ما بعد الباك..الهم الأكبر !

DR

في 05/07/2013 على الساعة 19:47, تحديث بتاريخ 05/07/2013 على الساعة 20:11

أقوال الصحفلعل أصعب ما في الباكالوريا، ليس الامتحان في حد ذاته، بل ما يعقب ذلك النجاح، إذ يجد جل التلاميذ أنفسهم تائهين بين مختلف العروض وكثرتها، وهو ما يطرح إشكالية التوجيه مع ما تفرضه المعاهد والمدارس من معايير تضع الناجحين في مفترق الطرق.

وخصصت جريدة الصباح لنهاية الأسبوع، ملفا للحديث عن ما بعد الباكالوريا وبدأت بالحديث عن الدورة الاستدراكية، حيث تحاول الوزارة الوصية تسهيل مأمورية التلاميذ المدعوين إلى الدورة الاستدراكية، إذ لجأت في السنة الماضية إلى إصدار قرار غيرت بموجبه الصيغة المعتمدة في حساب المعدل العام للامتحان الوطني الموحد بالنسبة للدورة الاستدراكية.

كما أبرز ملف الجريدة عن الشعب التي تستهوي التلاميذ الحائزين على شهادة الباكالوريا، ففي مدينة أكادير مثلا، يتسابق التلاميذ على شعب التسيير والهندسة والسياحة، معتمدين في ذلك على سمعة هذه الشعب، إذ أظهرت النتائج والمعطيات الواقعية والعملية أن 85 في المائة من الحاصلين على ديبلومات التسيير، يجدون الحل مباشرة بعد الانتهاء من المسار الدراسي والحصول على الديبلوم. وذلك في ظرف ثلاثة اشهر.

وكشفت النتائج نفسها أن 90 في المائة من الحاصلين على ديبلوم المهندسين يلجون سوق الشغل بسهولة، ومن بينهم 50 في المائة يشتغلون أثناء سنتهم الدراسية الخامسة، أي قبل الحصول على الديبلومات، وأن 80 في المائة من المتخصصين في السياحة يدمجون في الشغل مباشرة بعد الانتهاء من الدراسة.

كما تحدثت الصباح عن معاناة أولياء الناجحين، الذي يحتارون في مسألة توجيه أبنائهم، إلى جانب معضلة معادلة الديبلومات خصوصا تلك المقدمة من طرف المدارس الخاصة، حيث لا يزال الكثير من التلاميذ متوجسون من عدم معادلة شهادات المدارس الخصوصية العليا مع شهادات معاهد الدولة، وهو ما يجعل التلاميذ في حيرة من أمرهم.

ما بعد النجاح

منذ فترة ليست بالطويلة، لم يعد التوجيه الجامعي مسألة تخضع للاعتبارات البيداغوجية فقط، بل بدأت العائلات المغربية "تستثمر" في ابنائهم ودراستهم، فأصبحت شعب الهندسة والطب هي الأكثر طلبا بين صفوف أولياء التلاميذ، لما لهذين المجالين من حظوة في المجتمع، فقد أصبح التعليم الجامعي مرتبطا بتمثلات اجتماعية صرفة، بل إن هناك توجه حالي للأسر في تسجيل أبنائها في مؤسسات جامعية خصوصية تثقل كاهلهما ماديا.

لا يمكن إنكار أن تمت قناعة عند الأسر المغربية، مفادها إخفاق المدرسة العمومية والجامعة المغربية في تأدية وظيفتها التعليمية والتربوية، بل إنها تتسرع في إصدار أحكام قيمة على فشل التدريس بها، وهو الأمر الذي يجعل التلميذ المغربي يجد ذريعة جاهزة يعلق عليها أي فشل محتمل في التحصيل الجامعي.

قبل التفكير في إصلاح عميق للتعليم العالي، لا بد من ربطه بشكل مباشر بالتعليم الثانوي، حتى لا نقف على تمييع آخر ما تبقى من الجامعة المغربية، ويتحول روادها إلى تلاميذ في ثوب طلبة.

في 05/07/2013 على الساعة 19:47, تحديث بتاريخ 05/07/2013 على الساعة 20:11