أصبح حال هذه المعلمة التاريخية التي شهدت أحداثا رياضية كثيرة، خصوصا في رياضة كرة القدم، لا يسر الأوساط الرياضية البيضاوية والوطنية، بل أكثر من ذلك أصبح يهدد حياة عشرات الآلاف من أوفياء الاتحاد البيضاوي.
أكدت سميرة الزاولي، الرئيسة السابق لفريق الاتحاد البيضاوي لكرة القدم، في اتصال هاتفي مع Le360، أن حالة الملعب الذي يحمل اسم والدها، تدمي القلوب، مشيرة إلى أنه في الوقت الذي كان كل المتتبعين للشأن الوطني بصفة عامة، وأبناء الحي المحمدي بصفة خاصة، ينتظرون التفاتة من المسؤولين لتكريم المرحوم العربي الزاولي، الذي قدم الكثير للكرة المغربية، تم تحويل الملعب، في وقت سابق، إلى مرآب كبير تضع فيه شركة النظافة حاوياتها الصغيرة وصناديق القمامة وجمع الأزبال.
وتابعت الزاولي أن كل الفعاليات بالحي المحمدي تنتظر تحرك السلطات المسؤولة بالمدينة لإصلاح هذه المعلمة التاريخية الآيلة للسقوط، بفعل الشقوق والتصدعات التي تشهدها مدرجاتها، وذلك تفاديا لأي مأساة إنسانية، قد تحدث جراء انهيار أحد مدرجات هذا الصرح الرياضي في غفلة من الكل.
من جانبه، قال أحمد بريجة، النائب الأول لرئيس مجلس المدينة، في اتصال هاتفي مع Le360، إن الاعتمادات الخاصة بإصلاح ملعب العربي الزاولي مرصودة، باعتبار أن مجلس المدينة خصص ميزانية تبلغ حوالي 32 مليارا لإصلاح بعض الملاعب في مدينة الدار البيضاء، في مقدمتها مركب محمد الخامس.
وتابع النائب الأول لرئيس مجلس المدينة أن الإجراءات الخاصة بتأهيل ملعب العربي الزاولي جارية، إذ يبحث مجلس المدينة عن مكتب متخصص كفء لإجراء الخبرة على الملعب، قبل الشروع في أشغال الترميم، مشيرا إلى أن الشروع في عملية تأهيل هذا الملعب تبقى مسألة وقت ليس إلا، باعتبار أن الميزانية الخاصة بهذا المشروع مرصودة.
يأتي هذا في الوقت الذي أوضح فيه بعض المسؤولين الغيورين على ملعب العربي الزاولي لـLe360، أنهم قاموا بما يلزم للفت الأنظار للحالة السيئة للملعب، وعبر إداريو الفريق البيضاوي أنهم دقوا ناقوس الخطر، وراسلوا مجلس مدينة الدار البيضاء حول موضوع إصلاح الملعب، لكي يتعاونوا على إصلاح مرافقه، مبرزين أن هذا الإصلاح سيساعد الفريق البيضاوي كثيرا في المستقبل، مضيفين أنهم تلقوا وعودا وما زالوا ينتظرون تنفيذها.
زيارة قصيرة لملعب العربي الزاولي تجعلك تلاحظ تدهور حالة مرافقه، ملعب تدهور عشبه، مستودعات جدرانها متهالكة مشققة، أبواب متآكلة، مظاهر تنتظر تدخل القائمين على شؤون الملعب لإيجاد حل يعيد إلى الملعب بريقه، لعله يكون الخطوة الأولى لاسترجاع قوة "الطاس".
وكان ملعب العربي الزاولي قد احتضن مباريات كبيرة للعديد من الفرق البيضاوية، خصوصا كفريق الاتحاد البيضاوي، والرجاء الرياضي، والوداد الرياضي، إذ كان قطبا مدينة الدار البيضاء يلجآن إلى ملعب العربي الزاولي، كلما دعت الضرورة لذلك، بعد أي إغلاق للمركب الرياضي محمد الخامس، وشهد ملعب العربي الزاولي إبداعات لاعبي الاتحاد البيضاوي، الذي كان رقما صعبا في كرة القدم البيضاوية، لكن الظروف المادية عصفت بتاريخه، وهو الآن يعاني في صمت في أقسام الهواة.
العربي الزاولي، الذي يحمل الملعب اسمه، يعد من بين المؤسسين لفريق "الطاس"، إذ تقلد مهمة رئاسته وتدريبه. وتوفي الزاولي عام 1987، تاركا فريقا كبيرا خلفه، وثم تكريمه بتسمية ملعب الفريق الحالي باسمه، لكن منذ وفاة العربي والفريق في حالة مد وجزر من خلال نتائجه، قبل أن ينتهي به المطاف في قسم الهواة.
