هذه تفاصيل غضبة فرنسا على الجزائر

DR

في 19/03/2018 على الساعة 16:32

عدم دعوة الجزائر للمشاركة في الندوة الإفريقية الفرنسية حول الأمن بالساحل، التي عقدت الجمعة الماضي بنيامي، يوضح بجلاء سخط دول الجوار تجاه الجمهورية التي تتهم برعاية الإرهاب والإرهابيين، من بينهم زعيم حركة «أنصار الدين» أياد أغ غالي.

الجزائر التي يحدها على جنوبها دول ساحل الصحراء (مالي، النيجر، موريتانيا) لم تتم دعوتها للمشاركة في ندوة دولية حول الأمن بدول ساحل الصحراء، عقدت الجمعة الماضي بدولة النيجر. غياب دولة الجزائر التي تصف نفسها دوما بـ«القوة الإقليمية»، ليس معطى جديد خصوصا بعد تنصيب الرئيس الجديد، إيمانويل ماكرون في ماي 2017.

ويبدو أن هذا الإبعاد عن الملف الأمني بالساحل، لا يعبر فقط عن سخط فرنسا تجاه الجزائر، ولكن أيضا سخط عدد من دول الجوار التي تجمعها بالجزائر حدود مشتركة (مالي، النيجر، تشاد، بوركينافاصو، موريتانيا) والتي تشير إلى تورط ومسؤولية السلطات الجزائرية فيما يقع بدول الساحل وتهديد أمنها.

وبدا جيرارد كولومب، وزير الداخلية الفرنسي، محرجا في الرد على سؤال أحد الصحافيين حول مشاركة الجزائر في اللقاء المذكور، حيث اكتفى بالقول «كما تعرفون، وزير داخلية النيجر وجي5 هما من وجها الدعوات للمشتركين»، بجواب غير مقنع سيزداد حرج الوزير الفرنسي بعد سؤال لصحافي آخر، والذي سأله عن «حماية الجزائر لأياد أغ غالي، الإرهابي المبحوث عنه من قبل السلطات الفرنسية، ومنفذ هجمات بوركينافاصو».

«فرنسا تشتبه بكون أياد أغ غالي يحظى بحماية السلطات الجزائرية، هل تتبنى الجزائر خطابا مزدوجا» يسأل الصحافي، ليرد الوزير الفرنسي بالقول «فرنسا لا تشتبه في شيء، تريد فقط الحقيقة لا نعرف حاليا أين يتواجد الإرهابي أياد أغ غالي»، زعيم حركة «نصرة الإسلام والمسلمين» الإرهابية التي تضم عدة جماعات إرهابية تنشط بمنطقة الساحل الإفريقي.

جواب الوزير الفرنسي لا يقل غموضا عن الصمت الذي تطبقه السلطات الجزائرية حول قضية أياد أغ غالي. هذا الصمت يغذي أكثر شكوك فرنسا وكذا دول الجوار.

وسبق أن أكد عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية (البسيج)، أن عدم تعاون المصالح الجزائرية مع نظيرتها المغربية، يجعل المناخ ملائما لانتشار الارهاب في المنطقة، مضيفا في حديث نشرته الأسبوعية الدولية (جون أفريك) في عددها الأخير، أن غياب هذا التعاون، مضر للبلدين. وأكثر من ذلك «فإن الصحافة الفرنسية مارست ضغطا لتأكيد وجود أياد أغ غالي تكشف موقع Mondafrique».

العودة «الإعلامية» لأياد غالي يضيف المصدر ذاته، مرتبطة بالوضعية المضطربة التي يعرفها شمال مالي، ومنطقة الساحل عامة وكذا المشاكل والصعوبات التي تواجهها الفرق الفرنسية المشاركة في عملية «بارخان» للقضاء على الجماعات الإرهابية.

الإرهاب..الجزائر والخطاب المزدوج

ليس بمحض الصدفة أن لا يتم اعتقال أي زعيم حركة إرهابية تنشط في الساحل الإفريقي لحد الساعة، رغم العمليات العسكرية التي تقوم بها فرنسا «عملية سيرفال سنة 2013 وكذا عملية بارخان»، بالإضافة كذلك إلى العمليات الأمريكية.

والجزائر لا توفر الحماية لأياد أغ غالي، زعيم حركة «أنصار الدين»، فقط بل كذلك مختار بلمختار والذي لم تتمكن لا السلطات الفرنسية ولا الأمريكية تحديد مكانه. الملقب بـ«الأعور»، ابن مدينة عنابة والمعروف لدى قسم الاستخبارات والأمن، عثمان طرطاق، ألن يكون محميا من قبل الجزائر.

تحرير من طرف محمد حمروش
في 19/03/2018 على الساعة 16:32