وأوضح محمد موربو، الفاعل الثقافي بحي بنسركاو بأكادير، أن المنطقة كانت عبارة عن محطة لاستراحة وإلتقاء القوافل التجارية القادمة من جنوب الصحراء على طريق تندوف طاطا قبل استكمال مسيرتهم نحو مدينة الصويرة التي كانت تعتبر أنذاك مركزا اقتصاديا مهما.
وأضاف المتحدث ذاته في تصريح لـLe360، أن كلمة « بنسركاو » هي مصطلح باللغة الأمازيغية (بنو سرس تكاورت) وتعني بالعربية « شيد وضع ثم اجلس » (بني وحط وكلس)، مشيرا إلى أن الحي الذي يفوق عمره 3 قرون، منح لعاصمة سوس الكثير من الشخصيات البارزة في مجالات عدة لعبت دورا كبيرا في الإرتقاء بمجالات اختصاصاتها وبصمت على تاريخ حافل لن ينساه الأكاديريون خاصة أبناء حي بنسركاو، ذُكِر بعضها في مؤلفات تاريخية مثل مؤلف العلامة المختار السوسي « خلال جزولة » والذي تحدث فيه عن الإمام الشيخ محمد بن يحيى البنسركاوي المسكيني.
وأكد الفاعل الثقافي أن الحي أنجب أيضا نساء ورجال في عالم السياسة من قبيل جميلة المصلي وزيرة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة سابقا، وعبد اللطيف وهبي، وزير العدل حاليا الذي عاش جزءًا من طفولته بحي بنسركاو ودرس في مرحلة من عمره بمدرسة الوحدة صاحبة التاريخ المجيد والمتواجدة بحي بوتاسرا، بالإضافة إلى هرم سياسي محلي حينما كانت الانتخابات البرلمانية في شكلها القديم تمتد من إمسوان إلى أيت ملول وكانت سوس تُمَثَّل بنائب برلماني وحيد، الحاج الحسن إدومغار، ابن حي بنسركاو، كما تقلد منصب كاتب مجلس النواب في مرحلة سابقة.
وترعرع في الحي بحسب موربو، ثلة من الفنانين والمجموعات الغنائية على رأسها مجموعة أودادن الشهيرة والفنان حميد إنرزاف فضلا عن فريق رجاء أكادير لكرة القدم والحركة الكشفية التي تعد من أقدم الجمعيات بالمغرب، كما أنجب أيضا أساتذة جامعيين وأطر شغلوا مناصب مختلف في عدة مؤسسات عمومية وخاصة، علاوة على شعراء وأدباء على سبيل المثال لا الحصر، الشاعر عبد الله الحوفي والأديبة زهرة ديكر وغيرهما، مشيرا إلى أنهم لعبوا دورا هاما في منح الحي إشعاعا ثقافيا هاما وجعلوا منه منطقة مدججة بالنجوم والقامات العلمية الكبيرة التي يضرب بها المثل في الملتقيات الوطنية.
من جانبه، أشار الحسن الضيف، المهتم بتاريخ بنسركاو، إلى أن الحي له باع طويل وتاريخ مجيد ليس فقط في ذاكرة سوس وإنما على صعيد ذاكرة المغرب بحيث كان ملتقى للقوافل التجارية الدولية وكان سكانه معروفين بممارستهم للفلاحة والزراعة والصيد البحري وغيرها من المهن التي تضمن لهم قوت يومهم.
وأضاف المتحدث في تصريح لـLe360، أن الحي ما يزال يحافظ على بعض من معالمه على غرار مدرسة الوحدة حيث درس عدد كبير من أبناء المنطقة وتخرج منهم الكثير وتقلدوا مناصب مختلفة، ويعود تاريخ تشييدها حسب المؤرخين، يقول الضيف، إلى مرحلة الثلاثينيات، علاوة على مدرسة « بوزري » ذات معمار خاص لا يشبه المعمار السائد في المنطقة.