"حدث في رمضان" (ح2): طارق بن زياد يفتح الأندلس!

DR

في 21/06/2015 على الساعة 22:00

"حدث في رمضان"، سلسلتكم الرمضانية على Le360 تسافر عبر التاريخ المغربي لتنفض الغبار عن أحداث علقت في الذاكرة المغربية عبر القرون، وكان شهر رمضان مسرحا لها، من فجر تاريخ المغرب الإسلامي إلى المغرب المعاصر، مرورا بفضائح ومحاكمات شهيرة، نعيد وإياكم ترتيب سيناريو هذه الأحداث.

في هذه الحلقة الثانية من "حدث في رمضان" نعود قرونا إلى الوراء، إلى أحد أهم الأحداث في التاريخ الإسلامي، وأحد أهم مفاخر العرب والأمازيغ على حد سواء. نحن في شهر رمضان من عام 92 للهجرة الموافق لسنة 711 ميلادية، عين موسى بن نصير قائدا في بلاد المغرب الأقصى من طرف الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، ليقوم بن نصير بتكليف القائد الأمازيغي طارق بن زياد بحامية عسكرية على طنجة، في هذه الأثناء، كان الحاكم على مدينة سبتة هو الكونت يوليان، الذي ليس سوى نائب للإمباراطور البيزنطي لذريق، حاكم طليطلة المنيعة، قبل أن يثور عليه ويصبح حاكما مستقلا لسبتة وما جاورها. والسبب في هذا التمرد حسب ما توريه كتب التاريخ هو اعتداء لذريق على ابنة يوليان، وهنا مربط الفرس، حيث استغل موسى بن نصير هذه الخصومة ليستميل يوليان لصالح المسلمين، حتى صار دليلهم في الفتح الإسلامي للأندلس.

وقبل حوالي سنة من عام الفتح، أي في رمضان 91 هجرية، أرسل موسى بن نصير رجلا أمازيغين يدعي طريف، وهو الإسم الذي خلد لمدينة طريفة في الجنوب الإسباني الحالي، طريف هذا، كانت مهمته استطلاعية لتعداد عدد جيوش العدو في الأندلس.

وبعودة طريف إلى المغرب الأاقصى، بدأ العد العكسي للفتح الإسلامي، حيث ركب طارق بن زياد البحر رفقة 7000 من الجنود أغلبهم من أمازيغ المغرب، ليصل الخبر إلى المك لذريق، الذي جهز جيشا قوامه 100 ألف شخص، ما جعل طارق بن زيد يتريث قبل التقدم، فجاءه مدد من موسى بن نصير بـ5000 جندي، فصار تعداد جيش المسلمين 12 ألف شخص

ومعهم يوليان يدلهم على عورة البلاد ويتجسس لهم الأخبار، فأتاهم لذريق في جنده والتقى الجيشان على نهر لكة، يوم الأحد لليلتين بقيتا من رمضان سنة (92هـ)، واستمرت المعركة ثمانية أيام، وأخذ يوليان ورجاله يخذلون الناس عن لذريق ويقولون لهم: " إن العرب جاؤوا للقضاء على لذريق فقط ، وإنكم إن خذلتموه اليوم صفت لكم الأندلس بعد ذلك"، وأثر هذا الكلام في الجنود فاضطرب نظام جيشه، وفر الكثير منهم، وخارت قوى لذريق ، لما رأى جنده يفرون أو ينضمون للمسلمين، وهجم طارق على لذريق فضربه بسيفه فقتله ، وقيل: إنه جرحه، ثم رمى لذريق بنفسه في وادي لكة فغرق ، وهزم الله لذريق ومن معه وكتب الغلبة لطارق بن زياد وجيشه.

بعد هذا الفتح، توالت انتصارات المسلمين في الأندلس، وعظم شأنهم، إذ سيطول بهم المقام في هذه الأرض زهاء 8 قرون، ستشهد أمجد عصور المسلمين، قبل التفرقة والتقهقر، ثم بدء حملات الاسترداد، إلى أن يسقط آخر حصون المسلمين في غرناطة سنة 1492.

للتعمق أكثر: الكامل في التاريخ لابن الأثير - مراسلة يوليان لموسى بن نصير

التاريخ الأندلسي من الفتح الإسلامي حتى سقوط غرناطة-الحجي، عبد الرحمن.

في 21/06/2015 على الساعة 22:00