أسبوع الخرافات بالمغرب.. أليس بينكم رجل رشيد؟

DR

في 17/06/2018 على الساعة 12:51

أبى شهر رمضان أن ينقضي إلا وهو يترك في النفس حسرة من تفشي فكر الخرافة في مغرب القرن الواحد والعشرين.. بدءا بظهور ملائكة تحلق في سماء مكناس ومرورا بالمهدي المنتظر الذي ظهر بأزيلال وانتهاء بـ"نبي" سرغينة الذي جيش الآلاف من اجل انتشال كنزه المفقود.

تميز شهر رمضان الذي ودعناه بترسيخ فكر الخرافة الذي يشكل امتدادا للقرون الوسطى، مع وجود اختلاف بسيط أن خرافات اليوم يجري تصويرها بهواتف ذكية لعقليات لا يمكن إلا وصفها بالغبية.

الملائكة تحلق فوق سماء مكناس؟

بدأت القصة ليلة السبت - الأحد الماضي، حين انتشر فيديو يظهر أطيافا "تحلق في السماء، وتتحرك كأنه تطير في تلك الليلة المقمرة، وبرد فعل متوقع، انخرط الشباب المكناسي الحاضر للواقعة في تصوير ما حدث، مع سماع أصوات خشوع وابتهالات ودعاوي، بما يؤكد أن الاجسام التي ظهرت هي بالفعل ملائكة، اختارت مدينة مكناس للتحليق فوق سمائها.

لعل ما ساهم في تصديق العوام للحدث، أن ليلة وقوعها كانت ضمن أواخر شهر رمضان، ما جعل البعض يعتقد أن في الأمر إشارة ربانية أن تلك الليلة هي بالفعل ليلة القدر.

بعد انتشار الخبر والفيديو في مواقع التواصل الاجتماعي، ولحسن الحظ، ظهر أشخاص يملكون الحدث الأدنى من المنطق ليفسروا ببساطة أن ما حدث ما هو إلا انعكاس لأضواء "بروجيكتور" منبعثة من مكان قريب، وجرى تحريكها بذلك الشكل الاحتفالي، وانعكست في ظلمة سماء مكناس، فكانت النتيجة هي ما شاهد الجميع واعتقد أنها ملائكة.

المهدي المنتظر يظهر بأزيلال؟

قبل فيديو الملائكة، كانت مدينة أزيلال الهادئة مسرحا لخرافة بشكل مختلف، يتعلق الأمر بملتح، لم تتبين بعد سلامتع العقلية من عدمها، ادعى أنه المهدي المنتظر خرج لتوه من سردابه لينشر العدل بين الناس ويمنع الجور ويقيم شعائر الله في الأرض في انتظار نزول عيسى.

الملتحي ابن مدينة أزيلال، يحكي قصته في فيديو، يقول إنه شعر بعلامات اصطفائه بين الخلق ليكون الإمام المهدي المنتظر منذ سنة 2015، قبل أن يعرقل رسالته عون سلطة من رتبة مقدم، بداعي وجود خلل عقلي لهذا الإمام، بل وصلت به الجرأة ليدعي انه وضعة آلة تلتف حول عنقه لتتبع مساره وتحركاته، مؤكدا أنه تعرض لمحاولة القتل.

كنز سرغينة الموعود

مسك خرافات شهر رمضان، كان بداية الأسبوع الجاري، بمنطقة سرغينة نواحي بولمان، حيث خرج شخص بين الجموع مسلحا برؤية تقول إن أحد جبال سرغينة تحتوي على كنوز ما رأت مثلها عين إنسان.

"نبي" سرغينة، تسلح بشريط فيديو لتجييش الآلاف، ووضع ليلة 26 رمضان موعدا لبدء عملية استخراج الكنز، لكن المثير هو أن عدد أتباعه فاق الآلاف، منهم من قدم من إسبانيا ووجدة طمعا في حصته من الكنز الموعود.

صعد الجميع للتلة، منتظرين إشارة من نبي سرغينة، الذي يشتغل سائقا لشاحنة تنقل الحجارة من مقلع مجاور، فبدأت عملية الحفر مع ذكر تعويدات، والكل أمل في غنم ما خف وزنه وغلا ثمنه، فكانت المحصلة هي أكياس بلاستيكية سواداء من حقبة ما قبل "زيرو ميكا" !

نهاية كنز سرغينة كانت متوقعة، حينم تم إيقاف صاحب الدعاية الكاذبة، الذي أوهم سكان المنطقة بإمكانية الانتقال من الفقر المدقع إلى الغنى الفاحش من خلال شق جبل سرغينة بدعوى أنه "مليء بالذهب"، غير أن الآلاف الذين سايروا "خرافته" وتجمعوا فوق قمة الجبل ملتحفين برايات المغرب وصور الملك محمد السادس، شعروا بالإهانة بعدما لم يجدوا ما تم حشدهم من أجله، فدخلوا في صدام مع "مول الكنز" الذي فر منهم، قبل أن تتدخل عناصر الدرك وتنقله إلى القيادة الجهوية للدرك الملكي ببولمان من أجل التحقيق معه، وفق إفادة مصادر محلية.

في 17/06/2018 على الساعة 12:51