إقصاء الأسود المبكر: قلة تجربة.. واختيارات خاطئة

DR

في 24/06/2018 على الساعة 13:30

هزيمتان، عدم تسجيل أي هدف، هذه حصيلة المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم، لحدود الساعة في نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا.

أكيد أن الجميع محللين وأطر تقنية، أجمعوا على أن المنتخب الوطني المغربي قدم مستوى مستحسنا في المباراتين اللتين خاضهما "الأسود" في المونديال أمام إيران والبرتغال.

والأكيد أن الجميع شعر بالفخر بعض المستوى الجيد، والقتالية الكبيرة التي أبان عنها لاعبو المنتخب المغربي في المونديال، لكن الأكيد أيضا أنه يجب إصلاح مكامن النقص لاستغلال هذا الجيل.

قبل أن ندخل في الأسباب التي جعلت المنتخب الوطني يودع المسابقة العالمية من المباراة الثانية، لا بد من الإشارة إلى نقطة مهمة، وهي أن الجمهور المغربي الذي يعتبر من بين الأفضل في العالم، إن لم نقل الأحسن في المونديال، بحضوره الكبير وطريقة تشجيعه الفريدة.

العالم تابع كيف ساندت الجماهير المغربية، عزيز بوحدوز الذي سجل هدفا ضد مرماه في آخر الدقائق وأهدى الفوز للمنتخب الإيراني، وقرب الأسود من الإقصاء في مونديال غاب عنه المنتخب الوطني لفترة ليست بالقصيرة.

الكل شاهد الطريقة التي دفعت بها الجماهير المغربية، لاعبي المنتخب المغربي أمام أصدقاء كريستيانو رونالدو، وكيف صفقت للاعبين بعد نهاية المقابلة رغم الهزيمة والإقصاء.

هذا يظهر أن الجمهور المغربي يشجع كل من يبلل القميص الوطني، ويقاتل من أجل رفع الراية المغربية عاليا، وذلك رغم مرارة الإقصاء.

والأكيد أن للإقصاء أسباب وملاحظات بدت واضحة في المبارتين أمام منتخبي إيران والبرتغال، وكانت سببا في الخروج المبكر من نهائيات المونديال الروسي أهمها:

الفعالية في الهجوم:

خلال المباراتين الأوليين للمنتخب الوطني المغربي بالمونديال، لم يسجل الأسود أي هدف وذلك رغم المحاولات العديدة التي أتيحت له، بحيث غاب التركيز عن أصدقاء المهدي بنعطية، والفعالية أمام المرمى.

وقد اختار رونار الاعتماد على الكعبي في أول مباراة رغم قلة تجربته، وعدم مشاركته في أية مباراة رسمية مع الأسود في التصفيات، بينما أبقى على هداف الأسود خالد بوطيب ونجم التصفيات في كرسي الاحتياط، الأمر الذي زاد من تعقيد مهمة خط الهجوم، خاصة أن المشاركة في تظاهرة من حجم المونديال يتطلب لاعب مجربين وبثقة أكبر.

ويبقى أيضا غياب وليد أزارو عن هجوم الأسود، رغم تألقه الكبير واللافت رفقة الأهلي المصري، وحضور بوحدوز الذي منح هدية للإيرانيين، من النقاط السوداء في اختيارات رونار، خاصة أن أزارو نجح في تسجيل أهداف كثيرة ويجيد اللعب برأسه ورجليه معا، وحضوره كان سيمنح قوة إضافية لخط هجوم الأسود.

تغييرات مفاجئة:

لن يختلف اثنان أن الناخب الوطني هيرفي رونار، قدم الإضافة للنخبة الوطنية منذ توليه قيادة المنتخب الوطني، غير أنه أقدم على تغييرات مفاجئة لم تقدم الإضافة، بل أربكت خطوط المنتخب، منذ المباراة الأولى، عندما فضل الاعتماد على نور الدين أمرابط كمدافع أيمن، في الوقت الذي كان يفترض أن يعتمد فيه على المدافعين حكيمي في الجهة اليمنى، وحمزة منديل في الجهة اليسرى، خاصة أن الأخير لعب المباريات الودية الأخيرة، كاملة واعتقد الجمهور المغربي أنه سيكون أساسيا في تشكيلة المنتخب الوطني.

