اليونيسكو يحتفي باليوم العالمي للفنّ الإسلامي

DR

في 18/11/2022 على الساعة 16:24

تحتفل البلدان العربيّة يوم 18 نونبر 2022 باليوم العالمي للفنّ الإسلامي، بعدما تم الإعلان عنه من طرف المؤتمر العالم لـ"اليونيسكو" خلال دورته الـ40 التي انعقدت سنة 2019 اعترافاً بأهمية هذا الفنّ الضارب في قدم الحضارة العربيّة الإسلامية.

هذا ويُشكّل الفنّ الإسلامي، أحد أهم مكونات الحضارة العربيّة، بوصفها فنّاً مؤثّراً في خصوصية الإنسان العربيّ داخل حياته اليوميّة لكونه يمتح أبعاده الفكرية من الإسلام. وعلى الرغم من صعوبة تأكيد أصل ومنبع بعض عناصر جماليّاته الزخرفية المُستمدّة من الحضارتين الإغريقية والرومانية، فإنّ علاقة هذا الفنّ بالإسلام تبقى واضحة على مستوى المعالم الفنّية والرؤى الجماليّة والمنطلقات الفكريّة.

وهذا الأمر، جعل الكثير من المستشرقين ينتقدونه بدعوى أنه ليس فنّاً خالصاً كما هو الحال مع المستشرق أوليغ غرابال. وبغضّ النّظر عن بعض انتقاداته لهذا الفنّ، تظلّ كتابا غرابال من أهم ما كُتب عن الفنّ الإسلامي في العالم، نظراً إلى الدور الذي لعبه في التعريف بهذا الفنّ في كتبه المتعلّقة بـ "الزخرفة، الأشكال والوظائف في الفنّ الإسلامي" و"التفكير في الفنّ الإسلامي: جمالية الزخرفة" وغيرها من الكتب بالفرنسيّة والإنجليزية.

لكنْ في مقابل هذا المستشرف، نعثر على الكثير من الأسماء الغربيّة وقد قدّمت متوناً فكريّة ـ تاريخيّة أصيلة حول هذا الفنّ الذي رافق سيرة الإسلام منذ الهجرة إلى منتصف القرن التاسع عشر.

حيث ستتغيّر بعض معالم التسمية التي كانوا يطلقونها عليه، بعدما بدأت تظهر داخل الأدبيات الفكريّة عبارة "الفنّ العربي" الذي غدا يقصد به مجموع الإنتاج الفنّي الصادر داخل البلاد العربيّة، رغم وجود بعض الدول الآسيوية، التي تتوفّر على نتاج كمّي كبير لهذا الفنّ، وتُعدّ معالمه العمرانية من أجمل تحف ونماذج هذا الفنّ الموجودة في العالم ككلّ، كما هو الحال في باكستان والهند على سبيل المثال لا الحصر.

ونظراً للسحر الذي غدا يمتلكه الفنّ الإسلامي، فإنّ تأثيره وحضوره اليوم داخل مؤسّسات غربيّة يتزايد يوماً بعد يوم، لدرجةٍ أنّ الاهتمام به عربياً بدأ ينخفض، مقارنة بالمتاحف الغربيّة التي تستعيد دوماً سيرة هذا الفنّ من خلال معارض وندوات و"كاطالوغات" و"مونوغرافيات" تسعى إلى التعريف به وإبراز أهمّ ملامحه وجماليّاته.

وهو الأمر الذي أكدته رسالة المديرة العامة لليونيسكو أودري أزولاي بمناسبة هذا اليوم بقولها: "نحيي هذا العام أوّل احتفال باليوم الدولي للفنّ الإسلامي، الذي أعلن بغية الاحتفاء جماعة بالتراث الإسلامي الرائع الذي تشكل عبر أربعة عشر قرناً من الزمن، والذي لا ينفك يتجدّد، ويتحوّل، ويؤثّر في شتى ثقافات العالم بأسره".

هذا وتجدر الإشارة بأن "اليونيسكو، هي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، تقوم رسالتها بالأساس على إرساء السلام من خلال التعاون، عبر مجموعة من البرامج التي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة، بما يجعل المنظمة تسعى إلى جعل الثقافة داخل الحياة اليوميّة، بدل أنْ تكون مجرّد فولكلور فصلي أو سنوي مرتبط بمناسبات معينة.

تحرير من طرف الحساني أشرف
في 18/11/2022 على الساعة 16:24