق، الخطاب المتحجر لرؤسائه حول الصحراء المغربية. هذه المرة، من خلال العرض الذي ألقاه عن طريق تقنية التحاضر المرئي لكلية الدفاع التابعة لمنظمة حلف الشمال الأطلسي.

قدم اللواء الجزائري محمد قايدي، المسؤول عن العلاقات الخارجية للجيش الجزائري، يوم الأربعاء 17 مارس 2021، عرضا عن بعد أمام الطلاب العسكريين لكلية الدفاع التابعة لحلف الناتو في روما بإيطاليا.

وفي حديثه عن "دور الجزائر في الحفاظ على الاستقرار في المنطقة وتعاونها مع الناتو"، كان على المسؤول العسكري الجزائري أن يطمئن على التهديدات الأمنية التي تتهدد دول ضفتي البحر الأبيض المتوسط من قبل الجماعات المسلحة التي لا تزال نشطة للغاية في المنطقة الواقعة جنوب الجزائر.

ومن بين هذه الجماعات، يشكل انفصاليو البوليساريو مصدر قلق للمنطقة المذكورة، خاصة وأنهم، تحت ضغط من الجزائر، انتهكوا من جانب واحد اتفاق وقف إطلاق النار في الصحراء، وهو الاتفاق الذي وقعت عليه مع الأمم المتحدة في عام 1991.

ولتبرير هذه الدعوة للحرب التي تريدها الجزائر، ترك قايدي مجال العسكريين المسؤولين عن الدفاع عن الحدود والأمن، واستعمل اللغة التي اعتاد رئيس الجمهورية ودبلوماسيو بلاده استعمالها، من خلال التأكيد على أن "نزاع الصحراء هو مسألة تصفية استعمار يجب حلها وفقا لقرارات الأمم المتحدة" و"القانون الدولي".

من الواضح أن هذا الجنرال، مثل رؤسائه، لا يفهم أي شيء عن القانون الدولي، لأن مجلس الأمن يدرك الآن أنه إذا كانت الصحراء بالفعل منطقة مستعمرة من قبل إسبانيا، فإنه لا يمكن إغفال أن هذه المنطقة لم تشكل قط دولة ولا تتوفر على مقومات كيان ذي سيادة، قبل أن يعمد هواري بومدين ومعمر القذافي إلى خلق كيان وهمي اسمه "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية".

إن مجلس الأمن على علم بهذه الحقيقة وقراراته الأخيرة تساعد في استعادة هذه الحقيقة التاريخية. تم التعبير عن ذلك بوضوح في القرارين 2494 الصادر في أكتوبر 2019 و2548 الصادر في أكتوبر 2020، حيث تدعو الهيئة التنفيذية للأمم المتحدة بشكل لا لبس فيه إلى حل سياسي وواقعي على أساس خطة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب. هذا الحل الواقعي يحظى الآن بتأييد واسع من المجتمع الدولي، لأنه يتمتع بميزة أنه يتماشى مع القرار 1514 في إطار الاحترام الكامل للوحدة الترابية للمملكة.

لكن، يجب أن نعترف بأنه من خلال التحدث عن الصحراء المغربية أمام طلاب حلف الناتو، من خلال لغة متحجرة تعود إلى حقبة حلف وارسو، لم يكن لدى قايدي فرصة كبيرة لإقناع محاوريه الشباب، الذين يركزون على تحديات الغد. لكن في مواجهة انهيار الدبلوماسية الجزائرية، يسقط جيش الجنرالات القناع ويظهر أنه يمارس السياسة أكثر من المهام الموكولة تقليديا لجيش محترف. الشعب الجزائري ليس مخطئا وسيرفع غدا بدون شك في حراك الجمعة الـ109 شعار "دولة مدنية ماشي عسكرية".

ولكن بالنسبة لأولئك الذين يعرفون محمد قايدي، تظل هذه التصريحات خالية من أي قناعة لدى صاحبها نفسه المعروف بأنه شخص حربائي أظهر قدرة كبيرة على التكيف من خلال تملق وخدمة جميع القيادات العسكرية المتناحرة فيما بينها من أجل التحكم في مقاليد الحكم في البلاد.

وهكذا، فإن محمد قايدي، البالغ من العمر 60 عاما، التحق بالجيش الجزائري في منتصف الثمانينيات، قبل أن يصبح أصغر جنرالاته في عام 2012. وبالتوازي مع صعود نجم الجنرال الراحل قايد صالح، سيشهد صعودا سريعا، ليصبح وجها مقبولا لجيش من الجنرالات الطاعنين في السن. تمت ترقيته إلى رتبة لواء في عام 2014، وكان على وشك أن يصبح رئيس دائرة الاستعلام والأمن التي أعاد قايد صالح تشكيلها.

اللواء محمد قايدي، الملقب بـ"المنجل" أو "قاطع الرؤوس"، لعمله في ظل اللواء واسيني بوعزة، الجلاد السابق والرجل الأيمن لقايد صالح، هو واحد من الرجال القلائل الموالين لرئيس الأركان السابق الذي أفلت، في عام 2020، من حملة التطهير التي قادها سعيد شنقريحة ضد رجال سلفه قايد صالح.

وفي الوقت الذي كان يعتقد أنه سيكون مصيره هو سجن بن عكنون العسكري، ستتم ترقية محمد قايدي إلى منصب رفيع جدا، وهو رئيس دائرة الاستعمال والتحضير لأركان الجيش الوطني الشعبي، وهو منصب استراتيجي وحساس مهمته التنسيق العملياتي بين القوات المسلحة الجزائرية.

من المرجح أن قايدي لم يتم سجنه لأنه يمثل واجهة للجنرالات الجزائريين، الذين يتراوح متوسط أعمارهم بين 75 و88 سنة. إن إظهار جنرال شاب نسبيا للمحاورين الأجانب هو بطاقة عمل حيوية للجيش الجزائري، بقيادة أشخاص مرضى أو طريحي الفراش. هذه الواجهة الخادعة هي التي تفسر بقاء قايدي بعد تفكيك نظام قايد صالح.

سيتمكن الجنرال محمد قايدي من الحكم لسنوات عديدة، طالما أن كبار ضباط الجيش الجزائري بن علي بن علي وسعيد شنقريحة يبلغان من العمر 87 و76 عاما على التوالي.

تحرير من طرف محمد ولد البواه
في 18/03/2021 على الساعة 21:24

مرحبا بكم في فضاء التعليق

نريد مساحة للنقاش والتبادل والحوار. من أجل تحسين جودة التبادلات بموجب مقالاتنا، بالإضافة إلى تجربة مساهمتك، ندعوك لمراجعة قواعد الاستخدام الخاصة بنا.

اقرأ ميثاقنا

تعليقاتكم

0/800