تأتي أهمية هذه الندوة العلمية في كونها ستُعطي للحاضرين إمكانية فهم المراحل التاريخيّة التي مرّ منها المغرب الحديث وأيضاً عملية تحرير الوطن من القوى الاستعمارية وصولاً إلى مرحلة المطالبة بالإصلاحات ومعها الاستقلال. وهو سياق تاريخي مركّب يحبل بالعديد من الأحداث المركزيّة في القرن العشرين والتي ما يزال تأثيرها كبيراً إلى حدود اليوم. إنّ معرفة المسار التاريخي الذي مرّ منه المغرب للحصول على استقلاله والتراكمات الفكرية والاجتماعية التي حقّقها، يُعتبر أحد العوامل الرئيسة والأساسية لفهم ما يعيشه المغرب اليوم داخل مُحيطه الدولي. إذْ تكتسي عملية تحرير الوطن دلالة كبيرة في التمثّلات السياسيّة الوطنية، لكونها تدخل في عمق الذاكرة التاريخيّة الجمعية ومكانتها في تشكيل الصور والدلالات والتمثلات المُتّصلة بالوطن.
غير أنّ مجموعة الباحثين المشاركين ضمن هذا اللقاء الفكري، سيُقدّمون فهماً مغايراً في عملية الانتقال من تحرير الوطن صوب تحرير الإنسان وفق محطات ومسارات. وهي نظرة مغايرة تُعطي مكانة كبيرة للفرد داخل وطنه وتدعو من خلال ذلك إلى إعادة التفكير في الفرد والاستثمار في الإنسان، باعتباره أصل الإنسان ومحوره الكوني. ذلك إنّ الأفراد داخل المجتمع هم من يقاومون ويحققون الثورات والإصلاحات ويستردّون المجد لأوطانهم.