وزاد رونار الطينة بلة عندما قرر الاعتماد على سفيان أمرابط، الذي يلعب في وسط الميدان، مكان أخيه في الجهة اليمنى، والتي لم يسبق أن وظفه فيها، فما كان من الأخير ألا أن تسبب في خطئ كان في غنى عنه، سجل منه الإيرانيون هدف الفوز.

قرارات رونار المفاجئة تواصلت في المباراة الثانية، إذ قرر بشكل غير مفهوم، إبعاد أمين حاريث الذي أختير أفضل لاعب في مباراة المغرب أمام إيران، عن مواجهة البرتغال، شأنه شأن المدافع البارز والقوي رومان سايس، وفضل عليه مروان داكوستا، الذي كان أضعف لاعب في التشكيلة.

وبدل أن يصلح رونار أخطاءه ويحتفظ بتوابثه، فضل إحداث تغييرات ساهمت بشكل كبير، في تلقي الأسود لهزيمة ثانية أنهت مشوارهم في المونديال بسبب أخطاء الثعلب الفرنسي.

نقص التجربة والتسرع:

غياب المنتخب المغربي عن المشاركة في المونديال منذ نسخة 1998، لعب دورا كبيرا في الإقصاء خاصة في المباراة الأولى أمام إيران، حيث عرف المنتخب الإيراني كيف يخطف الفوز من الأسود، إذ بدا لاعبو المنتخب المغربي متوثرين كلما اقتربت المباراة من النهاية، فضلا عن التسرع في جل أطوار المباراة، إذ بحثت النخبة الوطنية عن التسجيل بسرعة، بينما لعب المنتخب الإيراني على الهجمات المرتدة والتي شكلت خطورة كبيرة.

الأفضل بين المنتخبات العربية:

أشاد جل محللي القنوات العالمية، بالمستوى الكبير الذي ظهر به المنتخب الوطني المغربي مؤكدين أنهم لا يستحقون الإقصاء، وأن أداءهم كان الأفضل بين المنتخبات العربية المشاركة، خاصة أنهم لم يتلقوا هزائم ثقيلة مثل المنتخب السعودي أو التونسي.

وما زاد من استغراب المتتبعين والمحليين أن الأسود كانوا الأفضل من خلال الاحصائيات في مبارتيهم أمام إيران والبرتغال، إلى أن النتيجة خانتهم، وعجلت بإقصائهم من المونديال الروسي.

ماذا بعد ؟

الآن وبعد الإقصاء من المونديال بات على أبناء رونار، تقديم مباراة في المستوى أمام منتخب إسبانيا يوم غد الإثنين، وبعدها أن يصبح تحقيق لقب كأس إفريقيا 2019 هدفا للنخبة الوطنية.

يجب أيضا نسيان المونديال واعتبار المستوى الذي قدمه الأسود كإنجاز، نعم شهدنا قتالية اللاعبين التي غابت منذ فترة ليست بالقصيرة عن المنتخب المغربي، غير أنه الآن يجب طي صفحة كأس العالم وتحديد الأهداف الجديدة للنخبة الوطنية.

كما يجب الحفاظ على استقرار الإدارة التقنية بقيادة هيرفي رونار، وإصلاح مكامن النقص لاستغلال هذا الجيل كما صنعت مصر بجيلها وحققت العديد من الألقاب.

لمزيد من أخبار الرياضة، زوروا موقع http://ar.sport.le360.ma

تحرير من طرف إلياس البطاحي
في 24/06/2018 على الساعة 13:30