"طبيب الأسرة".. تخصص جديد يثير زوبعة بكليات الطب المغربية

DR

في 24/09/2018 على الساعة 14:30

يعيش طلبة كلية الطب بالدار البيضاء، خلال هذه الآونة، أجواء من الترقب والانتظار، في ظل عدم معرفة مصيرهم بعد التخرج، وذلك عقب انتشار أنباء تتحدث عن تعويض تخصص "الطب العام" بتخصص جديد أطلق عليه اسم "طبيب الأسرة".

وفي اتصال بمصدر Le360 من داخل كلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء، يقول: "إن الإصلاح الجديد المتعلق بالمنظومة الطبية بدأ سنة 2015، حينها جرى إخبار طلبة السنة الأولى بأنهم سيصبحون أطباء متخصصين في "طب الأسرة" بعد 7 سنوات من الدراسة، واعدين إياهم بعقد اجتماعات لشرح تفاصيل هذا التخصص الأول من نوعه بالمغرب، إلا أن الطلبة لم يجدوا، لحدود الساعة، أي شرح، ولم تُعقد معهم أي اجتماعات".

وأضاف نفس المصدر أن "الإصلاح الجديد جاء بتغييرات كبيرة وشاملة، سيما في ما يتعلق بالمواد المُدرجة في تخصصات كليات الطب المغربية".

أما بخصوص مدة الدراسة، فيؤكد مصدرنا أن الطلبة كانوا يدرسون الطب لـ 7 سنوات من أجل الحصول على شهادة الدكتوراء (8 سنوات في حالة ما إذا تأخرت الامتحانات والنتائج)، أما الآن، وفي ظل دخول تخصص "طب الأسرة"، فبات من المحتمل أن يدرس الطالب 6 سنوات فقط ثم يجتاز اختبار الالتحاق بهذا التخصص الجديد، أو أن يدرس 7 سنوات متواصلة فيصبح "طبيب أسرة".

وشدد مصدر Le360 قائلا: "إن الخطير في هذا الأمر هو أن لاشيء مؤكد لحدود الساعة، وذلك بسبب عدم إعطاء إدارة الكلية الشرح المفصل لطلبتها، وهو ما يجعلهم في حيرة من أمرهم، وهنا تنبثق التساؤلات الكثيرة: هل سنصبح أطباء عامون؟ أم أطباء أسر؟ وكيف سيكون هذا التخصص؟ وماهو مجال اشتغالنا؟ وهل سنشتغل في القطاع العمومي أم في القطاع الخصوصي... هي أسئلة كثيرة تجعلنا بالفعل في حالة يغيب عنها الارتياح".

وتابع: "هل المواطنون المغاربة على علم بهذا التغيير الكبير الذي يطرأ على مستوى قطاع الصحة؟ وهل فعلا سيصبح هؤلاء الطلبة أطباء متخصصون في "طب الأسرة"، أم سيكون تخصصهم هو الطب العام؟ هل وزارتي التعليم العالي والصحة قادرتان فعلا على تهييء فضاء لهذا التخصص أم ستتركاننا إلى آخر لحظة لتخبراننا بأننا سنصبح متخصصون فقط في "الطب العام" بسبب عدم قدرتيهما على مواكبة إدخال التخصص الجديد؟ يقول مصدنا.

وعبر طلبة كلية الطب والصيدلة عن استيائهم التام من هذا الأمر، مشيرين إلى أن مسألة عدم إخبارهم بالتفاصيل التي تهم مستقبلهم تعد بمثابة "إهمال حقيقي"، ومحملين المسؤولية في ذلك للوزارة المعنية وكذا لرئاسة الجامعة التي ما فتئت تغير عمداء الكلية من حين لآخر. 

وفي اتصال Le360 بمكاتب التواصل التابعة لوزارة التعليم العالي، تماطلت هذه الأخيرة في الإجابة عن التساؤلات التي باتت تهم الرأي العام بشكل كبير، وما ينتظره طلبة الطب، والإعلام المغربي، هو الحصول على أجوبة واضحة من لدن وزارة التعليم، وذلك في ظل تأكيد وزارة الصحة لنا أن الأمر ليس من تخصصها بتاتا.

وتجدر الإشارة إلى أن عزيز أخنوش، بصفته أمينا عاما لحزب التجمع الوطني للأحرار، المشارك في الحكومة، كان قد اقترح إحداث "طبيب الأسرة" بالمغرب، يكون مكلفا بعدد محدود من الأسر، وذلك بغاية تخفيف الضغط على المستشفيات. 

تحرير من طرف عالي طنطاني
في 24/09/2018 على الساعة 14:30