بالفيديو: "قنابل" موقوتة.. أوقفوا مآسي "الشارجورات"!

Le360

في 06/05/2017 على الساعة 17:00

قبل أسبوع، مات أربعة أشخاص حرقا بمدينة أزيلال، بعدما نشبت النيران في شقتهم جراء انفجار شاحن هاتف! وقبل ذلك بأيام، قضى أربعة آخرون للسبب نفسه بمدينة سلا، وبين هذا الحادث وذاك تم تسجيل عدة حوادث مماثلة خلفت عدة جرحى ومصابين وخسائر مادية فادحة. ألم يحن الوقت لإيقاف هذه المآسي؟

"قنابل" موقوتة

صباح أمس الجمعة 5 ماي، نجا أفراد أسرة كاملة بحي مولاي رشيد بالدار البيضاء من الموت حرقا، بعدما اندلعت النيران في أثاث إحدى الغرف نتيجة انفجار شاحن هاتف محمول. واستطاع سكان البيت الفرار بجلودهم في الوقت المناسب، هربا من ألسنة اللهب، بالرغم من تأثرهم بكثافة الأدخنة المنبعثة من الأثاث المحترق.

ويوم الاثنين فاتح ماي، تسبب شاحن هاتف في اندلاع النيران في سيارة كانت تقطع الطريق بين أكادير ومراكش، وحين وصلت النفوذ الترابي لجماعة السعادة، تطايرت من داخلها كثلة نيران ملتهبة، لتتوقف على قارعة الطريق وتترجل من خلف المقود سيدة تبدو في العقد الثالث من عمرها، وقد أحاطتها النيران من كل جانب.

في تلك الأثناء، ترجّل من الجانب الآخر للسيارة شاب وهو يصارع عبثا النيران المشتعلة في رأسه، وسارع مواطنون في سعي لمساعدة الشابين وإخماد النيران الملتهبة بجسديهما، ليتمكنوا في نهاية المطاف من تخليص الضحيتين من ألسنة اللهب.

الحادث وقع بعدما ربطت السائقة (34 سنة- ربة أسرة أم لطفلين 13 و14 سنة) شاحن الهاتف بالمقبس داخل السيارة، قبل أن تتفاجأ بشرارة نتج عنها اندلاع حريق سرعان ما امتد إلى جسدي الراكبين.

وبدت المرأة متأثرة بالحروق الخطيرة التي ذوبت ملابسها فوق جسدها، ولم تستطع الصمود حيث فارقت الحياة يوم الأربعاء 3 ماي بقسم العناية المركزة بمستشفى الرازي بمراكش، متأثرة بحروق من الدرجة الثالثة، التي طالت مختلف أنحاء جسدها. أما رفيقها فقد أصيب بحروق بليغة على مستوى الرأس والوجه، فإنه ما يزال يخضع للعلاجات الضرورية بالمستشفى نفسه.

فاجعة أخرى مماثلة وقعت صبيحة السبت 29 أبريل بمدينة أزيلال، وذهب ضحيتها أربعة أفراد من أسرة واحدة، قتلوا متأثرين بحريق اندلع بسبب سوء استعمال شاحن كهربائي للهاتف النقال، فيما أصيب 3 آخرون بجروح متفاوتة الخطورة استدعت نقلهم عبر مروحية وسيارات الإسعاف الطبي إلى المستشفى الجامعي لمدينة مراكش.

وفي وقت سابق من شهر أبريل المنصرم، تسبب شاحن هاتف نقال في إزهاق أرواح 4 أفراد من أسرة واحدة بمدينة سلا، ويتعلق الأمر بالأب، الذي لقي مصرعه متأثرا بحروق بليغة، وثلاث طفلات تتراوح أعمارهن بين 11 و14 سنة، قضين اختناقا، فيما تم نقل الأم وطفلة أخرى إلى المستشفى لتلقي العلاجات.

حملة ضد الشارجورات المزورة

أمام كل هذه الفواجع، بادر عدد من المغاربة النشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى إطلاق حملة يطالبون من خلالها السلطات بمنع استيراد شواحن الهواتف المزورة، باعتبارها "قنابل" موقوتة تزهق الأرواح.

الناشط الجمعوي عبد العالي الرامي، الذي يقود هذه الحملة، طالب فعاليات المجتمع المدني بالمغرب بمراسلة رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، ووزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، وذلك بهدف منع تداول شواحن الهواتف المزورة.

