بالصور: تراكم الأزبال والنفايات يُفقد شواطئ الفحص أنجرة جمالها

DR

في 20/08/2020 على الساعة 08:00

بعدما تحولت مجموعة من شواطئ القصر الصغير، في الآونة الأخيرة، إلى قِبلة لسكان طنجة وإقليم الفحص أنجرة و أصيلة، ومعهم عدد من الزوار والسياح من مدن مغربية مختلفة، تسبب تنامي انتشار الأزبال والنفايات على طوال هذه الشواطئ في خفض نسبة التوافد والاستمتاع لدى المصطافين الباحثين عن الاستجمام.

الوجهة الاستثنائية:

كورونا وإجراءات الحجر الصحي حرما ساكنة طنجة على الخصوص من الانتقال لشواطئ المدينة بغية السباحة والاصطياف، غير أن تصنيف إقليم الفحص أنجرة ضمن المنطقة الأولى في إطار مخطط التخفيف التدريجي للحجر الصحي، جعل شواطئها، المنتشرة من منطقة سيدي قنقوش حتى منطقة الدالية، وجهة استثنائية للمصطافين القادمين من طنجة خصّيصا، والتي ما تزال ضمن لائحة المدن المصنفة في المنطقة الثانية.

وتضل شواطئ واد اليان، والزرارع، والديكي، والرتاحة، وسيدي قنقوش، والدالية وفرديوة والزرارع والزهراء، ناهيك عن شاطئ القصر الصغير، من أجمل الشواطئ الواقعة تحت النفوذ الترابي لإقليم الفحص أنجرة، والتي عرفت منذ بداية شهر غشت الجاري توافد عدد من المصطافين من طنجة وخارجها، بفضل ما يُميّز هذه الشواطئ الممتدة على طول أزيد من 15 كيلومترا والتي تُعرف بطبيعتها الخلابة ومياهها النقية وأمواجها الهادئة.

أزبال وروائح تزكم الأنوف:

أضحى الإهمال الكبير الذي تعيش تحت وطأته شواطئ القصر الصغير، من قبل مسؤولي الجماعات القروية بالمنطقة، العنوان الأبرز للمنظومة التي تُسيّر بها شواطئ المنطقة، بالنظر إلى غياب آليات الجماعة عن العمل، خصوصا في فصل الصيف.

وفي حديثه لـle360، قال أحد أبناء المنطقة إن شباب الإقليم وعدد كبير من الفاعلين دقوا، أكثر من مرة، ناقوس خطر الأزبال والنفايات الصلبة والسائلة، التي تعج بها شواطئ المنطقة، لكن دون جدوى. وأوضح المتحدث ذاته أن تقاعس الجماعات القروية في أداء مهامها حوّل عدد من الشواطئ ذات الصيت الوطني والعالمي إلى مقبرة للنفايات التي تراكمت بالشواطئ وحولتها إلى مزبلة حقيقية دون أدنى تدخل من قبل المسؤولين عن القطاع بجميع الجماعات القروية، خصوصا تلك التي توجد شواطئ المنطقة تحت نفوذها الترابي.

من جانبه، أوضح مسؤول جماعي بجماعة القصر الصغير، أن افتقار الجماعة لآليات التدخل كالشاحنات والموارد المادية والبشرية، وكذا توجه المصطافين لمناطق شاطئية صعبة كالزرارع، فاقم من المشكل بشكل كبير، وأوضح المتحدث نفسه أن عددا من العائلات والأسر لا تفضل الاصطياف بالشواطئ المراقبة، والتي توجد بها آليات للنظافة، مُفضّلة التوجه لشواطئ يصعب على الشاحنات الوصول إليها، الأمر الذي أدى إلى انتشار الأزبال في الطرقات و بمحاذاة الشواطئ.

وكشف المصدر نفسه أن هنالك مجهودات تُبدل لتنظيف شواطئ المنطقة، كل مساء، غير أن ضعف الإمكانيات بات الهاجس الحقيقي الذي يقف سدا منيعا أمام منع انتشار النفايات والأزبال.

نداءات الإنقاذ:

لا تختلف وجهات نظر ساكنة منطقة الفحص أنجرة كثيرا عن وجهات نظر المصطافين والزوار لهذه الشواطئ، الدعوات متكررة لرفع التلوث عن المنطقة، وخصوصا تدبير كيفية نقل وجمع الأزبال والنفايات المنتشرة، والتي أفقدت شاطئيْ الديكي والزرارع جماليتيهما المعهودتين. هذا الانتشار الكبير، الذي يعانيه أيضا شاطئ الدالية، رغم احتفاظه باللواء الأزرق، يشكل حجرة عثرة أمام المصطافين والزوار، الذين يحاولون قضاء أوقات ممتعة بالشواطئ السالف ذكرها.

عدد من المصطافين سرعان ما غيروا، مؤخرا، وجهاتهم نحو شواطئ تطوان ومارتيل، خصوصا هؤلاء الذين يخافون على أطفالهم من خطر الجلوس في هذه الشواطئ المتسخة.

وتبقى آمال ساكنة الفحص أنجرة والمصطافين الزوار، رهينة بمدى إدراك الجهات المعنية لأهمية الحفاظ على نظافة الشواطئ ورمالها الذهبية، التي باتت تعاني من خطر اقتراب كارثة بيئية حقيقية.

تحرير من طرف سعيد قدري
في 20/08/2020 على الساعة 08:00