"داعشي" يهاتف سفارة فرنسا من داخل سجن القنيطرة ليطلب تحسين ظروفه!

أرشيف

أرشيف . DR

في 22/01/2015 على الساعة 22:27

أقوال الصحفلم يعد خطر "داعش" وعناصرها مقتصرا على الأرض أو على شبكات الويب، وإنما فاق أسوار السجن، فعناصر التنظيم لا يكلون من عمليات التجنيد داحل السجون، وإنما بلغ بهم الأمر للاتصال بالعالم الخارجي وطلب مساعدة أجنبية لتحسين ظروفهم في الحبس، هذا ما كشفت عنه يومية "المساء" في عددها ليوم غد الجمعة.

أوردت يومية "المساء" أن محمد صالح اتامك المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج اضطر إلى إيفاد لجنة تفتيش مصغرة إلى السجن المركزي بالقنيطرة، بعد توصله بمعلومات مؤكدة، تشير إلى قيام أحد سجناء خلية "داعش" الموجود رهن الاعتقال بالسجن نفسه، بمهاتفة السفارة الفرنسية الكائن مقرها بالعاصمة الرباط.

وكشفت مصادر "المساء" التي أوردت الخبر على صفحتها الأولى، أن الاتصال الهاتفي، الذي أجراه نزيل بحي (هاء) بالسجن المركزي، وهو محسوب على أنصار الدولة الإسلامية، خلق حالة من الاستنفار بمندوبية السجون، وهو ما دفع التامك إلى التعجيل بإرسال مفتشين إلى سجن عاصمة الغرب للقيام بتفتيش دقيق لزنزانة السجين "الداعشي" بغاية حجز الهاتف النقال الذي تحدث به مع سفارة فرنسا.

واضافت "المساء" أنه فيما تحيط مندوبية مندوبية السجون الحادث بتكتم شديد، أكدت الصحيفة أن المفتش العام محمد بادة حل بالسجن المركزي بالقنيطرة، رفقة المدير الجهوي، وتوجه مباشرة إلى زنزانة السجين (أ.ع) وهو فرنسي من اصول جزائرية، كانت السلطات الأمنية المغربية قد أوقفته في ميناء طنجة المتوسط، في 26 يوليوز الماضي، بعد الاشتباه في صلته بالتنظيمات الإسلامية المتطرفة الموالية لـ"داعش" وتجنيد الشباب للجهاد في بلاد الشام.

واضافت "المساء" وفق مصادر لم تسمها، فإن اللجنة سالفة الذكر أخضعت غرفة السجين الفرنسي لتفتيش جد دقيق، كما عاينت محتويات الزنزانة من أغطية وفراش، ولم تعتثر بحوزة المعتقل على أي ممنوعات أو اشياء محظورة.

وأضافت "المساء" أن السجين الفرنسي كان قد ولج المغرب بتاريخ 21 يوليوز السنة المنصرمة، قادما من ليبيا عبر تونس، بعدما سبق له أن قاتل في صفوف تنظيم القاعدة في المنطقة الأفغانية الباكستانية بعد تجربة مماثلة في البوسنة، قد اتصل هاتفيا بالسفارة الفرنسية، وطلب منها التدخل لدى مندوبية السجون لتحسين ظروف معتقلي "داعش" داخل السجن المركزي، وعزلهم في زنازن مشتركة بعيدا عن سجناء الحق العام.

وقالت "المساء" إن مصادرها تحدثت عن وجود تصرفات مريبة يقوم بها معتقلو خلية "داعش" دون أن تتصدى لها إدارة السجن المركزي رغم خطورتا، من قبيل غض الطرف عما قاموا به الجمعة المنصرم، حينما قام أحدهم، ويدعى عبدالوهاب، بإلقاء خطبة الجمعة، التي جاءت فقراتها مليئة بعبارت كلها سب وقذف في رموز الدولة ومقدساتها.

داعش خطر حتى في السجن

إنه لأمر محير أن يطلب داعشي من فرنسا التدخل لتوفير ظروف أحسن لسجناء "داعش" دون باقي السجناء، خاصة وأن باريس ومثقفيها ييشحذون أقلامهم مؤخرا لإقامة معازل حقيقة في سجونهم، معازل خاصة بالمسلمين، اي "ابرتايد" جديد خاصة بالمؤسسات السجنية الفرنسية.

الجدل الذي برز بعد أحداث "شارلي إيبدو" حول مدى احترام حقوق الإنسان، تمخض عن كيفية الحؤول دون أن يستغل المتطرفون السجن للترويج لأفكارهم والقيام بعمليات غسل دماغ لنزلاء آخرين، فكيف لداعشي أن يستنجد بفرنسا "الكافرة" لتساعده في تحسين ظروف سجنه في المغرب؟

في 22/01/2015 على الساعة 22:27