وأكد الرامي في تصريحات صحفية أن الهدف من إطلاق حملة لمنع هذه "الشارجورات" عبر مواقع التواصل الاجتماعي يتمثل في ضرورة التوعية من خطورة بيع ودخول هذه السلع المزورة التي تهدد حياة المواطنين، ودعوة المسؤولين من سلطات محلية وجمارك لمحاربة مثل هذه السلع التي تضرب الاقتصاد الوطني.

وتطالب الحملة بقانون واضح يفضي إلى حماية المستهلك وتشديد المراقبة بهدف ضبط المعايير بدقة للمنتوجات التي تلج الأسواق، مع تنظيم حملات تحسيسية لفائدة للمستهلك بغاية حمايته.

من يتحمل المسؤولية؟

بشكل مهول، ارتفعت في الآونة الأخيرة حوادث اندلاع الحرائق بسبب شواحن الهواتف المحمولة، الشيء الذي يدفع إلى التساؤل حول دور الجهات المختصة في مراقبة عمليات استيراد هذه المنتوجات الإلكترونية، التي باتت تشكل "قنابل" موقوتة لا يكاد يخلو منها بيت.

بوعزة خراطي، رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، يحمّل المسؤولية بشكل مباشر إلى المستورد والصانع بالإضافة إلى الجهة المخول لها مراقبة عملية الاستيراد، وهي وزارة التجارة والصناعة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، بيد أنه لمح إلى أن القانون 24.09 المتعلق بسلامة المنتوجات والخدمات "ليست له مراسيم التطبيق، وبالتالي فهو لا يفيد في شيء".

وأوضح خراطي في تصريح صحفي أن هناك نوعين من المنتوجات، الأول يدخل بطريقة قانونية، والثاني يدخل عن طريق التهريب، منبها إلى أن المستهلك لا يستطيع التمييز بين المنتوجات التي دخلت بطريقة قانونية وبين التي دخلت عن طريق التهريب.

وأفاد خراطي أن المغرب ليس لديه مختبر خاص لمراقبة هذا النوع من المنتوجات، "كما أن هذه المنتوجات تباع بدون وثائق مرفقة".

هل تتحرك الحكومة؟

يبدو أن الحكومة انتبهت أخيرا إلى مكمن الخلل الذي يتسبب في إغراق الأسواق بالشواحن المزورة، إذ علم Le360 من مصدر بوزارة الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، أنه تقرر ابتداء من الخميس 4 ماي إخضاع عملية استيراد شواحن الهواتف المحمولة لمعايير جديدة.

وأوضح المصدر أن المصالح المختصة ستفرض على كل من يرغب في استيراد هذا النوع من البضائع أن يتوفر على شهادة مسلمة من طرف وزارة الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي.

لكن، وفي انتظار ما ستسفر عنه هذه الخطوة من "وضع حد" لدخول الشواحن المقلدة إلى المملكة، أشار المصدر ذاته إلى أن الأسواق الموازية تعرض حاليا الملايين من الشواحن المزورة، ما يعني أن خطر "القنابل" الموقوتة ما يزال قائما حتى الآن!

بالفيديو: ما هي أسباب انفجار "الشارجورات"؟

من أجل توضيح الحيثيات التي تؤدي إلى انفجار شواحن الهواتف، أجرى موقع Le360 مقابلة صحفية مع أحد التقنيين المختصين في الإلكترونيات، وذلك لكشف ما يحدث عند استخدام شاحن مزور، أو سلوك بعض العادات الخاطئة خلال شحن بطاريات الهاتف، قبل أن يختم المقابلة ببعض النصائح والإرشادات من أجل استعمال آمن لشواحن الهواتف.

كيف تعرف ”الشارجور” الأصلي من المقلد؟

© Copyright : DR

من الطرق المتداولة لمعرفة ما إذا كان الشاحن مزورا أم أصليا، تنزيل تطبيق على هاتف المشغل بنظام "أندرويد"، اسمه "Ampère"، حيث يمكن قياس أومبيرات الشاحن، فإذا كان أقل من 400 أومبير (Ampère)، فهو مزور، وإذا كان فوق ذلك فهو أصلي.

تحرير من طرف ميلود الشلح
في 06/05/2017 على الساعة 17:00