بالفيديو: مشاكل التعليم عن بعد تعمّق معاناة التلاميذ والأسر والأمهات

le360

في 26/09/2020 على الساعة 11:16

تقف العديد من المشاكل والعراقيل كحجر عثرة أمام الأسر والتلاميذ من أجل إنجاح تحربة التعليم عن بعد، يضمن تحصيلا علميا جيدا وتكافؤا في الفرص بين جميع التلاميذ، خصوصا الأسر ذات الإمكانيات المحدودة. (روبورتاج)

لاشك أن تجربة التعليم عن بعد ليس خيارا إراديا بل أمرا فرضته وأملته التطورات السريعة للحالة الوبائية في المغرب، التي ما انفكت تتفاقم أسبوعا بعد أسبوع مع ارتفاع حالات الإصابات وكذا الوفايات، بيد أن هذه التجربة الجديدة على النظام التعليمي في المغرب تواجهها العديد من المعيقات التي تحول دون تحقيق تعليم لائق لجميع فئات المجتمع، خصوصا تلك المتوسطة والهشة التي أنهكتها التداعيات الاقتصادية والاجتماعية لجائحة كورونا، لتنضاف لها مصاريف ونفقات التعليم عن بعد، التي أثقلت كاهل الأسر أكثر مما هي عليه.

(تصوير ومونتاج: خديجة الصبار)

وبهذا الخصوص، أكدت ماريا، وهي ربة أسرة تعيل ثلاثة أطفال وتقطن بغرفة بمنطقة درب غلف بالدارالبيضاء، أنها تعاني بشدة هي وأولادها من تجربة التعليم عن بعد، حيث أن ضيق ذات اليد والظروف الاقتصادية والاجتماعية جد المتردية منعتها من توفير مستلزمات التعليم عن بعد لأبنائها، إذ أن مدخولها اليومي بالكاد يكفيها لإحضار طعام تسد به جوع ثلاثة أفواه، أما الحديث عن توفير اشتراك في الإنترنت أو شراء لوحات إلكترونية أو حواسيب، فهو أمر يدخل في المستحيلات، على حد قولها.

وأضافت ماريا أنها رغم وضعيتها الاقتصادية جد الصعبة، حاولت إدخار القليل من المال خلال فصل الصيف لشراء هاتف ذكي يُمَكِّنها هي وأطفالها من مواكبة عملية التعليم عن بعد، غير أن الأمر لم يكن بتلك البساطة، حيث أن أبناءها الثلاثة يدرسون في غالب الأحيان في وقت متزامن، إذ يفرض ذلك تواجد ثلاثة هواتف، علاوة على تعبئة الإنترنت التي تنتهي بمجرد تحميل درسين أو ثلاثة دروس مصورة كحد أقصى، فضلا عن وجود مشاكل عدة في فهم مضامين الدروس وصعوبة التفاعل في العالم الافتراضي.

ورغم اختلاف الإمكانيات والظروف الاجتماعية، أكدت بدورها زهرة وهي أم لطفلين الأول يدرس في المستوى السادس والثاني في الحضانة، في تصريح لـ Le360، أنها تواجه صعوبات كثيرة مع تجربة التعليم عن بعد، فبالإضافة إلى الأعباء المادية العديدة التي انضافت إلى الأداء الشهري لرسوم المدرسة الخاصة، فإنها تواجه مشاكل عدة في مواكبة طفلها للتعليم عن بعد، حيث أن لا المنظومة التعليمية ولا الأسر ولا التلاميذ ليسوا مهيئين حاليا لهذا النوع من التعليم، على حد قولها.

© Copyright : خالد كدار - Le360

وأشارت زهرة إلى أنها رغم توفيرها للوسائل الخاصة بالدراسة عن بعد لابنها، غير أن العديد من المخاوف تراودها حول تعامل طفلها مع الانترنت ومع اللوحة الإلكترونية، كونه يبقى وحيدا في المنزل لساعات طويلة، لتواجد الأب والأم في مقرات عملهم طوال اليوم.

وأوضحت المتحدثة ذاتها أن ابنها يعاني من قصر حاد في النظر، وأن جميع الأطباء نصحوها بعدم ترك طفلها يقترب من الهواتف أو الحواسيب، لما يشكله ذلك من خطر على صحة نظره، وهو مشكل من نوع آخر حيث أن الدراسة عن بعد تحتم على ابنها البقاء على الأقل لأربع ساعات أمام الحاسوب.

من جهة أخرى وارتباطا بالتعليم الحضوري في المؤسسات التعليمية، كشفت إحصائيات حديثة لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، أن فيروس كورونا تسبب في إغلاق 118 مؤسسة تعليمية تستقبل حوالي 61 ألف تلميذة وتلميذ، وذلك بعد تسجيل حالات إيجابية بداخلها وصل مجموعها إلى 1428 إصابة (413 حالة إيجابية في صفوف التلاميذ و807 حالات بين أساتذة، و129 حالة همت الأطر الإدارة التربوية و79 حالة من الأطر الأخرى). 

تحرير من طرف أميمة كبدي
في 26/09/2020 على الساعة 11:16