تداركت الأسبوعيات الوطنية، الصادرة (الخميس)، تأخرها في تتبع الأحداث المتلاحقة في ملف الصحراء، فخصصت جل افتتاحياتها وصفحاتها الداخلية للنهاية "السعيد" للملف، مع التركيز على أهمية الدور الملكي في نزع فتيل المواجهة مع أمريكا. فكيف رأت التدخل الملكي في الملف؟
ما أجمعت عليه أغلب المجلات الأسبوعية أن واشنطن أبلغت الملك تراجعها عنن مقترحها حول الصحراء، مشيرة إلى أن الدور الملكي جاء في لقاء جمع مستشارا الملك مع قادة الأحزاب السياسية أبلغهم فيه أن مسؤولين بالإدارة الأمريكية، اتصلوا بجلالة الملك محمد السادس، لإبلاغه قرار واشنطن التراجع رسميا عن موقفها بشأن مشروع توصيتها إلى مجلس الأمن حول توسيع صلاحيات بعثة المينورسو.
ووصفت افتتاحية أسبوعية le temps التدخل الملكي، بأنه "تدخل مباشر وفعال مكن الدبلوماسية من إعادة الملف إلى مساره الطبيعي، كما أجبر الولايات المتحدة الأمريكية على سحب مسودة القرار"، مما غلب منطق الصداقة التي تجمع بين البلدين على أي اعتبارات أخرى. لكن ألا ييرز هذا التدخل فشل أطراف أخرى؟
أسبوعية مغرب اليوم قال رئيسها المؤسس، عبد الهادي العلمي، إن "الملك انتصر للمغرب"، مشيرا إلى "أن مشروع التوصية الأمريكي شكل مفاجأة بالنسبة إلى بعض الدوائر التي ارتبكت أول الأمر، واستعصى عليها فهم ما وقع، بل إن بعض الهيآت بدت متخلفة في إنتاج رد الفعل المناسب في الوقت المناسب، وهو أمر يدخل في بنيات اشتغالها التقليدية والمناسباتية".
وأوضح العلمي في ركنه أن "الملك نزل بكل ثقله الدبلوماسي ليعيد الأمور إلى نصابها، ووظف كل علاقاته ورصيده الرمزي في العالم لتتراجع الولايات المتحدة عن قرارها، لكن كل هذا لا يعفي من التداول الجدي بشأن الجدوى من وجود إدارات تصرف عليها الملايير ولم تستشعر الخطر القادم من قرار كان يمكن أن يغير الموازين على الأرض”.
من جهتها عنونت أسبوعية الآن افتتاحيتها ب"ديبلوماسية الملك"، وقال مدير نشر ورئيس تحريرها يوسف ججيلي، "إن جلالة الملك مسنودا بإجماع وطني حول القضية دبر بحكمة الأزمة، والدليل على ذلك، هو أن الأمريكيين سحبوا مقترحهم من دون ضجيج".
واكتفت أسبوعية l observateur في ملفها حول الصحراء بالإشارة إلى أن "سحب الولايات المتحدة الأمريكية لمسودة القرار جاء بعد تدخل جهات عليا من أجل إزالة سوء الفهم بين البلدين اللذين تربطهما علاقة استراتيجية"، مشيرة إلى "أن التدخل الملكي كان حاسما في الملف"، في حين أوضحت أسبوعية le reporter “ أن المغرب نجى من مسودة القرار الأمريكي بفعل التدخل الملكي"، ثم استعرضت تفاصيل الملف منذ بداية الأزمة والأشواط التي قطعها قبل إعلان سحب الولايات المتحدة الأمريكية لمسودة قرارها، والمجهود الدبلوماسي الكبير الذي بذل مباشرة بعد الأزمة.
تفاصيل عديدة حول الدور الملكي في ملف الصحراء، فطالما جسدت المؤسسة الملكية مفتاحا لكل أزمات الصحراء منذ عهد الملك الراحل.