فيروس كورونا: هذا هو السبب الذي يفسر أن 786 شخص فقط هم الذين خضعوا للفحوصات في المغرب

DR

في 23/03/2020 على الساعة 19:04

نشرت وزارة الصحة، يوم الاثنين، على البوابة المخصصة لكوفيد -19، حصيلة تظهر أن 643 شخصا كانت نتائجهم سلبية. إذا أضفنا هذا الرقم إلى الحالات الـ143 المؤكدة حتى الآن، فهذا يعني أن أقل من 1000 فحص أُجري في المغرب. هل يجب أن نخاف من هذا الأمر؟

هذا الموقع الرسمي لوزارة الصحة على العنوان التالي: http://www.covidmaroc.ma ، هو بلا شك واحد من أكثر المواقع التي يتم زيارتها في المغرب في الوقت الحالي. على الصفحة الرئيسية، يظهر رسم معلوماتي، يوم الاثنين 23 مارس في الساعة السادسة مساء، عدد الحالات الإيجابية (143) والمرضى الذين تم شفاؤهم (5) والمرضى المتوفين (4) وأيضا الأشخاص الذين كانت النتائج بالنسبة لهم سلبية (643). هذا الرقم الأخير يثير بشكل خاص اهتمام بعض مستخدمي الإنترنت.

هذا يعني أنه إذا جمعنا الحالات المؤكدة وأولئك الذين ليسوا مرضى بفيروس كورونا، فإننا نحصل على ما مجموعه 786 أشخاص فقط تم فحصهم حتى الآن للتأكد من إصابتهم المحتملة بفيروس كورونا في المغرب. وهذا عدد صغير جدا عند مقارنته بعدد الاختبارات التي يتم إجراؤها يوميا في بلدان أخرى.

"هذا الرقم منخفض لأن الأمر يتعلق في هذه المرحلة فقط بإجراء تحليلات على عينات من أشخاص كانوا على اتصال مع الأشخاص المصابين بالفعل بالفيروس، الذين جلبوا المرض من الخارج"، يوضح مصدر حكومي في اتصال مع Le360. ويشير هذا المصدر إلى أن "الإجراء الذي تم تنفيذه لم يعتمد حتى الآن فحصا عاما" لجميع الأشخاص الذين يعانون من أعراض شبيهة بأعراض المصابين بفيروس كورونا.

وردا على سؤال طرحه Le360 بشأن حالات بعض المرضى المصابين تم تسجيلها خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضية، وتتعلق بأشخاص لم يعودوا من الخارج، يقر هذا المصدر بوجود حالات من أصل محلي، ولكن يستبعد إمكانية إجراءات اختبارات على نطاق أوسع.

ويعود السبب، بحسب هذا المصدر، في كون أن "الوسائل والبنيات الصحية محدودة"، مضيفا أن العديد من المرضى الذين لا تظهر عليهم أعراض مزعجة، مثل ضيق التنفس، لا يتم علاجهم في المستشفيات. ويوضح هذا المصدر أن هؤلاء المرضى يوضعون في الحجر الصحي في منازلهم "مع إمكانية نقلهم إلى المستشفى للعلاج إذا تطلب حالتهم ذلك وأن التحليلات تؤكد إصابتهم بالفيروس".

ويخلص هذا المصدر إلى أن "عدد الحالات السلبية يجب أن يزداد من حيث المبدأ عندما ينتشر الفيروس في بؤر، لكن الوضع لم يصل بعد إلى هذه المرحلة".

من جانبه، رحب مصدر طبي، طلب عدم ذكر اسمه، بالإجراءات التي اتخذتها الدولة مسبقا للحد من فيروس كورونا. لكن هذا المصدر قلق بشأن العدد الصغير جداً من الاختبارات التي أجريت حتى الآن في المغرب ولا يستبعد وجود "بؤر نائمة".

وأكد المصدر الطبي قائلا: "المثير للدهشة أن منطقة بني ملال – خنيفرة، التي تأوي المدن والقرى التي ينحدر منها العديد من المغاربة الذين يعيشون في إيطاليا، لم تسجيل إلا حالات قليلة (ثلاث حالات إيجابية فقط)".

ويوضح هذا المصدر الطبي أنه إذا تم إجراء الاختبارات بشكل عام في جميع الجماعات الحضرية في هذه المنطقة، "سيتم الإعلان عن حالات إيجابية أخرى". وأضاف: "الحجر الصحي الإجباري سيقلل بالتأكيد من انتشار الفيروس، لكنه لن يعمل بشكل عكسي على المصابين بالفعل".

لا يستبعد هذا الأخصائي زيادة عدد الوفيات في المغرب بسبب وباء كورونا، حتى إذا كان وجود الفيروس لا يمكن اكتشافه إلا من قبل الأطباء الشرعيين بعد الوفاة.

وأكد هذا المصدر على ضرورة التباعد الاجتماعي، "التي هي الإجراء الوحيد الذي قد يحصن الأشخاص إلى حد الآن ضد فيروس كورونا".

تحرير من طرف محمد شاكر العلوي
في 23/03/2020 على الساعة 19:04