بالفيديو: باحث يستعرض تاريخ موسم الخطوبة بإملشيل ويوضح المغالطات حوله

يوسف أيت لمقدم، أستاذ باحث ومهتم بالتراث الأمازيغي، قال إن موسم إملشيل هو موسم ارتبط تاريخيا بالولي الصالح سيدي أحماد والمغنّي، الذي ترجع حقبته إلى فترة دخول المرابطين للمنطقة، مشيرا إلى أن سيدي احماد والمغني كان فقيها يعلم الناس الفقه والأصول.

وأضاف أيت لمقدم أن الولي سيدي احماد والمغني كان قبلة لأهالي المنطقة الذين كانوا يزورونه من أجل التبرك وطلب الدعاء بالصحة والشفاء وأشياء أخرى، لافتا إلى أنه بوفاة سيدي احماد والمغني شرعوا في تنظيم هذا الموسم تيمنا بالولي الصالح.

وعن علاقة الموسم بأسطورة حب "إيسلي وتسليت"، أفاد المتحدث أن الأمر يتعلق بأسطورة تتحدث عن قصة حب كانت تجمع عاشقين "إيسلي وتسليت" والتي ظلت أسيرة عداوة بين القبيلتين وهما فرعين لقبيلة آيت حديدو. وأمام رفض الآباء فضل العشيقين الانتحار ببحيرتين "إسلي" تعني (العريس) و"تيسلت" (العروسة).

وبخصوص الشائعات المثارة حول الموسم باعتباره محطة لعرض الفتيات للبيع، قال أيت لمقدم، أن الأمر يتعلق بتنظيم عرس جماعي تسبقه ترتيبات مسبقة من خطوبة تنقصها سوى عملية توثيق عقد القران التي تتم في موسم الخطوبة.

وكان موسم الخطوبة ومهرجان موسيقى الأعالي في إملشيل وبومزو بإقليم ميدلت، قد شهد اليوم السبت 24 شتنبر 2022، تنظيم حفل عقد قران جماعي لفائدة 35 زوجا ينحدرون من المنطقة وباقي المناطق المجاورة، وذلك وسط أجواء من الفرح والبهجة.

وأشرف على توثيق عقد القران أربعة عدول ينتمون لمركز الريش بإقليم الريش، بحضور عامل الإقليم وعدد من الشخصيات المدنية والعسكرية وروؤساء المصالح الخارجية بميدلت.

ودأب أهالي منطقة إملشيل على إحياء هذه العادة كل سنة من خلال تنظيم موسمي الخطوبة والزواج الجماعي، تشبتا منهم بعادة الأجداد فضلا عن تشجيع الشباب على الزواج وتكوين أسرة.

وشملت فقرات الموسم المنظم على مدى ثلاثة أيام تنظيم أمسيات فنية تنشطها مجموعات شعبية فلكلورية، ومعرض للمنتوجات المجالية والصناعة التقليدية، وكذا ورشات وحملات للتوعية حول العديد من القضايا الاجتماعية.

ويهدف تنظيم موسم الخطوبة ومهرجان موسيقى الأعالي في إملشيل وبوزمو إلى النهوض بقطاع السياحة والمساهمة في التنمية الاقتصادية بالجماعات الترابية للمنطقة، من خلال الحفاظ على الأصالة والقيم الإنسانية والاجتماعية والثقافية للسكان المحليين.