ملثمون يقتلون أفراد عائلة بالرصاص في بلدة محاصرة بالثلوج

Dr

في 03/02/2015 على الساعة 21:00

أقوال الصحفشهدت إحدى القرى القريبة من مدينة بني ملال سيناريو هوليودي بعد أن قام مجهولون باقتحام منزل وقتل ثلاثة أشخاص رميا بالرصاص ليفروا هاربين، المثير أن الناجية الوحيدة من هذه المجزرة أنقذتها الحيلة بعدما تظاهرت بالموت لتتجنب اختراق الرصاص، الحادث حضر في ثلاث يوميات هي "الأخبار" و"الأحداث" و"المساء".

خصصت يومية "الأخبار" صدر صفحتها الاولى لخبر إقدام ملثمين على قتل صاحب ضيعة واثنين من أقربائه رميا بالرصاص، فيما تدخلت مروحية لنقل زوجته في حالة حرجة إلى أحد مستشفيات ميدنة مراكش.

وقالت "الأخبار" في تفاصيل الخبر على صفحتها الثانية، إن سكان الجماعة القروية "تيزي نيسلي" التابعة لإقليم بني ملال، صباح اليوم الثلاثاء، اهتزوا على وقع جريمة بشعة ونكراء راح ضحيتها ثلاثة أشخاص وأصيبت سيدة بجروح بالغة، جراء إصابتهم بطلقات نارية يرجح أنها من بندقية صيد.

وأفادت اليومية وفق مصادرها أن جناة مجهولين هادموا ليلا صاحب مسكن وضيعة فلاحية في عقده السابع بدوار "تدمامين" بالقرب من بلدة "أغبالو نكرور" النائية والمحاصرة بالثلوج، حيث ما سمع رب الأسرة نباح الكلاب حتى خرج ليتفقد الأمر، مشعلا مصباح يدويا، ليتلقى طلقتين ناريتين في الصدر ويسقط ميتا في الحين أمام باب مسكنه.

وتضيف "الأخبار" أن دوي الطلقات النارية عجل بخروج زوجة الضحية (في عقدها السادس) التي تلقت بدورها طلقة نارية أصابتها في أحد أطرافها لتسقط مغمى عليها، وواصل الجناة مجزرتهم وفعلهم الشنيع دون رادع إنساني، حيث دخلوا إلى إحدى غرف المسكن الذي كانت ترقد فيها ضيفة من أقارب رب الأسرة، رفقة ثلاثة من أبنائها، وأطلقوا النار دون رأفة ولا رحمة عليها وعلى طفلها البالغ من العمر 11 سنة، الذي يتابع دراسته في المستوى الخامس ابتدائي، ليردوهما قتيلين في الحال، فيما نجا بأعجوبة رضيع بقي في منظر مؤلم يبحث عن ثدي أمه وسط بركة من الدم.

وتزيد "الأخبار" أنه خوفا من قتلها بدورها تظاهرت الزوجة بالموت رغم آلام الإصابة، حيث وما أن تأكدت من فرار الجناة الذين تركوا آثار أقدامهم بالأوحال والثلوج بعد عبثهم بأثاث المنزل واستيلائهم على مخزون أحد الصناديق، قصدت وهي تئن من شدة الألم أحد المساكن المجاورة البعيدة لتخبر جيرانها بما وقع، حيث جرى إخبار السلطات وعناصر الدرك الملكي الذين حضروا إلى مسرح الجريمة بعد تجمهر سكان الدواوير المجاورة، وباشروا تحقيقاتهم حول ملابسات هذه الجريمة، اتي لازالت دوافع ارتكابها بهذا الشكل الرهيب غامضة لحد الآن.

وبدورها خصصت يومية "الأحداث المغربية" حيزا هاما من صفحتها الأولى للجريمة البشعة، وكتبت اليومية أن 500 شخصا من الدوار ذاته حملوا جثث الضحايا في مسيرة على الاقدام عدة كيلومترات وسط الثلوج والبرد، للاحتجاج على غياب سيارة نقل الأموات.

من جهتها قالت يومية "المساء" التي فتحت صدر صفحتها الأولى بخبر مقتل ثلاثة أشخاص في بني ملال، مضيفة وفق مصادر لم تسمها أن ثلاثة اشخاص لقوا مصرعهم رميا بالرصاص بدوار تدمامين على يد مجهولين يرجح أن يكونوا لصوصا.

وزادت "المساء" أن جثث الضحايا الثلاثة نقلت صباح الثلاثاء إلى مستودع الأموات بالمركز الاستشفائي الجهوي لبني ملال، أمام احتجاج السكان على ـأخر الاستجابة لمطلبهم بتوفير مروحية لمطاردة المعتدين قبل خروجهم من تراب الجماعة الجبلية ومن الإقليم خاصة، فيما نقلت زوجة صاحب الضيعة المدعو محمد أغودا المصابة بعيار ناري إلى المستشفى العسكري بمراكش.

وأوردت "المساء" أن سكان "تيزي نسلي" اجتجوا على تباطؤ رجال الدرك في تسخير مروحية عسكرية تمكن من القبض على اللصوص، مؤكدين أنهم احتجوا شفويا في وقت سابق، على انتشار الرعب في المنطقة دون تمكنهم من تقديم شكايات مكتوبة خوفا من الانتقام.

وأضافت الجريدة وفق مصادرها أن جماعة "تيزي نسلي" وجماعات مجاورة، كجماعة بوتفردة وأغبالة وناوور، أصبحت في السنوات الأخيرة مرتعا للعصابات وتجار المخدرات بالإضافة إلى العصابات المنظمة في التفحيم السري وتدمير غابات الجبال المجاورة.

القتل بالأرقام

رغم أن الغموض يبقى سيد الموقف في مذبحة بني ملال، سيما وأن اللصوص في العالم القروي لم يلجؤوا ابدا إلى اقتحام المنازل وقتل كل من فيها بدم بارد، مما يجعل علامات الاستفهام حول دوافع هذه الجريمة تتناسل دون توقف.

وإذا كانت أكثر من 70 في المائة من الجرائم التي ترتكب في المغرب تستعمل فيها أدوات حادة، و3 في المائة تتم بالخنق، فإن القتل بسلاح ناري يعد أمرا نادر الحدوث.

فحسب الأرقام فإن سنة 2014 عرفت تسجيل 436 جريمة قتل نفذت بطرق مختلفة.

في 03/02/2015 على الساعة 21:00