وبالنظر لكون جل دور توزيع الكتب والمستلزمات المدرسية بالجملة توجد بالعاصمة الاقتصادية، فإن الإقبال عليها، يكون طبيعيا، كلما اقترب الدخول المدرسي، وهو ما يساهم في خلق رواج تجاري كبير، مادام الأمر يتعلق بتوفير كل المستلزمات للآلاف التلاميذ إن على المستوى المحلي والجهوي أو الوطني.
ففي فضاءات هذه الدور وجنباتها بالعاصمة الاقتصادية، لا تكاد العين تخطيء عمليات الرواج، التي تبدأ بالبيع، ثم النقل صوب مختلف، المكتبات، التي تجد في الكتاب المدرسي ومختلف المستلزمات (دفاتر، أوراق، أغلفة، أقلام... إلخ )، فرصة لإنعاش أنشطتها التسويقية.
وبالرغم من تسجيل حالة تقترب من البطء التجاري والخدماتي نتيجة سفر العديد من العمال لقضاء مناسبة عيد الأضحى بين أهلهم وذويهم، وسريان مفعول أجواء عيد الأضحى وما بعدها على مستوى العاصمة الاقتصادية، فإن قطاع توزيع الكتب والمستلزمات المدرسية بالجملة، كسر هذه الأجواء لأن هناك متطلبات ذات طابع استعجالي لها ارتباط بالدخول المدرسي.
ومن أجل تسليط الضوء على واقع عمليات توزيع الكتب والمستلزمات المدرسية بالجملة، استقت وكالة المغرب العربي للأنباء، تصريحات لمسؤولي عدد من الدور المكلفة بالتوزيع بالجملة، حيث أكدوا كلهم أن هذه العمليات تمر في أجواء عادية وطبيعية، وهو ما يعكسه الإقبال الكبير على هذه المستلزمات، استعدادا للدخول المدرسي.
وفي هذا الصدد، أبرز حسن بلعتيق مدير دار الفجر، أن هذا الإقبال يهم زبناء على المستوى المحلي والوطني، الذين يحرصون على التعامل مع الموزعين الكبار، في إطار معاملات تجارية عادية كل ما اقترب الدخول المدرسي.
ولفت إلى أن هذه المعاملات تتم بشكل سلس سواء تعلق الأمر بعمليات البيع والسداد، أو النقل واللوجيستيك، حيث يتكفل بعض الزبناء بنقل بضاعتهم، في حين تتم عمليات الشحن والإرسال لزبناء آخرين بمختلف مناطق البلاد.
ومن جهته اعتبر السيد عبد الهادي الدحماني الرئيس المدير العام لمؤسسة دار النهضة، أن عمليات التوزيع ومختلف المعاملات، تتم مع جميع المكتبات محليا ووطنيا، لأن الأمر يتعلق تقريبا بنفس الزبناء " الذين تعودنا التعامل معهم ".
وحسب السيد الدحماني، فإن الموزعين والناشرين، عانوا كثيرا هذه السنة كما السنة الماضية، لأن بعض المقررات (الفرنسية، التربية الإسلامية) وقع فيها تغيير، كما قال، " دون علمنا، وهو ما جعلنا نتكبد خسائر مالية "، مشيرا إلى أن هامش الربح بالنسبة للموزعين محدد أساسا في 5 بالمائة.
وفي السياق ذاته اعتبر عدد من الكتبيين، الذين يسوقون الكتب المدرسية ومستلزمات أخرى بالتقسيط، أن العديد منهم حرصوا على التزود بالكتب المدرسية قبل عيد الأضحى، لأنهم كانوا يخشون عدم توفر هذه المستلزمات خلال الأيام القليلة التي تعقب مناسبة عيد الأضحى.
وحسب هؤلاء الكتبيين، فإن العديد من الأسر اقتنت فعلا المستلزمات المدرسية الخاصة بأبنائها، في حين أجلت أسر أخرى هذه العملية في انتظار البدء الفعلي للموسم الدراسي.
وفي معرض تطرقهم للجانب المتعلق بأثمنة هذه المستلزمات، أبرزوا أن ثمن الكتاب المدرسي الموجه للمدارس العمومية تحدده الدولة، أما باقي المستلزمات فإن ثمنها يكاد يكون معروفا بالنسبة للجميع.
وتبقى الإشارة إلى أن تسويق الكتب والمستلزمات المدرسية، بكل حيثياتها، تشكل محطة مهمة في العملية التعليمية التعلمية، لأنها الأساس الذي يمهد لكل موسم دراسي.