بعد لقاء الملك وبايدن. هذا مستقبل العلاقات المغربية الأمريكية

MAP

في 20/11/2014 على الساعة 12:38

جرت، بالأمس، مباحثات ثنائية جمعت الملك محمد السادس بنائب الرئيس الأمريكي، جوزيف بايدن، حيث ناقش الطرفان التطوارت الأخيرة لقضية الصحراء المغربية التي دعا، بخصوصها، الملك أمريكا إلى اتخاذ موقف واضح في النزاع المفتعل.

في هذا الإطار، أكد خالد الشكراوي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس، أن الولايات المتحدة الأمريكية ليست لديها ذاكرة مؤسساتية، بمعنى أن سياستها الخارجية تتغير بتغير الرؤساء والتمثيليات البرلمانية في مجلس الشيوخ ووزير الخارجية، وبمواقف مستشاري الرئيس في الشؤون الخارجية وبمصالح وزارة الدفاع "البنتاغون" وبالمصالح الاقتصادية.

وأضاف الشكراوي، في حديث مع Le360، أن هناك عددا من المتدخلين في السياسة الخارجية الأمريكية، ما يجعل منها سياسة "غير قارة"، "متغيرة" و"متبدلة"، مردفا أن أمريكا لا تعتبر الصداقات الشخصية ولا الصداقات دائمة لديها مصالح دائمة.

وأوضح الشكراوي أن نائب الرئيس جوزيف بايدن لم يعد له أي ثقل على مستوى تغير السياسة الخارجية، على اعتبار أنه لم يبق الكثير على نهاية فترة رئاسة أوباما، مضيفا أن "مواقف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري المرتبطة بالتيار التقليدي داخل النمط الديمقراطي خاصة أسرة كينيدي، المرتبطين بدورهم بمصالح قوية على المستوى المادي وعلى مستوى السياسي بالجزائر، ما ينبأ بمرحلة صعبة جدا سوف بها مع أمريكا".

وبخصوص مستقبل العلاقات المغربية الأمريكية، أكد المتحدث أنها لن تتغير، وأن أمريكا سوف تستمر على نهجها من خلال نوع من "الحياد السلبي" تجاه المغرب وقضية الصحراء.

وتابع أنه "أن السياسة الخارجية ليست مرتبطة بأوباما، بل متربطة بالأساس بوزير الخارجية، الذي لديه موقف خاص ربما شبه معادي لملف الصحراء، كما أن المبعوث الأممي كريستفور روس هو المتحكم في ملف الصحراء المغربية على مستوى الأمم المتحدة وموقفه مرتبط ببعض المصالح الجزائرية، وأمام كل هذه المعطيات لا أعتقد بأن الموقف سوف يتغير بشكل كبير، عدا إذا تطورت الأمور إلى حكومة جديدة أو ورئاسة جديدة من الليبراليين، الذين قد يكون لهم موقف أكثر تحررا من موقف كيري حاليا".

في المقابل، توقع عبد الفتاح الفاتحي، باحث متخصص في قضايا الصحراء والشؤون المغاربية، أن تنتعش العلاقات المغربية الأمريكية بعد استقبال الملك لنائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن، الذي أثنى على العلاقات الاقتصادية التي تربط بين الولايات المتحدة الأمريكية والمغرب، واصفا المغرب بالشريك الاقتصادي الهام، وبوابة بلاده نحو القارة الإفريقية.

وأضاف المتحدث أن تساؤل الملك محمد السادس عن توضيح مواقف شركاء المغرب من نزاع الصحراء محاولة لإعادة ضبط علاقاته السياسية دوليا وإقليمية، مشيرا إلى أن طلب الملك من أمريكا تحديد موقفها من قضية نزاع الصحراء يأتي منسجما والاتفاق، الذي تم عقب لقاء باراك أوباما والملك محمد السادس بعد زيارة قام بها الأخير إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

تحرير من طرف فاطمة الكرزابي
في 20/11/2014 على الساعة 12:38