حزب "بوديموس" يجر البرلمان الإسباني إلى المحكمة الدستورية بسبب "بوليساريو"

بابلو إغليسياس زعيم الحزب، الذي يواجه حاليا العديد من الانتقادات إثر تورطه في فضيحة مالية كبيرة، لم يتوان عن المراوغة بعد أن خسر المعركة أمام مجلس النواب، حيث حاول بلا جدوى تنظيم منتصف شهر نونبر المنصرم لقاء حول قضية الصحراء يدعم من خلاله الطرح الانفصالي لكيان البوليساريو.

وعاد مرة أخرى بطلب طعن في قرار الرفض لدى المحكمة الدستورية، معلقا "أن حقوق المسؤولين السياسيين بإسبانيا مكفولة في الدستور.. ونحن كمنتخبين قد حرمنا من هذا الحق الذي يعطينا كامل الصلاحيات للخوض في موضوع كقضية الصحراء".

حزب بوديموس، المولود في خضم الحراك الإسباني "أندينيادوس" الذي شهدته إسبانيا خلال سنة 2014، رفض طلبه تنظيم هذا اللقاء للمرة الثانية على التوالي من طرف البرلمان الإسباني، سبب الرفض هو المعارضة القوية لحزبين رئيسيين داخل البرلمان وهما حزب الشعب وحزب العمال الاشتراكي الإسباني اللذين اعتبرا هذا التحرك معاديا للوحدة الترابية المغربية. 

ما يؤاخذ على زعيم حزب بوديموس هو تعاطفه المشكوك فيه مع جمهورية البوليساريو المزعومة، في الوقت الذي اكتفى فيه بالصمت حيال القمع الدموي الذي ووجهت به المظاهرات المطالبة بانفصال إقليم كاتالونيا في العشرين من سبتمبر سنة 2017 في برشلونة. والذي تلته موجة من الاعتقالات في صفوف الانفصاليين الكاتالونيين. الأمر الذي أجبر الرئيس السابق للحكومة الكاتالونية، كارلوس بوغديمون، للهروب من البلد.

جدير بالذكر أن بابلو إغليسياس، الذي عمل سابقا كمستشار للرئيس الفنزويلي السابق هوغو شافيز، يواجه في الواقع اتهامات خطيرة بعد اقتنائه فيلا مع حمام سباحة في ضاحية "غالاباغار" الفخمة، على بعد أربعين كيلومترا من مدريد، مقابل 600 ألف يورو.

في محاولة منه للتملص من هذه الفضيحة قال إغليسياس الذي كان يعمل كأستاذ مؤقت قبل توليه زعامة الحزب، انه اشترى هذه الفيلا الفخمة للحصول على القليل من الخصوصية، وأنه يعرف جيدا أن العديد من العائلات الإسبانية لا يستطيعون تحمل مثل هذا القرض حتى مع راتبين، الامر الذي يحتم الدفاع عن أجور الإسبانيين.

"القليل من الخصوصية" مقابل 600.000 يورو! على من يضحك بابلو إغليسياس الذي يبدي اهتماما كبيرا بقضية الصحراء والبوليساريو؟ أو بالأحرى من قال أن المال ليس له رائحة؟