رشيد بحير: الأمير مولاي هشام لم يدرس بالمعهد الملكي

رشيد بحير، برفقة الملك محمد السادس، حينما كان وليا للعهد، في إحدى الحصص بالمعهد المولوي.

رشيد بحير، برفقة الملك محمد السادس، حينما كان وليا للعهد، في إحدى الحصص بالمعهد المولوي. . DR

في 16/04/2014 على الساعة 14:30

عمل رشيد بحير بالمعهد الملكي خلال الفترة التي يتناولها الأمير مولاي هشام في كتابه. هو فاعل أساسي في المنظومة التعليمية بالمعهد المولوي، هذا ما يجعل شهادته ذات قيمة كبيرة، خاصة أن الرجل لا يتحدث إلا نادرا.

شهادة بحير في هذا الحوار تلقي ضوء الحقيقة حول فترة حاسمة في كتاب "مذكرات أمير منبوذ"، حيث ينفي مزاعم الأمير حول دراسته بالمعهد.

هل يمكن أن تعطينا نبذة عن مسارك؟بعد فترة قضيتها في الكشفية، انخرطت، قبل أربعين عاما، في تكوين الأمراء والأميرات. وفي سنة 1977 تمت ترقيتي كي أصبح حارسا عاما. وكان ذلك في الوقت عين فيه محمد شفيق في إدارة المعهد المولوي. وبما أنني كنت مسؤولا عن المؤطرين، فقد رافقت الملك محمد السادس، عندما كان وليا للعهد، وكذلك، أعضاء الأسرة الملكية في مسارهم التعليمي داخل المؤسسات البيداغوجية بالمشور بالرباط، وكذلك خلال مسارهم الجامعي.

سلط الكتاب الأخير الذي نشره الأمير مولاي هشام الضوء، جزئيا، على التعليم بالمدرسة المولوية، معتبرا إياه تعليما صارما وتقليديا. مارأيكم في وجهة النظر هذه؟

التعليم في المدرسة المولوية تعليم عصري ويقوم على الامتياز. و قد أراد المغفور له المرحوم محمد الخامس، بإحداثه لتلك المؤسسة أن تكون مرآة لصورة المغرب. بلد يحافظ على أصالته مع الانفتاح على آفاق مختلفة للمعرفة. وعندما كان جلالة الملك محمد السادس وليا للعهد، كرس المرحوم الحسن الثاني هذا المبدأ عبر الحرص على توفير تعليم يراعي المعايير البداغوجية الأكثر تطورا. وكان الأساتذة الذين يحملون جنسيات مختلفة يقوموا بمهامهم تحت إشراف الراحل الحسن الثاني الذي كان يلح على أن يعامل التلاميذ على قدم المساواة حتى خارج أسوار المدرسة.

في الكتاب نفسه، يؤكد مولاي هشام أنه ابن عمه ولي العهد سيدي محمد كان يتمتع بحظوة كبيرة مقارنة به في حصص الرياضة أو حصص التدريب العسكري..

اسمحوا لي بداية أن أؤكد لكم بأن الأمير مولاي هشام لم يسبق له أن درس قط بالمدرسة المولوية. لقد كانت صدمتي كبيرة عندما اطلعت على ما ورد في الكتاب حول هذا الموضوع. و أريد أن أعبر عن دهشتي الكبيرة وأتساءل عن أهداف هذه المغالطة إن لم أقل الأكاذيب. أشعر بحزن شديد لاضطراري اليوم إلى تكذيب أمير يتحدر من عائلة أكن لها الكثير من الاحترام.

ما هي الأنشطة المدرسية الموازية التي كان يشارك فيها بمعية ابن عمه ملك المغرب؟

لم يشارك الأمير مولاي هشام سوى في أنشطة قليلة بمعية جلالة الملك محمد السادس. على كل حال، تعد هذه الأنشطة على رؤوس الأصابع. و يجب أن أشير هنا، إلى أن الأمير مولاي هشام غادر سريعا الكشفية بعدما شارك مرة أو مرتين في أنشطتها، وذلك بسبب عدم ميله إلى الاختلاط بالمشاركين. فيما يتعلق بالرياضة، و بما أنه لم يكن في المدرسة الأميرية أو المدرسة المولوية، فإن الأمير لم يكن يشارك في الأنشطة الرياضية للأمراء. وبالتالي، فإن كل ادعاء بأن ولي العهد آنذاك سيدي محمد، كان ذا حظوة هو محض كذب براح.

فضلا عن ذلك، الحديث عن تدريب عسكري مواز للمسار الدراسة، فهو من وحي الخيال. فالأنشطة الوحيدة الموازية بالمعهد الملكي، والتي كنت أشرف على برنامجها، كانت ذات طبيعة ثقافية وفنية ورياضية.

يدعي الأمير كذلك صداقته للشيخ محمد بن زيد آل نهيان الذي جاوره في الفصل الدراسي بالمعهد الملكي...

مرة أخرى أقول إن هذا كذب براح. لم يسبق لسمو الأمير الشيخ محمد أن كان في المدرسة الأميرية أو المعهد الملكي. في حدود علمي، فقد تابع الشيخ مسارا تكوينيا آخر. الخطأ أو اللبس الذي وقع فيه صاحب الكتاب يمكن أن يعزى إلى كون المرحوم محد عواد، الذي كان مكلفا بتربية الأمراء و الأميرات، كان يسهر خلال فترة معينة على تربية الشيخ محمد بن زيد آل نهيان. أجدني مشدوها أمام الحقائق المغلوطة في هذا الكتاب. ولحسن الحظ، توجد وثائق وصور وروبورتاجات مصورة و شهود مازالو أحياء، يمكنهم أن يضعوا المعهد المولوي بعيدا عن أي محاولة للتغليط.

من يكون رشيد بحير؟
http://le360.ma/fr/sites/le360.ma.fr/files/assets/images/2014/04/-3_5_0.jpg بعد مرور بالكشفية، بدأ رشيد بحير مساره في تكوين الأمراء والأميرات منذ أزيد من 40 سنة. وفي سنة 1977، تمت ترقيته إلى مشرف عام، في الوقت الذي جاء تعيين محمد شفيق في إدارة المعهد المولوي. ورافق بحير الملك محمد السادس، حينما كان وليا للعهد، إلى جانب أعضاء الأسرة الملكية في مسارهم التعليمي داخل المؤسسات البيداغوجية بالمشور بالرباط، ولاحقا في صفوف الجامعة.

تحرير من طرف Le360
في 16/04/2014 على الساعة 14:30