جريمة إمليل.. كان من الممكن تفادي الفاجعة

DR

في 20/12/2018 على الساعة 10:17

ما من شك أن الجريمة المروعة التي وقعت بضواحي إمليل، وذهبت ضحيتها سائحتان اسكندنافيتان تحمل "توقيع" داعش، التي عرفت بتلك الطريقة في التصفية... السائحتان قادهما حظهما للتواجد في المكان الخطأ في التوقيت الخطأ.

من جهة، هناك منظمة إرهابية، لا تذخر جهدا في إيجاد موقع قدم لها بالمغرب الذي يقاوم الخطر الإرهابي.. وفي الجهة المقابلة هناك مغامرتان، دنماركية ونرويجية، تبلغان من العمر 24 و 28 سنة، قادهما الفضول وعشق المغامرة، لتسلق أعلى قمة في شمال إفريقيا جبل توبقال.

بين الجانبين، حدثت قصة روعت المملكة برمتها، خصوصا أنها وقعت في منطقة عرفت باستقبالها للسياح بكل حفاوة واحترام متبادل.

علامات "داعش" كانت ظاهرة في الجريمة، من خلال طريقة تنفيذها، لكن هناك حلقة مفقودة في القصة، يمكن للمرشدين السياحيين في المناطق الجبلية أن يؤكدوها، شأنهم شأن المغامرين وعشاق الرياضات الجبلية..فالسفر في منطقة مجهولة يستوجب التحضير القبلي، فقبل أن تمضي شهرا في منطقة معزولة، يقتضي أن نتسلح معدات للوقاية، أو أقل شيء طلب النصيحة من مرشد محلي.. فقد غاب عن ذهن السائحتين أن سياحة المغامرات تكون في المناطق الآمنة بمعية مرشدين محليين، يعرفون تفاصيل المنطقة.

كانت الضحيتان صديقيتان، لويزا فيستيراغر جيسبيرسن، طالبة دنماركية تبلغ من العمر 24 سنة، ومارين أولاند، نرويجية تبلغ من العمر 28 سنة، اختارتا المغامرة .. لحد الساعة كانت الأمور في نطاقها العادي.

على مقربة منهما، كان المشتبه بهم لأربعة يختبؤون، هناك، وفي الوقت الذي كانت فيه السائحتان تقومان بجولة في المكان، ظهرتا وكأنهما فريستان سهلتان للعناصر الأربعة... وهو ما لم يكن ليخطر ببال الضحيتين.

بعد إيقاف اول مشتبه به، يوم الاثنين، تم ايقاف الثلاثة الآخرين، صباح اليوم بمراكش، في الوقت الذي لا يزال شريط فيديو يظهر مجزرة ذبح لم يتم التأكد رسميا من صحته، ينتشر في مواقع التواصل الاجتماعي.

وكانت المديرية العامة للأمن الوطني قد قالت في بلاغ أمس "إن الفيديو لا يزال قيد التحليل على المستوى التقني، ولا يمكن تأكيد صحته أو نفيه.. وسيحسم في الأمر خلال ساعات".

الآن وبعد أن وقعت الفأس في الرأس، قتلت الصحيتان بفظاعة... وكان من الممكن تفادي الأسوأ بقليل من الحذر.

تحرير من طرف طارق قطاب
في 20/12/2018 على الساعة 10:17