نور الدين أفاية ضمن اللائحة الطويلة لجائزة الشيخ زايد

محمّد نور الدين أفاية

محمّد نور الدين أفاية . DR

في 21/11/2022 على الساعة 18:00

تضمنت اللائحة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للكتاب، التي تمّ الإعلان عنها قبل أيام، كتاب "صور الوجود: بين السينما والفلسفة" للمفكر محمّد نور الدين أفاية، الصادر حديثاً عن المركز الثقافي للكتاب.

ويعتبر محمّد نور الدين أفاية، من أبرز المفكّرين المغاربة الذين قدّموا درساً فلسفياً مغايراً بالنّظر إلى ما هو موجود داخل الجامعة.

خاصّة وأنّ صاحب "معرفة الصورة" يعد أكثر المفكرين الذين توسلوا مفاهيم جديدة مثل بالصورة والسينما والنهضة والديمقراطية والفضاء العمومي، من أجل اجتراح خطاب فكري أقرب إلى الفكر المعاصر.

سيما وأنّ مفاهيم الصورة والمتخيّل، ماتزال غائبة عن التأليف العربي، بسبب تمركز هذا الفكر حول قضايا ماضوية لم يعُد أحد يقوى على تتبع مساراتها العصية على القراءة والفهم، لكونه لا يعثر فيها على أيّ جديدٍ يُعوّل عليه في عملية فهم الواقع الذي ينتمي إليه.

وفي الوقت الذي تتحوّل فيه شعب الفلسفة إلى فكر خاطب فقهي، لا تخرج موضوعاته عن الخطاب الديني والفكر العربي، يظلّ أفاية أميناً لنمط من الفكر المعاصر، كما نعثر على بعضٍ من ملامحه الفكريّة عند كلّ من جيل دولوز وموريس ميرلوبونتي وريجيس دوبريه وغيرهم.

ولم يكن كتاب "صور الوجود" أوّل كتاب يُتوّج مسار محمّد نور الدين أفاية، بل سبق له الفوز بالعديد من الجوائز المرموقة مثل جائزة أهمّ كتاب عربي سنة 2015 عن كتابه "في النقد الفلسفي المعاصر: مصادره الغربية وتجلياته العربية". لهذا فإنّ القارئ لكتابات أفاية، سيجد فيها بحثاً أصيلاً عن المعلومة ونمطاً مختلفاً من التفكير وقُدرة مُذهلة على استقراء النصوص وإعادة توليفها مع مختلف السياقات التاريخية والمنطلقات الفكرية.

ويتميّز كتابه الأخير بقدرة متفرّدة على الخوض في قضايا وإشكالات ذات صلة بالسينما ومُتخيّلها من خلال مجموعة من المشاريع الفكريّة التي عملت على مقاربة الفكر السينمائي. يقول في مقدمة الكتاب "يدخل الكتاب في إطار الفكر الفلسفي، ويعرض تصورات ومواقف فلاسفة معاصرين مكرسين من الظاهرة السينمائية، وهو لا يقتصر على إعادة صياغة ما يتداول حلو العلاقة بين الفلسفة والسينما أو فلسفة السينما أو الحديث عن سينما فلسفية، وهي موضوعات تتوفّر فيها دراسات كثيرة".

فالسينما، لا يقربها المفكّرون العرب ولا يطرقون بابها للتفكير في خصوصياتها الفلسفية وما يُمكن أنْ تُتيحه من إمكاناتٍ ثرّة وغنية. فصاحب "الصورة والمعنى" حدس بهذا مُبكّراً منذ أواخر السبعينيات، فجعل مُجمل دراساته الفكريّة نتاج تفاعل مع فكر الصورة والمتخيل البصري عموما، كما هو الحال مع كتب من قبيل: "الصورة والمعنى" و"معرفة الصورة" ثمّ "صور الوجود" الذي وصل قبل أيام للائحة الطويلة لجائزة الشيخ زايد.

تحرير من طرف أشرف الحساني
في 21/11/2022 على الساعة 18:00