يبدو أن السياسة الإفريقية للملك محمد السادس بدأت تقلق الجزائر، فبعد يوم واحد فقط من لقاء الملك بالرئيس محمادو بوهاري بأبوجا، وجع بوتفليقة دعوة لنائب الرئيس ييمي أوسينباجو، لتستغل بذلك وكالة الانباء الجزائرية الأمر للتذكير بالمشاريع المشتركة بين الجزائر ونيجيريا، بينها أنبوب الغاز بين الجزائر ولاغوس، والذي يمتد لأوربا، وربط البلدين بخط من الالياف البصرية.
ويعود اتفاق أنبوب الغاز بين الجزائر ونيجيريا إلى يناير 2002، لكنه ولد ميتا، وفجأة يتذكر الرئيس الجزائري هذا المشروع بعد حوالي 15 سنة، في محاولة لبعثه من التراب، والرد على البادرة المغربية، مع فرق وحيد أن الجزائر أعلنت عن المشروع، والمغرب سينجزه.
في عرضه للخطوط العريضة لمشروع قانون مالية نيجيريا لسنة 2017، توقف الرئيس محمادو بوهاري عند المشاريع المغربية النيجيرية الموقعة، مخاطبا البرلمان بأهمية الاتفاقات التي جمعت بين الرباط وأبوجا، كان ذلك يوم الأربعاء الماضي. وقبل ذلك ترأس الملك محمد السادس بالدار البيضاء اجتماعا خصص لمشروع أنبوب الغاز، بحضور شخصيات عينها الرئيس النيجيري، وهو ما غاب عن الجزائر التي ظل فيها المشروع حبرا على ورق.
ويحاول النظام الجزائري، مرة أخرى، بيع الوهم لشعبه، بشعارات رنانة، وإلا كيف ينفض الغبار عن مشروع بعد 16 سنة من إقباره، لا لشيء سوى أن الجار المغربي اختار العمل والمضي قدما عوض رفع الشعارات.
لقد صار الجزائر بلدا تعوزه الأفكار، فلا شيء يصدر غير المحروقات، ولا تحركات ترصد إلا عندما يتعلق الأمر بمواجهة مسيرة المغرب، فصار بلدا لا ينتج شيئا سوى العداء.