وأوضح الحسَن بوشيت، المسؤول الأول للمجموعة ذات النفع الاقتصادي صبار اصبويا للجيل الجديد بأيت باعمران، أن المساحات التي كانت مزروعة فيها نبتة الصبار «أكناري» قبل ظهور الحشرة القرمزية كانت تفوق 53 ألف هكتار، تتسيد فيها جماعة اصبويا بإقليم سيدي إفني، ما يقارب 70 في المئة من هذه المساحة في ما تتوزع النسبة المتبقية على باقي الجماعات الترابية منها مستي وتيوغزة وغيرها.
وأضاف المتحدث، في تصريح لـLe360، أن الأرقام التي كان يُصرح بها تفوق معاملات الصيد البحري سنويا على مستوى إقليم سيدي إفني، إذ يتجاوز رقم معاملاتها 23 مليار سنتيم قبل أن تظهر الحشرة القرمزية سنة 2018 وتقضي على آمال الباعمرانيين وتقلص بشكل كبير المساحات المزروعة ما أدى إلى تدني رقم المعاملات إلى مستويات غير مسبوقة، مشيرا إلى أن المجموعة تعمل إلى جانب المديرية الإقليمية للفلاحة بسيدي إفني على برنامج من أجل غرس الصبار المقاوم للحشرة وكذلك المحافظة على الأصناف القديمة «موسى وعيسى».
وقال عبد الجلال بورويدي، أحد السكان المتضررين بجماعة اصبويا، في تصريح مماثل، إن السكان كانوا يعتمدون في مورد رزقهم اليومي على فاكهة الصبار ويواجهون بها شبح البطالة وكانت تشجعهم على الاستقرار بالمنطقة رغم مغريات المدينة، إلى أن طفت إلى السطح الحشرة القرمزية وحولت هذا المورد الرئيس إلى كابوس فاضطر عدد كبير من الجيران إلى مغادرة الدوار الذي يقطن به بحثا عن قوت آخر يسدون به رمقهم.
بدوره أكد رشيد مومن، أحد سكان جماعة اصبويا بإقليم سيدي إفني، في تصريح لـLe360، أن المعيش اليومي للسكان غزته الحشرة وأخفته عن الوجود ما جعل البطالة تنتشر بشكل واسع في صفوف أبناء المنطقة وكذا المهنيين الآخرين الذين لهم ارتباط مباشر بهذا المنتوج من أرباب الشاحنات والمشتغلين معهم، مضيفا والألم يعتصر قلبه: «للي كنا كنعيشو منو ولادنا وبناتنا ونقريوهم به مشا، دبا ها حنا خدامين متفائلين عاود كنزرعو هذا الجديد لعل وعسى يعطي الثمار ديالو وتعود العجلة للدوران كما ولفنا».
في الجانب الآخر، أفاد دادي الأنصاري، المدير الإقليمي لوزارة الفلاحة بسيدي إفني، أن مصالح المديرية قامت بمجهود جبار بتنسيق مع مختلف السلطات والجمعيات المهنية والسكان من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه منذ ظهور الحشرة، مشيرا إلى أن الوزارة عملت من خلال المعهد الوطني للبحث الزراعي على خلق 8 أصناف من الصبار المقاوم للحشرة القرمزية.
وأضاف المسؤول ذاته في تصريح لـLe360، أن العملية بدأت بتخليف نبتة الصبار المكوَّنة من الأصناف المذكورة ولقيت ترحيبا واسعا من لدن فلاحي منطقة أيت باعمران، كما أعطت أكلها بعد تعميمها على مختلف الجماعات الأكثر تضررا منها جماعات اصبويا ومستي وتيوغزة وغيرها، مسجلا انخراطا كليا للجميع في سبيل إعادة هذه الفاكهة إلى سابق عهدها لتحقيق المردودية المطلوبة والحفاظ على استقرار الأسر بهاته القرى وضمان مورد عيشهم المعتاد على مر التاريخ.