قصة مثيرة لـ"حرب الحدود" تهيمن على النزال الانتخابي في فاس

DR

في 30/08/2015 على الساعة 12:45

النزال الانتخابي في جماعة أولاد الطيب بين رئيسها الحالي، رشيد الفايق، وحميد شباط، عمدة مدينة فاس المجاورة محتدم. شباط لا يفلت أي فرصة سانحة لمهاجمة غريمه، وأبرز خصومه في الجهة، في وقت يبحث فيه رشيد الفايق عن الفرص المواتية لتسجيل الأهداف في مرمى شباط.

في البداية كانت "حرب الحدود"، وفي الطريق كانت حروب سياسية، ثم حرب انتخابية، والنزاع بين القطبين في جهة فاس ـ مكناس لن يتوقف، على الأقل في المستقبل القريب.

رشيد الفايق، كان ينتمي إلى حزب الاستقلال، وكان من المقربين لعمدة فاس، لكن قضية اتهام عمدة العاصمة العلمية بـالاستحواذ على ما يقرب من 500 هكتار من أراضي الجماعة القروية دون وجه حق، دفعته إلى مغادرة حزب الاستقلال. الوجهة: حزب الأصالة والمعاصرة.

بالنسبة لجماعة أولاد الطيب، فإن آخر مرسوم التقسيم الترابي بين الجماعتين يعود إلى سنة 1998، في حين أن المجلس الجماعي لفاس اعتبر بأن تقسيما انتخابيا جرى في 2009 وإلحقت بموجبه دواوير في الجماعة القروية للمجال الحضري، بمثابة تأشير على إلحاق أراضي شاسعة للنفوذ الترابي لفاس. هنا احتدمت المعركة بدأت بين الطرفين. تبنى حزب الأصالة والمعاصرة ملف حرب الحدود، وناصر رئيس المجلس القروي تحت قبة البرلمان، في سياق صراع سياسي ساخن بين حزب "الجرار" وحزب "الميزان". لكن التحالف بين الحزبين، لمواجهة بنكيران، غير مجرى الأحداث في قضية حرب الحدود، دون أن يضع لها حدا.

رشيد الفايق، قرر النزول من حزب "الجرار"، ليطير مع حزب "الحمامة"، وتحالف مع حزب "المصباح". تبنى حزب العدالة والتنمية حرب الحدود، وأثارها بدوره تحت قبة البرلمان. المواجهة مع شباط تتطلب إثارة مثل هذه لملفات. لكن وزير الداخلية دخل على الخط، وأصدر قرارا حكم لصالح جماعة فاس. رئيس الجماعة القروية قرر نقل المعركة ضد وزارة الداخلية للطعن في القرار إلى المحكمة الإدارية. المعركة لا زالت مفتوحة. 

وواصل رشيد الفايق حربه ضد شباط. أكبر هدف سجله في مرماه تم تدوينه بالبنط العريض من قبل عدد من الصحف الوطنية على صدر صفحاتها الأولى. الفايق نجح في استقطاب "العلبة السوداء" لشباط إلى صفه. وفي التفاصيل، فإن الأمر يتعلق بالكاتبة الخاصة لشباط في المجلس الجماعي. سعاد السملالي عملت إلى جانب شباط لسنوات طويلة، منذ أن كان رئيس جماعة زواغة القروية التي كانت تتبع لإقليم مولاي يعقوب. العلاقة بين كاتمة الأسرار وشباط، منذ حوالي سنة، ليست على ما يرام. في غفلة من الجميع، التحقت سعاد السملالي بالتجمع الوطني للأحرار. وقررت حتى الترشح ضمن لائحته للانتخابات الجهوية، ضد حزب الاستقلال.

شباط يقدم رشيد الفايق على أنه رئيس جماعة "فاسد"، ويتهم بنكيران بتوفير الحماية له، ومعها محامي تابع لحزب "المصباح" للدفاع عنه. لكن مقربين من رئيس الجماعة القروية أولاد الطيب يعتبرون أن عمدة فاس يحس بثقل الخصم، ويقود ضده حربا نفسية..وإعلامية..

رئيس جماعة أولاد الطيب، تحول إلى منسق إقليمي لحزب التجمع الوطني للأحرار، ولعب دورا مهما في تنسيق التحالفات في الغرف المهنية لتكوين المكاتب وانتخاب الرؤساء. والنتيجة: لم يحصل حزب الاستقلال على رئاسة أي غرفة مهنية في الجهة. بل لم يتمكن من الحصول على عضوية أي استقلالي في مكاتب هذه الغرف. إنها قصة حرب الحدود الأكثر شهرة في المغرب بين جماعة أولاد الطيب وجماعة فاس.

تحرير من طرف Le360
في 30/08/2015 على الساعة 12:45